حقق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الرابعة والعشرين التي تنطلق الأربعاء 30 ابريل 2014، نموا ملحوظا في دور النشر المشاركة بنسبة 10 بالمائة عن دورة العام الماضي.
وكشف ذلك سعادة جمعة القبيسي المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب الوطنية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب في مؤتمر صحفي عقد، اليوم الاثنين، في أبوظبي وحضره محمد الشحي مدير إدارة البحوث والإصدارات في دار الكتب الوطنية في الهيئة.
وتنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة المعرض تحت رعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال الفترة من 30 ابريل الجاري الى 5 مايو القادم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وقال القبيسي أصبح معرض أبوظبي الدولي للكتاب من المحطات المهنية الهامة التي يحرص كبار الناشرين على المشاركة فيها، كما أنه يعد حدثا هاما تنطلق منه المشاريع الثقافية الجديدة المعنية بصناعة ونشر الكتاب وبالتالي تساهم في تكوين وعي الأفراد على أسس متينة وفق الرؤية التي تنطلق منها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة المعنية باستدامة العمل الثقافي في العاصمة.
ووصل العدد الكلي للعارضين في المعرض إلى 1125 دار نشر بزيادة 100 عارض عن العام الماضي وبنسبة زيادة 10 بالمائة فيما بلغ عدد دور النشر التي تشارك لأول مرة إلى 120 دارا منها 16 عارضا محليا، كما أن المشاركين يمثلون 57 دولة حول العالم ويطرحون أكثر من 500 ألف عنوان ب 33 لغة في شتى صنوف المعرفة و لم تتمكن إدارة المعرض من استيعاب كل طلبات المشاركة فاعتذرت لـ 98 عارضا لعدم توفر المساحة.
وأضاف القبيسي إن الاقبال على المشاركة في المعرض يعكس الأهمية التي بات يشكلها المعرض للناشرين ليس كمحطة بيع وعقد صفقات تجارية ومركز لبدء تفاهمات لتعاقدات جديدة فقط بل كموقع يتبادل فيه الناشرون الخبرات ويطلعون على ما يستجد في عالم النشر من خلال البرنامج المهني الذي نطرحه كل عام.
ولأول مرة سيقوم فريق المبيعات في المعرض بتنظيم جولات تعريفية للجهات العارضة الدولية في أنحاء المعرض لتعريفهم على التسهيلات والعروض التي يمكنهم الاستفادة منها كما يقدم المعرض مجموعة من حلقات النقاش الموجهة التي تجمع العارضين والزوار التجاريين وتطرح الحلقات التي يديرها نخبة من الناشرين والمختصين مواضيع عملية ذات صلة مباشرة بصناعة النشر.
ويقدم إيريك يانغ رئيس اللجنة الاستشارية لإعلان اليونسكو مدينة إنشيون عاصمة عالمية للكتاب للعام 2015 حلقة نقاش عن “التعاون الدولي في عصر النشر الرقمي” وتقام ندوة عن تحرير النصوص العربية لتلافي ضعف البنية التأليفية ويشارك فيها كل من الدكتور فيليب كندي من معهد جامعة نيويورك في أبوظبي والمترجم سامر أبوهواش وعبد الحكيم سليمان من دار ميريت للنشر ويتحدث الناشر قاسم التراس عن دور الترقيم الدولي للكتب في انتشارها ويقدم مجموعة من الاحترافيون في صناعة النشر وخاصة الأدب نصائح لكيفية الترويج لكاتب ترجمت أعماله في الخارج.
ومن خلال برنامج الفصل التعليمي الموجه إلى مجموعات التركيز من خبراء التعليم والناشرين والكتاب وأمناء المكتبات والمعلمين يلقى الضوء على مجموعة من التجارب الناجحة في تحدي الصعوبات للترويج للكتاب مثل تجربة جميلة حسون المغربية التي ابتكرت مشروع “كتاب كارافان” لتوصل الكتاب إلى القرى النائية وتجربة ريتشارد فلور في التعليم الإلكتروني لذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية تدريس الفلسفة للطلبة التي تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاما وفق تجربة بيتر ورلي وستقدم السويد ضيف شرف المعرض في الدورة الحالية جلسة تفاعلية مع المعلمين وأمناء المكتبات لإلقاء الضوء على نظام رياض الأطفال الخلاق في السويد، أما المنطقة الإلكترونية في المعرض فنقدم عدة دورات عن أحدث ما يتعلق بعالم صناعة الكتاب الرقمي.
من جهته قدم محمد الشحي إضاءات على البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، موضحا انه انطلاقا من مفهوم التبادل الثقافي الذي يوفره معرض أبوظبي الدولي للكتاب والذي تحول من مجرد كونه مركزا لبيع الكتب إلى ملتقى حيوي مفتوح يستقطب كبار الكتاب والمفكرين للتحاور والنقاش في قضايا راهنة لا تهم النخبة فقط بل لها تأثيراتها على حياة الناس العامة لذلك رأينا أن نطرح موضوع الإسلام السياسي للنقاش في أكثر من جلسة لمعالجة أزمة التعصب الديني وما تتركه من ظلال قاتمة على الحياة المعاصرة.
ويشارك الكاتب والمؤرخ المصري محمد الشافعي ومنصور النقيدان مدير مركز المسبار للدراسات في ندوة تحت عنوان “صعود وسقوط الإسلام السياسي” فيما تقدم ندوة أخرى عن “الإسلام السياسي في الكاريكاتير” بمشاركة مجموعة من محترفي فن الكاريكاتير وكان اتحاد كتاب وأدباء الإمارات قد اعلن عن تقديم جلسة حوار خلال المعرض عن “الدين والتدين” للكاتب عبد الجواد ياسين من خلال مؤلفه الاخير الذي يحمل العنوان نفسه.
وتنال الثقافة المحلية نصيبا وافرا من النقاش خلال المعرض فتخصص ندوة عن معرض “اكسبو 2020” الذي تستضيفه الإمارات فيتحدث كل من معالى سلطان الجابر وزير الدولة وهند الشامسي المتحدث الرسمي للمعرض عن ما يمكن أن يحققه تواصل العقول لصنع مستقبل واعد للإنسانية.
ويلقى المعرض الضوء على بعض الظواهر الجديدة في المشهد الثقافي المحلي من خلال ندوة”دور النشر الجديدة الواقع والطموح تتناول من خلالها ثلاث مثقفات تجربتهن في احتراف صناعة نشر الكتاب، كما يخصص المعرض عدة جلسات ترصد التطور في الواقع الثقافي المؤسس مثل تجربة الفجيرة عروس الساحل الشرقي التي تشهد تحولات ثقافية مدروسة وجزيرة السعديات في أيوظبي التي ينتظرها مستقبل فني وتعليمي وترفيهي منفتح على العالم.
وتقدم مجموعة من طالبات جامعة زايد رؤية معاصرة عن الحكاية الشعبية “الخروفة” في جلسة تحت عنوان حكايات من الإمارات وفي جلسة عن البحر في الذاكرة الإماراتية يستكشف الباحثان بلال البدور وعبد العزيز المسلم الاستخدام الواسع لهذا الرمز في الكتابات المحلية على تنوعها أما أثر القصيدة الشعبية في تطوير الأغنية الإماراتية فقد خصص لها جلسة نقاشية مثيرة يشارك فيها الموسيقي عيد الفرج والكاتب مؤيد الشيباني.
إلى جانب ذلك تتناول الجلسات الحوارية الأخرى موضوعات متنوعة تتعلق بفنيات الأدب كواقع القصة القصيرة والقراءة والكتابة في العصر الرقمي والطفل وأمن الكمبيوتر إلى جانب جلسة عن الرياضة والثقافة يتحدث فيها نجوم منتخب كرة القدم الوطني عن علاقتهم بالثقافة في تكريس للمفهوم الثقافي المفتوح على الحياة.
ويشهد ركن تواقيع تنظيم أكثر من 36 حفل توقيع كتاب جديد لكتاب من مختلف الدول العربية تسبقها حلقات نقاش حوارية عن كتبهم.
يذكر أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد من أكثر معارض الكتب تطورا في المنطقة وقد اختار المعرض هذا العام شخصية الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي شخصية محورية في تقليد جديد لإعادة قراءة المنجز الفكري بشكل غير تقليدي كما يقدم المعرض لأول مرة في يوم الافتتاح حفلا موسيقيا مستلهما من ابداع الشاعر وتجواله بحثا عن أمير عادل تحت عنوان “المتنبي…مسافرا أبدا” تحييه الفنانة عبير نعمة بمصاحبة مجموعة من أمهر العازفين العرب.
ولأول مرة يقدم المعرض عروضا سينمائية لأفلام إماراتية طوال أيام المعرض مع ورش وندوات متخصصة من خلال مشروع “سينما الصندوق الأسود”، والذي كلف بتنفيذه السينمائي نواف الجناحي كما يشهد المعرض تنظيم معارض فنية تشكيلية ورسوم متنوعة.
الاتحاد