قال مديرون وخبراء بقطاع السفر إن معظم شركات الطيران تحتفظ بقيمة التذاكر الملغاة، التي تأثرت بتمديد قرارات تعليق النقل الجوي، خلال الفترة الأخيرة، نتيجة انتشار فيروس «كورونا»، مطالبين المتعاملين بالتريث قبل إجراء الحجوزات، وانتظار القرارات الرسمية التي تسمح بالسفر.
وذكروا، لـ«الإمارات اليوم»، أن بعض الناقلات الجوية أتاحت الحجوزات على مواقعها الشبكية، أخيراً، لكن مع تمديد تعليق السفر تم إلغاء هذه الرحلات وتأجيلها لوقت لاحق، ولم يتمكن المتعاملون من استرداد الأموال التي دفعوها نقداً بعد فتح الحجوزات، إذ تم تحويلها إلى رصيدهم لاستخدامها في إعادة الحجز.
تريث
وتفصيلاً، دعا نائب الرئيس التنفيذي لشركة الريس للسفريات، محمد جاسم الريس، المتعاملين إلى التريث قبل إجراء حجوزات الطيران خلال هذه الفترة، لافتاً إلى أن الرحلات الجوية تكون متاحة للحجز، لكن مع تمديد تعليق قرارات النقل الجوي، بسبب أزمة «كورونا»، تلجأ شركات الطيران إلى إرجاء الرحلات، وتأجيلها لوقت لاحق.
وأضاف الريس أن معظم شركات الطيران تحتفظ بقيمة التذكرة، في حال إلغاء الرحلة، لتبقى في رصيد المتعامل، على أن يستطيع استخدامها أثناء إعادة الحجز، وبهذه الطريقة لن يتمكن المتعاملون من استرداد الأموال التي دفعوها مباشرة، لافتاً إلى أن بعض الشركات تطبق شروطاً، أيضاً، بخصوص إعادة الحجز.
انتظار القرارات
وأكد الريس أنه من المهم عدم الاستعجال في الحجز، وانتظار القرارات الرسمية التي تسمح بالسفر إلى الوجهات المراد الذهاب إليها، حيث ينطبق الأمر على وجهتَي المغادرة والوصول، مشيراً إلى أن شركات الطيران، بدورها، لم تتوقع أن تواجه ظروفاً كهذه، بحيث تضطر للعمل في بيئة سريعة التطور والتغيير.
وشدد على ضرورة قراءة شروط إلغاء الرحلات أو إعادة جدولتها، بما في ذلك الخيارات المتاحة أمام المتعاملين لاسترداد الأموال أو إعادة الحجز، والشروط التي ستفرضها شركة الطيران، لافتاً إلى أن شراء تذكرة يعني أن المتعامل قبل بجميع الشروط والأحكام الملحقة بها.
إعادة الحجز
من جهته، قال المدير العام لشركة بالحصا للسياحة، ناروز سركيس، إن نسبة قليلة جداً من شركات الطيران، تتيح للمتعاملين استرداد كامل أموالهم نقداً، خلال فترة قصيرة في هذه الظروف الاستثنائية، جراء تفشي فيروس «كوفيد-19»، مشيراً إلى أنه مع إلغاء الرحلات أو تأجيلها، بسبب قيود السفر التي تمددها الحكومات، فإن معظم شركات الطيران تبقي أموال المتعاملين لديها، بحيث يمكن استخدامها لاحقاً في إعادة الحجز، أو إجراء حجز جديد.
وأضاف سركيس أن هذا الأمر يصب في مصلحة شركات الطيران لا المتعامل، كونها تحتفظ بالسيولة في هذه الظروف الحرجة، ويضطر المتعامل للانتظار ريثما يتم السماح بتشغيل الرحلات الجوية لإعادة الحجز، لكن في الكثير من الأحيان يتم تطبيق فارق السعر بالنسبة للحجز الجديد.
وأشار إلى أن شركات الطيران، أيضاً، على غرار قطاعات أخرى، تعاني الآثار الاقتصادية المكلفة نتيجة فيروس «كورونا» المستجد.
إعفاء
وأوضح سركيس أنه بالنسبة لبعض الرحلات الملغاة، أخيراً، بسبب تمديد قرار تعليق السفر جراء «كورونا»، فإن شركات الطيران أعفت المتعاملين حاملي هذه التذاكر من رسوم التغيير، على أن يتم تطبيق أي رسوم أخرى مستحقة إن وجدت وقت إجراء التغيير، مشيراً إلى أن بعض شركات الطيران تعفي المتعاملين من رسوم التغيير لمرة واحدة فقط.
ولفت إلى أن سياسات وشروط إلغاء الرحلات، أو إعادة جدولتها، تتباين من شركة طيران إلى أخرى، وبالتالي من المهم قراءة جميع بنود وشروط التذكرة قبل حجزها، خصوصاً في هذه الظروف الاستثنائية.
وبين سركيس أن إتاحة الرحلات على المواقع الشبكية لشركات الطيران، أو وكالات السفر، لا تعني بالضرورة أن شركة الطيران ستشغلها في موعدها، حيث إن الناقلات الجوية ملزمة بالقرارات التي تصدرها السلطات والجهات المعنية بالنقل الجوي، وبالتالي من الضروري استقاء الأخبار من المصادر الرسمية، مؤكداً أنه بمجرد السماح للرحلات الجوية يمكن حينها إجراء الحجوزات.
وقال إن بعض الناقلات أتاحت الحجوزات على مواقعها الإلكترونية، وتلقت حجوزات من متعاملين، لكنها لجأت إلى إلغائها في ما بعد.
وضع استثنائي
بدوره، قال الخبير بقطاع السياحة والسفر، سامر عشا، إن شركات الطيران حول العالم وجدت نفسها في وضع استثنائي مع انتشار فيروس «كوفيد-19»، لافتاً إلى أن التعليق التام للرحلات الجوية تسبب في ضغط هائل على إلغاء الحجوزات أو تعديلها، بما في ذلك طلبات الاسترداد نقداً.
وأضاف عشا أن استرداد الملايين من قيمة التذاكر الملغاة نقداً في هذا الوقت أمر كارثي، إذ إنه قد تنهار العديد من شركات الطيران خلال وقت قصير، مع تآكل الاحتياطات النقدية لديها إلى مستويات قياسية، مشيراً إلى أن الناقلات الجوية لاتزال بحاجة إلى سيولة لإدارة نفقاتها التشغيلية، رغم توقف العمليات.
وبين أن عدداً محدوداً للغاية من الشركات حول العالم تقبل الاسترداد النقدي للتذاكر الملغاة، خصوصاً تلك الشركات التي تولي اهتماماً كبيراً تجاه ولاء متعامليها، أو الشركات التي لاتزال تشغل رحلاتها الجوية، وإن كان على نطاق محدود، حيث لم تتأثر تدفقاتها النقدية بشكل كبير.
خيارات إعادة الحجز
قال الخبير بقطاع السياحة والسفر، سامر عشا، إن إبقاء باب الحجوزات مفتوحاً، بالنسبة للرحلات التي كان من المفترض أن يتم تشغيلها قريباً، وألغيت لاحقاً، دفع ببعض المسافرين إلى إجراء حجوزاتهم، لكن مع إلغاء الرحلات وجدوا أنفسهم غير قادرين على استرداد الأموال التي دفعوها نقداً، لافتاً إلى أن معظم شركات الطيران تمنح المتعاملين خيارات إعادة الحجز.
وأضاف: «لا نتوقع أن يكون الطلب هائلاً على قطاع النقل الجوي مع السماح بتسيير الرحلات، حيث سيكون هناك توافر في المقاعد بالنسبة للراغبين بالسفر، وبالتالي بإمكانهم الانتظار والحجز أثناء الإعلان رسمياً عن بدء عمليات التشغيل».
الامارات اليوم