حذّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في دول شرق المتوسط، أحمد المنظري، في مؤتمر صحافي، أمس، من تداعيات ظهور فيروس كورونا المستجد في سورية وليبيا واليمن، ودعا دول المنطقة إلى التريث في رفع قيود التباعد الاجتماعي.

وقال المنظري: «أصبحت هذه المعركة أكثر تحدياً مع ظهور الفيروس في بلدان، مثل الجمهورية العربية السورية، وليبيا، واليمن».

وأضاف: «خلَّفَت عقود وسنوات من النزاع، تصاحبه في بعض الأحيان كوارث طبيعية وفاشيات سابقة، في هذه البلدان نُظُماً صحية ضعيفة، وهناك ملايين الأشخاص الذين هم أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض المُعدية بسبب ظروف المعيشة في أماكن مكتظة، وضعف المناعة الناجم عن سنوات من انعدام الأمن الغذائي».

وأوضح أنه في اليمن، يعتمد أكثر من 13 مليون شخص شهرياً على المساعدات الغذائية، كما يحتاج 8.8 ملايين شخص إلى الرعاية الصحية، ولفت المنظري إلى أن «الانقسام السياسي في هذه الدول، يؤدي إلى محدودية وصول الخدمات الإنسانية إلى بعض المناطق».

وحذّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية من قيام بعض الدول برفع قيود وتدابير التباعد الاجتماعي، وقال إن ذلك قد يتسبب في عودة ظهور مرض كوفيد-19، وخروجه عن السيطرة، بما يسبب موجة ثانية متفاقمة من حالات الإصابة.

ودعت منظمة الصحة العالمية، أمس، إلى زيادة حركة الطيران، من أجل توصيل شحنات أجهزة التشخيص وأدوات الحماية والوقاية إلى المناطق التي ينتشر فيها مرض كوفيد-19، خصوصاً أميركا اللاتينية، وقال رئيس دعم العمليات واللوجيستيات في المنظمة، بول مولينارو، إن شحنات لقاح عالمية تعطلت في أبريل، وإذا استمر هذا في مايو فستصبح هناك فجوات في التطعيمات والحملات الروتينية لمكافحة أمراض أخرى.

من جانب آخر، حذّرت الأمم المتحدة من أن تفشي «كوفيد-19» يهدد بإلحاق أضرار واسعة بدول شرق إفريقيا، حيث قد يزداد انعدام الأمن الغذائي بأكثر من الضعف في غضون ثلاثة أشهر فقط.

ويقدّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن نحو 20 مليون شخص يفتقرون، حالياً، إلى إمدادات غذائية آمنة، ويتوزّع هؤلاء على تسع دول في المنطقة، هي: بوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وإريتريا وكينيا ورواندا والصومال وأوغندا.

وسجّلت هذه الدول عدداً قليلاً من الإصابات (بالمئات أو العشرات) بـ«كوفيد-19»، مقارنة ببقية أنحاء العالم، لكن نظراً لاقتصاداتها الهشة بمعظمها، وبنيتها التحتية الصحية الضعيفة، تعد هذه الدول أكثر عرضة لتداعيات الأزمة المتفاقمة.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بيرز، للصحافيين في جنيف، إن تقديرات الهيئة الأممية تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يفتقدون الأمن الغذائي في المنطقة، سيرتفع على الأرجح إلى 34 أو حتى 43 مليوناً في الأشهر الثلاثة المقبلة، جرّاء التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لـ«كوفيد-19».

 

 

الإمارات اليوم