تشهد أسواق ومنافذ البيع الكبرى في أبوظبي والإمارات وفرة كبيرة في معروض الخضروات المحلية تلبي احتياجات المستهلكين خاصة في شهر رمضان المبارك، وتحول دون ظهور نقص كبير في الخضروات بالأسواق منذ تفشى تداعيات فيروس كورونا كوفيد 19 بداية مارس الماضي وحتى اليوم.
وكشفت جولة لـ “البيان” عن تنافس كبريات المنافذ في الإعلان عن عروض ترويجية لغالبية الخضروات المحلية، وتباع الخضروات المحلية بأسعار تنافسية وتلاقي إقبالا كبيرا من المستهلكين. ويصل سعر كيلو الطماطم المحلية 2.95 درهم في متاجر كارفور، بينما يصل سعر الجزر المحلي 3 دراهم في منافذ جمعية أبوظبي التعاونية كما باعت منافذ الجمعية الخيار المحلي بسعر 1.9 درهما والفلفل الأخضر بأربعة دراهم بينما تبعها منافذ أخري بسعر 7.55 درهم، ويصل سعر كيلو الملفوف المحلي 1.9 درهما، كما تتواجد بكثرة أنواعا مختلفة من الورقيات مثل الجرجير والبقدونس بأسعار تنافسية. وفرة الخضروات المحلية ناتجة عن زيادة عدد المزارع المحلية لتصل إلي 38 ألف مزرعة تنتج نحو 226 ألف طن خضروات و125 ألف طن فواكه و645 ألف طن محاصيل حقلية، وتتزايد عروض الخضروات المحلية في منافذ بيع حصاد مزارعنا التابعة لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية.
وأكد مسؤولو منافذ البيع الكبرى أن متاجر التجزئة الكبرى والصغرى والمستهلكين لم يشعروا على الإطلاق بوجود نقص في أصناف الخضروات الرئيسية بسبب صعوبة عمليات الاستيراد خاصة في الأيام الأولي لظهور تداعيات فيروس كورونا في الإمارات منتصف مارس الماضي، والسبب في ذلك هو الإنتاج المحلي الوفير من الخضروات.
وأشار عبدالله عبيد مدير العمليات في جمعية أبوظبي التعاونية إلى أن الجمعية التي تدير أكثرمن 49 فرعا في إمارة أبوظبي والشارقة و تستحوذ على ثلث سوق تجارة التجزئة في أبوظبي عقدت اتفاقيات مع مزارع وشركات محلية لتوريد منتجاتها إليه بسرعة قياسية لتلبية احتياجات المستهلكين وهو ما حدث بالفعل حيث غطت الخضروات المحلية مطالب المستهلكين خاصة أن لدينا العديد من المنتجات سواء خضروات أو فواكه أو ورقيات وقد أعلنا عن بيعها بخصومات جيدة جدا ووضعنا عليها لافتة “لوكال”، وبلاشك فإن ظهور قوة الإنتاج المحلي إحدى علامات كورونا الإيجابية ولابد أن تتوسع الدولة في الزراعة وتجرب محاصيل أخري لأن قضية الأمن الغذائي وتوفير الغذاء للجميع في كل الأوقات ضرورة مهمة للغاية.
ويرى ناندا كومار المسشار الإعلامي لدي مجموعة اللولو العالمية التي تدير أكثر من 76 فرعا على مستوى الدولة أن تداعيات أزمة فيروس أثرت سلبيا على حركة الإستيراد خاصة خلال النصف الثاني من شهر مارس الماضى مما تعذر معه إستيراد سلع كثيرة أبرزها الخضروات والورقيات إلا أن المستهلكين في الإمارات لم يشعروا مطلقا بغياب أي نوع من الخضروات والورقيات وكان السر في ذلك هو الإنتاج المحلي الوفير منها ، وقد تعاقدت المجموعة مع مزارع وشركات محلية كثيرة لتوريد أكبر كميات من الخضروات والورقيات المحلية لبيعها للمستهلكين بخصومات وصلت إلى 20%، وخلال ذورة الأزمة كانت فروع اللولو تبيع الخيار بسعر 2.95 درهم والطماطم بسعر 5.95 درهم وبلاشك هي أسعار تنافسية وأقبل عليها المستهلكون بشكل كبير.
ونوه الدكتور محمد بدوي أستاذ علوم الأراضي والمياه مدير عام مصنع العين للأسمدة البيولوجية إلى أن وفرة الإنتاح المحلي خاصة من الطماطم والفلفل والخيار ترجع بشكل رئيسي إلى نجاح فكرة البيوت البلاستيكية التي تتوسع فيها عدد من إمارات الدولة حاليا وعلى رأسها إمارة أبوظبي ، مشيرا إلى أن تطور التكنولوجيا في قطاع الزراعة قضى على صعوبات وتحديات كانت تواجهها الإمارات. ويضيف” دولة الإمارات من دول المناخ الصحراوي الجاف لا تتوفر لديها كميات كافية من المياه على مدار أشهر العام كما أن تربتها قد لا تساعد على زراعات معينة وقد ظلت هذه الصعوبات تلقى بظلالها القوية عليها خلال السنوات الماضية إلا أن تطور التكنولوجيات الزراعية تغلب على الكثير من التحديات فهناك اليوم بيوت بلاستيكية نزرع فيها خضروات وفواكه بنوعيات جيدة جدا وهي منتجات تحتاج كميات قليلة من المياه ولابد أن تتوسع الأبحاث والدراسات العلمية الزراعية لزراعة أصناف كثيرة أخري لأن الدولة مثل غيرها من الدول معرضة لأزمات غذائية ولابد أن يكون للإنتاج المحلي الدور الأكبر في تأمين الغذاء الأساسي حتى لو كان في بداية الأمر بتكلفة مرتفعة لأن هذه التكلفة ستنخفض مع مرور الزمن فضلا عن أن الإنتاج الوطني يوفر للدولة منظومة متكاملة للأمن الغذائي تستطيع أن تلبى احتياجات المواطنين والمقيمين من المأكل والمشرب أثناء الأزمات خاصة الأزمات التي لا دخل للبشر بها مثل أزمة كورونا التي فاجأت العالم كله وأصابته بالشلل التام.
البيان