فضيلة المعيني

وسط منطقة مثل بحر هائج لا يعرف السكون تتلاطم فيه الأمواج نعيش فننظر حولنا وحوالينا، وعبر متابعة الأحداث والأخبار التي تفرض نفسها كل ساعة لا شيء غير الدماء والخراب والدمار، وتزداد ويلات النيران على الشعوب التي لم تعد آمنة بأي حال وتتضاعف آلامها وتتعمق جروحها وتتفاقم معاناتها وتتأزم مآسيها وتشتد أزماتها.
وسط أكوام النيران المشتعلة التي تأكل كل شيء والدمار الذي يحل في هذه الدنيا، تخرج من هذه الأرض من دار زايد صورة تبعث على الفرح وتبث في النفوس تفاؤلاً بفجر مشرق فيه الكثير من الحب والأمل، فهذا البلد أنموذج مختلف، وسيبقى بإذن الله هكذا.
عشنا خلال الأسبوع الفائت أياماً جميلة مع انعقاد القمة الحكومية الثالثة التي كانت حديث الناس في الداخل والخارج بما شهدته من جديد وأفرزت الكثير رأوا فيها المستقبل بكل ما فيه ابتكار كفيل يحقق الرخاء والرفاهية، قمة منحت من شهدها وحضرها طاقة إيجابية كبيرة تأخذه إلى فضاء فيه من العمل والتحديات الكثير، يتسع للحالمين الماضين بثقة نحو المستقبل، لا مكان فيه للمتشائمين الغارقين في بحر من الأحزان المعزلين بأنفسهم بلا أمل بالغد.
ما رآه العالم في قمتنا من تمسك بالهوية والحفاظ على إرث الآباء والأجداد والانطلاق بثبات نحو المستقبل وما تبذله القيادة السياسية من أجل حياة أفضل للحاضر والأجيال المقبلة بهرهم، سعد بما رأى من سعد، وقطعت الأحقاد قلوباً لا تبغي لغيرها الخير، تحدث البعض خيراً وانبهاراً وفخراً، وهمز الآخرون ربما حسداً ولمزوا حقداً.
لكن السفينة دائما تمضي وتسير تعبر عباب البحر بما فيه، راضية بما قسمه الله لها واثقة أن لكل مجتهد مصيباً، ماضية تحت قيادة ربانها معتمدة على حكمتها وحنكتها وقدرتها على تجاوز الصعاب، آخذة من فيها إلى بر الأمان دوماً عابرة رياحا عاتية وأمواجا عالية ونيراناً تتقاذفها قوى الشر اتخذت من الظلام ستراً وستاراً، فلا تهاب ولا تردها العاتيات.
قيادة قوية وأبناء على العهد بجعل بلدهم في القمة دوماً.
– البيان