في إطار عملية «شمال» الفرنسية في العراق أشركت باريس أمس حاملة طائراتها «شارل ديغول» في عمليات الائتلاف العسكري الدولي ضد تنظيم داعش، كما كثف التحالف من غاراته وشن 25 غارة جوية ضد مواقع التنظيم في العراق وسوريا وركزت على بلدتي عين العرب والحسكة السوريتين، في وقت تصدت قوات البشمركة الكردية لهجوم لمقاتلي «داعش» على نينوى من ثلاثة محاور وهجوم اخر على بلدة جوير في شمال العراق.

وزار وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان حاملة الطائرات بمناسبة اطلاق طلعات الاستطلاع والقصف منها في اطار عملية «شمال» الفرنسية في العراق.

وأكد لودريان من على متن حاملة الطائرات تصميم باريس على محاربة التنظيم المتطرف في العراق، وذلك في اطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال ان «هذا التهديد المتمثل بالارهاب يريد ان يلحق الاذى بمواطنينا ومصالحنا وقيمنا. وردا على ذلك، فإن فرنسا ستبدي حزما مطلقا». وأضاف: «نقول لحلفائنا: نحن هنا بقوة ومع الكثير من الإرادة».

وانطلقت مقاتلات رافال الفرنسية صباح امس من حاملة الطائرات التي كانت تبحر على بعد 200 كيلومتر شمال البحرين، باتجاه العراق، ولحقتها في وقت لاحق طائرات من طراز «سوبر ايتاندار» المحدثة.

وتحمل «شارل ديغول» 12 مقاتلة رافال وتسع مقاتلات من نوع سوبر ايتاندار المحدثة، ما يرفع بشكل كبير قدرة التدخل الفرنسية في المنطقة بعد ان كانت ترتكز على تسع مقاتلات رافال وست طائرات ميراج 2000. وترافق الحاملة، غواصة هجومية نووية وفرقاطة دفاعية مضادة للطائرات وسفينة اخرى مضادة للغواصات فضلا عن سفينة للتزويد بالنفط.

وتحمل هذه المجموعة من السفن 2700 رجل بينهم 200 رجل على حاملة الطائرات لوحدها. ويشارك 3500 عسكري في عملية «شمال». وتنفذ المقاتلات الفرنسية ضربات في العراق فقط اذ تعتبر باريس ان اي عمليات في سوريا يمكن ان تصب في مصلحة النظام السوري.

وفي السياق قالت قوة المهام المشتركة امس إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 25 غارة جوية ضد مقاتلي تنظيم داعش في العراق وسوريا ركزت على بلدتي عين العرب والحسكة السوريتين.

وشن التحالف هجمات استمرت من صباح اول من أمس حتى صباح امس 11 ضربة جوية قرب الحسكة استهدفت 10 وحدات تكتيكية بالاضافة الى ست ضربات قرب عين العرب استهدفت خمس وحدات تكتيكية وخمسة مواقع قتالية. وأصابت ضربة جوية قرب بلدة دير الزور السورية منشأة نفط تابعة للتنظيم.

وذكرت قوة المهام ان سبع ضربات في العراق استهدفت وحدات تكتيكية ومواقع قتالية وعربات ونقاط تفتيش تابعة لتنظيم داعش قرب الموصل وكركوك والاسد الرطبة وتلعفر.

الى ذلك قال مسؤول في قوات البيشمركة الكردية العقيد بشتوان محمد، أمس إن طيران التحالف الدولي قصف تجمعا ضم عددا من العجلات التابعة لتنظيم داعش في قرية البو محمد في قضاء داقوق جنوبي المدينة ما ادى الى مقتل 22 عنصرا.

وكان قائد القوات الأميركية الوسطى الجنرال لويد اوستن أعلن أثناء استقباله ظهر الأحد، من قبل وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي «أنه تم قتل 8500 داعشي من خلال الحملة الجوية للتحالف الدولي حتى الآن».

في الاثناء اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس سقوط ما لا يقل عن 1600 قتيل جراء غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع تنظيم داعش في سوريا منذ خمسة شهور.

وبشأن العمليات القتالية التي تجري على الارض ذكرت تقارير اعلامية ان 100 مسلح من تنظيم «داعش» قتلوا إثر معارك بين قوات البشمركة الكردية، ومسلحي التنظيم على محافظة نينوى، شمالي العراق.

وذكرت قوات البشمركة أنها صدت هجوما لمسلحي داعش من ثلاثة محاور، هو الثالث من نوعه على مواقع البشمركة في قرى تل الريم، وتل الشعير والسلطان عبدالله.

وأوضح مصدر عسكري أن المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدى البشمركة، تفيد بأن المسلحين يستجمعون قواهم حاليا، لشن هجوم على البشمركة في تلك القرى، التي تبعد نحو 60 كيلومترا عن مركز مدينة أربيل.

كذلك قالت مصادر كردية إن قوة من البشمركة صدت بدعم من ضربات جوية للتحالف هجوما لمقاتلي تنظيم داعش على بلدة جوير في شمال العراق.

وقال قائد قوة البشمركة «كنا في مواقعنا وجاءت الطائرات وضربتهم ونحن ممتنون للغاية. هاجمنا العدو مرارا أثناء محاولته التشويش على البشمركة والاستيلاء على مواقعها لكننا ننجح دوما في إفشال الهجوم. أحصينا حتى الآن 45 جثة وهناك جثث أخرى لم نحصها بعد».

وذكرت منظمة مراقبة أن القوات الكردية السورية تقدمت في مواجهة مقاتلي داعش في هجومين منفصلين في شمال شرقي سوريا قرب الحدود العراقية أول من أمس، لتتضاعف الخسائر التي مني بها التنظيم في سوريا في الآونة الأخيرة، في حين قتل أربعة آشوريين مسيحيين سوريين في محافظة الحسكة، على أيدي التنظيم الذي شن هجمات مسلحة على القرى الآشورية.

وقال المسؤول الكردي ناصر حاج منصور إن وحدات حماية الشعب الكردية تقدمت حتى أصبحت على بعد خمسة كيلومترات من بلدة تل حميس التي تبعد نحو 35 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة القامشلي. وأضاف منصور لرويترز عبر الهاتف: «تم تحرير 23 مزرعة وقرية كبيرة وصغيرة».

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه في التقدم الثاني في شمال شرقي سوريا سيطر المقاتلون الأكراد على قريتين من تنظيم داعش على حدود العراق بمساعدة قصف عنيف من قبل قوات البشمركة الكردية على الجانب الآخر من الحدود.

من جهة أخرى، أعلنت منظمات حقوقية وإنسانية أمس أن «القرى المسيحية الآشورية في ريف محافظة الحسكة شمال سوريا تعرضت لهجمات عنيفة على يد عناصر تنظيم داعش».

وقال المرصد الآشوري في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أمس أن داعش شن هجوماً عنيفاً على عدد من القرى الآشورية في محافظة الحسكة. وأضاف أن عناصر التنظيم قاموا بهجمات مركزة ومكثفة على عدد من القرى الآشورية الممتدة على شريط نهر الخابور في المحافظة شمال البلاد على الحدود مع تركيا والعراق.

وكشف المرصد أن «هجوم داعش العدواني الإرهابي ضد الآشوريين، أدى إلى استشهاد أربعة أشخاص من الفصائل المدافعة عن القرى الآشورية، واحتراق كنيسة، وخلّف الهجوم أضراراً في الممتلكات الخاصة للسكان هناك».

البيان