كشف مصدر سوري قريب من المعارضة لـ«البيان» عن انعقاد جلسة مباحثات سرية بين الأطراف المعنية بالملف السوري، اعلنت خلالها إيران عدم تمسكها برئيس النظام السوري بشار الأسد حال تمت المحافظة على مصالحها في سوريا،مؤكداً بذلك تصريحات أميركية سابقة نشرتها “البيان” في فبراير الماضي في وقت حذر رئيس الائتلاف السوري المعارض الغرب من سيطرة القوى المتطرفة على سوريا إذا لم يسلح الثوار المعتدلون بأسلحة متطورة.

وأكد المصدر السوري الذي فضل عدم الكشف عن هويته انعقاد جلسة المباحثات في عاصمة أوروبية قبل أيام، حضرها مندوبون عن المملكة العربية السعودية وإيران وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية بغياب ممثل عن النظام السوري، مؤكداً أن الجانب الإيراني كان يتحدث بوصفة صاحب القرار في الشأن السوري.

جس نبض

ووصف المصدر جلسة التفاوض هذه، والتي كانت أشبه بجس النبض، بأنها كانت حيوية جداً طرحت فيها أفكار كثيرة واتسمت بالصراحة والجدية، مؤكدة أن الجانب الإيراني كان يحمل حزمة من الأفكار التي طرحها على الحاضرين، فيما يرى أنها أفكار للخروج من حالة الاستعصاء السياسي التي أعقبت «جنيف2».

وبين المصدر أن الطرح الإيراني ينطلق من فكرة ضمان مصالح طهرات في سوريا عبر مجموعة من الإجراءات، أهمها تشكيل هيكل سياسي عسكري للطائفة العلوية على شاكلة حزب الله في لبنان، يحفظ مصالح الطائفة وقبول أن يؤول الحكم إلى الأكثرية السنية، مع حصانة للرئيس بشار الأسد وحاشيته المقربة من المحاكمات الدولية.

ومن أجل الوصول إلى ذلك، ترى طهران أن تشكل حكومة مشتركة بقيادة شخصية معارضة كاملة الصلاحيات، وأن يبقى الرئيس بشار الأسد في منصبه حتى تنظيم انتخابات حرة ديمقراطية بإشراف دولي.

نهاية الأسد

ونقل المصدر عن المندوب الإيراني، الذي وصفه بأنه مستشار كبير ومقرب من الرئيس حسن روحاني، قوله إن إيران ليست متمسكة بالأسد، وأنها تدرك بأنه انتهى سياسياً وعسكرياً وبأن الانتخابات التي سيجريها هي انتخابات صورية لا قيمة لها، وبأنه لن يحكم أكثر مما يحكم الآن، وأنها باتت تسلم بضرورة أن تحكم سوريا الأغلبية السنية.

وعن عدم وجود مندوب للنظام السوري في المفاوضات، أوضح المصدر أن إيران هي اللاعب الرئيس في سوريا الآن، وهي صاحبة القرار الحقيقي في الشأن السوري.

وكشف المصدر أن الولايات المتحدة الأميركية وعبر مندوبيها اللذين شاركا عن الخارجية والدفاع، أكدا على موقف الولايات المتحدة من أن لا حل عسكرياً في سوريا، وأن الدبلوماسية هي الحل الوحيد والإجباري لهذه الأزمة.

تمثيل دبلوماسي

على صعيد آخر، كشف مصدر سياسي في الائتلاف السوري الوطني المعارض أن فرنسا وألمانيا ستنضمان لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا في رفع مستوى التعامل والتعاون الدبلوماسي مع المعارضة السورية.

وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس إن رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا بدأ زيارة رسمية للعاصمة الفرنسية باريس تستمر عدة أيام يلتقي خلالها الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس ومسؤولين آخرين، وأنه يعتزم الطلب بإلحاح تزويد مقاتلي المعارضة السورية بمضادات للطيران.

تحذير الجربا

وقال الجربا في مقابلة نشرتها صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الصادرة أمس: «نطلب كل أنواع الأسلحة، كماً ونوعاً. بدءاً من الأسلحة المضادة للدبابات، وقد تلقينا بعضاً منها ولكن ليس بما فيه الكفاية، وصولاً الى صواريخ أرض-جو التي لا غنى لنا عنها لتحييد سلاح الجو السوري الذي يقصفنا كل يوم، بما في ذلك بأسلحة كيماوية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل المحظورة».

ولفت الجربا إلى أن مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة لا يقاتلون نظام الرئيس بشار الأسد فحسب بل قوى عديدة مناوئة لهم، فمن جهة هم يقاتلون إضافة إلى قوات نظام الأسد الميليشيات المتنوعة المتحالفة معه من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني والميليشيات العراقية، ومن جهة ثانية يقاتلون الجماعات المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة، محذراً بالقول: «إذا لم تساعدونا فإن هؤلاء الأعداء سيسيطرون على سوريا وسيهددون دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة بأسرها وما بعدها حتى، بما في ذلك مصالح أوروبا والولايات المتحدة».

إضاءة

نقل مراسل «البيان» في واشنطن عن الناطق باسم البيت الأبيض في 20 فبراير الماضي قوله إنه «لا بد من العمل معاً لإيجاد قناة دبلوماسية وقناة تفاوض أكثر فعالية، حتى يتم إحراز تقدم باتجاه التوصل إلى حل يسمح لسوريا بالمضي قدماً، ويسمح بوضع حد للنزاع العسكري العنيف.. عملية انتقالية بعيداً عن الحرب الأهلية».

وقال إن أميركا تنظر في كل الخيارات القديمة والجديدة، لكنه قال إنه «يجب ألا ننسى أن العقبة أمام التقدم هي النظام، فقد حضرت المعارضة محادثات جنيف.. لكن النظام أوضح أنه يرمي العقبات أمام المضي قدماً وإحراز تقدم».

البيان