الفجيرة اليوم- شارك سعادة المهندس محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح في اجتماع المؤتمر الثاني حول قدرة الفنون على التكيف “ريزيلي آرت” الذي عقد عن بعد، تحت عنوان: الطريق إلى التعافي.
وضم المؤتمر الذي نظمت فعالياته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو بالشراكة مع الاتحاد الدولي للتحالفات من أجل التنوع الثقافي، عدداً من القيادات والخبراء في الفنون من كافة أنحاء العالم بالإضافة إلى فنانين وممارسين لألوان الفن المختلفة وكان من بين المتحدثين: المغنية والممثلة البرازيلية أنيتا، والفنانة الكندية فيرني داوني التي تشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي للممثلين، وباسكال روغارد – مدير عام جمعية كتاب الدراما في فرنسا، وفوزية سعيد مدير عام المجلس الوطني للفنون في باكستان وجانا فوزاروفا – مدير عام جمعية الكتاب في سلوفاكيا وسعادة محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح.
وتحدث سعادة محمد سيف الأفخم عن قطاع الفنون الأدائية والتحديات التي يواجهها في هذه الفترة وقال: إن الفنون الأدائية تختلف عن غيرها كونها عروضاً حية في جوهرها وأي محاولة لإحيائها عبر الإنترنت يغير جوهر هذه الفنون ويمحي هويتها التي تعتمد على التفاعل الحي بين المؤدي والجمهور، وفي ظل القيود الدولية المفروضة على المسارح ودور العرض حول العالم يواجه المسرحيون والعاملون في مجال الفنون الأدائية معوقاتٍ مادية وإبداعية كبيرة.
واقترح الأفخم بعض الحلول التي تعتمد على التباعد الجسدي في توزيع المقاعد في المسارح وأجهزة الفحص الحراري في مداخل دور العرض بالإضافة إلى تأكيده على ضرورة استمرار حركة الإبداع في هذا القطاع من خلال تحفيز الفنانين لبعضهم البعض بطرح الدروس وجلسات تبادل الخبرات عبر الإنترنت.
كما عرج الأفخم على مستقبل المهرجانات الثقافية والفنية، حيث تعتمد المهرجانات بالدرجة الأولى على استقطاب الفنانين من كافة أنحاء العالم وجمعهم في حيز مكاني واحد لتبادل الخبرات الفنية والثقافية وهو ما يصعب تنفيذه في ظل هذه الجائحة والقيود الدولية المفروضة على السفر إلى جانب تخوف الجمهور من التجمعات.
وابدى الأفخم تفاءلا في اختتام مداخلته مؤكداً بأن العالم حين يتعافى من هذه الجائحة فإن الفنون هي أول ما سيلجأ له، وحتى لو طالت فترة ركود المهرجانات إلا أنها ستعود أقوى وأجمل مدفوعةً بشغف الفنانين وحبهم للحياة.
كما ناقش المؤتمر تأثير التدابير الاحترازية التي اتخذتها دول العالم للحد من انتشار جائحة كوفيد-19 على الصناعات الإبداعية، والذي تجلى في إعاقة وإيقاف إنتاج وتوزيع أشكال التعبير الثقافي من قبل الفنانين في كافة أنحاء العالم.
وتوقع المجتمعون أن المرحلة القادمة بعد إعادة فتح الاقتصاد في الدول ستشهد بممارسة أشكال الفنون بشكلٍ تدريجي مع الحفاظ على التباعد الجسدي بين الأفراد وعلى التدابير الاحترازية حيث يستمر تهديد جائحة كوفيد – 19 على الصحة العامة حتى بعد فتح الاقتصاد، مما سيفرض قيوداً كبيرة على الفعاليات والأنشطة الثقافية مستقبلاً ويؤدي إلى عواقب مالية كبيرة يتكبدها هذا القطاع.
و اعتبر المتحدثون في المؤتمر أن بعض أنواع الأنشطة الثقافية لن تستأنف على المدى الطويل وبالأخص تلك التي تحتاج إلى التنقل بين دول العالم، ولذلك فإن الأمر يحتاج مستوىً أعلى من الدعم الحكومي ومراجعة نماذج الأعمال من أجل الحفاظ على البيئة الثقافية والفنية المتنوعة.
كما ناقش المتحدثون كيفية دعم الدول والقطاع الخاص للفنون من جائحة كوفيد-19، في ظل تسارع وتيرة الانتقال إلى العالم الرقمي في كل القطاعات الأخرى، إلا أن سياسات الأنشطة الثقافية لم تتكيف بعد مع التطور السريع جداً في التكنولوجيا، مما أدى إلى احتكار الشركات الكبرى للأسواق العالمية دون أن تساهم في دعم البيئة الثقافية من حيث الدعم المالي أو تسليط الضوء على المبدعين أو حماية الحقوق الفكرية.