تحتفي القيادة العامة لشرطة دبي باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف 26 من كل عام، تحت شعار «ملتزمون يا وطن ولا للمخدرات»، مرسخة مكانة الأسرة خط دفاعنا الأول في حربنا على «السموم» المدمرة، ومؤكدة أن جائحة كورونا لم تؤثر في منهج العمل وآلياته التي صُممت لتكون مستدامة، حيث إن تتبع ورصد التجار والمروجين والمتعاطين تجاوز الميدان إلى الفضاء الرقمي بمنظومة ذكية ومتطورة وكوادر البشرية على مستوى عالٍ من الخبرة والكفاءة العملية والعلمية والتقنية، تواصل الليل بالنهار للحفاظ على أمن الوطن وحماية الشباب والمجتمع ككل.
تحديات أمنية
وأكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس مكافحة المخدرات على مستوى الدولة، أن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات هذا العام، يأتي في ظل تحد كبير وهو جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وقال: «نواجه اليوم مشكلة قلبت كل الموازين، وأعادت صياغة الأولويات للعالم بأسره، ومما لا شك فيه أن مشكلة الاتجار بالمخدرات تعد واحدة من أبرز التحديات الأمنية التي تواجه أجهزة المكافحة على مستوى العالم، ولكن برغم كل الصعوبات التي برزت على السطح بسبب هذه الجائحة، عقدنا العزم على تحويل تلك التحديات إلى فرص من خلال تطوير ورفع قدرات فرق العمل ورجال مكافحة المخدرات على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة في اكتشاف الأنماط الإجرامية الجديدة المبتكرة والأساليب التي يمكن أن يلجأ إليها تجار ومروجو المخدرات كبديل عن الطرق السائدة والمعروفة التي كانوا يتبعونها، في ظل القيود والإجراءات الاحترازية والاحتياطات التي اتخذتها الدولة، والتي شملت إجراءات إغلاق المطارات والموانئ والمنافذ البرية، في سعيها لمواجهة وباء كورونا المستجد».
إنجازات كبيرة
وتابع معاليه: «إن مجلس مكافحة المخدرات على مستوى الدولة، والذي شكل بالقرار الوزاري في شهر مارس عام 2016، الذي أصدره سيدي الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لم يتوانَ منذ اليوم الأول في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، واستطعنا خلال السنوات الأربع لتشكيله تحقيق إنجازات كبيرة وباهرة في عمليات ضبط المتهمين في جرائم المخدرات، وهذا ما أظهرته نتائج المؤشرات والمستهدفات التي تم وضعها كأهداف أولية، والتي تم تجاوزها بمراحل، الأمر الذي يعطينا الحافز والدافع للمضي قدماً وبقوة للتصدي لكل من تسول له نفسه الإخلال بأمن البلاد من مهربي ومروجي المخدرات والقبض على مرتكبيها مهما كلف الأمر، وبالتعاون مع كل الشركاء الاستراتيجيين على مستوى الدولة، من وزارات وهيئات ودوائر حكومية، وحرس الحدود وخفر السواحل والمنافذ والجمارك، ومراكز التأهيل الوطنية، وأجهزة الرقابة المالية».
جهود جبارة ومخلصة
وأضاف معاليه: «بهذه المناسبة فإنني أحيي كل الجهود الجبارة والمخلصة التي يبذلها رجالنا في أجهزة المكافحة على مستوى الدولة، وجميع الشركاء، والجهود الوطنية الصادقة التي تعمل معنا من أجل محاربة خطر انتشار المخدرات، خصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، ونحو تحقيق رؤية حكومتنا الرشيدة في ترسيخ مكانتها ضمن أفضل دول العالم في التصدي لعمليات استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها».
قيادتنا الرشيدة
من جانبه، وجه معالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، رسالة شكر وامتنان للقيادة الرشيدة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، لا سيما أنها تضع آفة المخدرات المدمرة في مقدمة أولوياتها، وتدعم الأجهزة الأمنية والشرطية للتصدي لها والقبض على المهربين والمروجين وتجار المخدرات، حفاظاً على الشباب وبما يعزز أمن واستقرار المجتمع، مؤكداً أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي برجالها وذكائها التقني وذراعها التوعوي الإبداعي المتمثل في مركز حماية الدولي ستقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع والإضرار بشبابه عبر إيقاعه بفخ الإدمان، وستوظف كل إمكانياتها لتحقيق الرؤية المستقبلية للدولة بالوصول للريادة العالمية في كل المجالات من خلال التعاون الدولي والعمل التشاركي مع الجهات الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع المحلي والدولي والعالمي، إلى جانب تبادل الخبرات على نطاق واسع ودقيق، وكل ذلك لتحقيق أعلى درجات الأمن ومكافحة المخدرات بشكل ريادي مستدام.
قضية الجميع
وقال معالي الفريق المري: «المخدرات قضية الجميع، وكلنا في هذا المجتمع يجب أن نكون مُتحدين لمحاربة هذه الآفة، وأولياء الأمور معنيون بالأمر من خلال بناء علاقة إيجابية مع أبنائهم والاهتمام بهم وتكثيف الرقابة عليهم لحمايتهم من أصدقاء السوء والفراغ والفضول ومجرمو الإنترنت والغرباء الذين يتربصون بهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى بسبب الإقبال الكبير على التواصل عبر الفضاء الرقمي في ظل جائحة كورونا«.
مواقع التواصل الاجتماعي
وتابع معاليه: «تعمل جميع الإدارات في القيادة العامة لشرطة بشكل تكاملي لترسيخ الأمن في المجتمع، وكمثال على ذلك التعاون الكبير بين الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية ممثلة بإدارة المباحث الإلكترونية في شرطة دبي، حيث تم رصد 14 حساباً لترويج المخدرات منذ بداية 2017 ولغاية 2019، كما رصدت منظومة «eCrime» الذكية منذ بداية يناير 2020 ولغاية شهر مايو الماضي 10 حسابات لترويج المخدرات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» و«سناب شات» و«تويتر» و«فيسبوك»، الأمر الذي يستدعي الحذر وإحاطة أبنائنا بالحماية والتوجيه».
أساليب احتيالية
وأضاف معاليه: «من بين الحسابات المرصودة، حساب لتاجر مخدرات عبر «إنستغرام» يتابعه 1600 شخص، حيث يحتوي الحساب على مقطع فيديو واحد لمواد مخدرة ومؤثرات عقلية مع خدمة التوصيل، ورغم حذره وحرصه الشديد إلا أننا نجحنا في كشف خيوط هويته وضبطه، كما تم أيضاً رصد حساب على «سناب شات» لآسيوي يستدرج الشباب بأسلوب احتيالي جديد، حيث يطلب منهم تحويل مبالغ مالية للحصول على المخدرات والمؤثرات العقلية، ولدى حصوله على المال يختفي كلياً، وبعد عمليات التتبع والرصد اتضح أنه خارج الدولة، وكل ذلك يتطلب من أولياء الأمور حرصاً مضاعفاً واهتماماً بشؤون أبنائهم، وعدم التردد بالتواصل معنا».
البيان