بحثت دراسات عدة في علاقة الوراثة بالقابلية على الإصابة بفيروس كورونا المسجد، وبشكل أكثر تحديدا، دور فصيلة الدم في هذا المجال.
توصلت جميع الدراسات إلى نتيجة متطابقة وهي أن الأشخاص الذين يحملون دما من فصيلة O أقل عرضة للإصابة بكوفيد- 19 من غيرهم، وأن الحاملين لفصيلة A هم الأكثر عرضة.
ومن أبرز الدراسات التي تناولت الموضوع دراستان من ووهان، مركز تفشي الوباء في الصين. واحدة بحثت في الصلة بين فصيلة الدم وحساسية كوفيد- 19، والأخرى بحثت في العلاقة بين فصيلة الدم وخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي الناجم عن السارس CoV ‐ 2.
وهناك دراستان من إيطاليا وإسبانيا، نظرتا من جانبهما في العلاقة بين علم الوراثة وفشل الجهاز التنفسي الناتج عن سارس – CoV – 2.
ولكن يبدو أن الدراسة الأكثر شيوعا والأحدث هي التي نشرتها شركة علم الوراثة الشخصية 23AndMe فيما يتعلق بالأدلة على أن فصيلة الدم تلعب دورا في الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وشركة “23ANDMe” وهي مختبر دراسات، ترسل مجموعات اختبارات خاصة بالجينات الشخصية للأفراد المهتمين بمعرفة تاريخهم الجيني أو استعدادهم لبعض الأمراض المنقولة جينيا مثل أنواع معينة من السرطان.
لكن كيف تلعب فصيلة الدم في الواقع دورا في الإصابة؟
في حين أن الجواب غير معروف تماما، اقترح أندريه فرانكي، العالم الرئيسي في الدراسة التي أجريت في إسبانيا وإيطاليا، إجابة لصحيفة نيويورك تايمز، وأشار إلى أن “منطقة الجين التي ترمز لفصيلة الدم ترتبط بمستويات مرتفعة من جزيئات المناعة الرئيسية”.
وشملت الدراسة استخراج عينات من الحمض النووي من 1980 مصابا بكوفيد 19، تم بعدها فحص العينات باستخدام تقنية سريعة تسمى التنميط الجيني، ونظروا إلى ما يقرب من تسعة ملايين حرف جيني.
ثم أجرى الباحثون نفس التجربة على 2205 من المتبرعين بالدم من غير المصابين، ووجد الباحثون أن العينات القادمة من المصابين أعطت عوامل مشتركة في عدد من المتغيرات الجينية المماثلة مقارنة بأولئك الذين لم يكونوا مرضى.
وتوصل الباحثون في ووهان إلى استنتاج مماثل، فبعد إقصاء عوامل الخطر الأخرى مثل العمر والجنس والمرض المشترك، تحقق الفريق من وجود صلة بين الأشخاص الذين بفصائل الدم A B O وخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي SARS-CoV-2 في المرضى من ثلاثة مستشفيات في ووهان.
باختصار، وجدت النتائج التي توصلوا إليها أيضا أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم A كانوا أكثر عرضة لخطر دخول المستشفى بينما كان مرضى O أقل خطرًا.
الأبحاث السابقة الأخرى التي أجريت في عام 2005 خلال وباء السارس عام 2002 تدعم نظرية أن أصحاب فصيلة الدم O محصنون من الفيروسات التاجية عامة.
وتشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن الفيروسات التاجية، ولاسيما كوفيد 19 غالبا ما تنطوي على تخثر دم مفرط، بينما الأشخاص الذين لديهم دم من النوع O لديهم مستويات أقل من البروتينات التي تعزز ذاك التخثر.
البيان