محمد الجوكر
*من يحتفـظ بتاريخنا الاجتماعي، وإرثه الثقافي والرياضي، من يقدم سيرة رجال أفذاذ، ورموز كبار وشخصيات عصامية رائدة في هذه المجالات، التي خدمت وطنها بكل إخلاص وتفان، وقدمت أعمالاً جليلة، وعطاءات بارزة حتى وصلت الرياضة الإماراتية الى ما نعيشه اليوم من تقدم و تطور، فهؤلاء الرجال الأوفياء تركوا بصمات خالدة في بناء الوطن، فكيف ننساهم، فلكل مجتمع تراثه، الذي يحكي روايات الأجداد والأوائل.
وإن دول العالم على الرغم من اندفاعها نحو الجديد والتطور، فإنها ما زالت تحتفظ بالقديم وتتفاخر به، إذاً لابد من أن تكون هناك استراتيجية وطنية تتبناها الهيئات الرياضية والإعلامية على المستوى المؤسسي.
لأن كل ما هو قديم هو ملك للوطن ويمثل تاريخه وحضارته، لذلك فإننا مطالبون بحفظ موروثنا، وهذا الأمر لا يقتصر على الأرشيف الوطني، وهو يشهد بجهد طيب من البعض، وأنا شخصياً وجدت تشجيعاً وترحيباً، عبر عملين توثيقيين، عبارة عن كتابين (فرحة وطن – رجال صنعوا الأبطال )، بفضل اهتمام شخصي من الصديق الرياضي الدولي وأحد مؤسسي لعبة البولينغ، الزميل عبد الله عبد الكريم الريس، مدير عام المركز الوطني، بسبب حسه وإدراكه العالي للوطن، مع الشعور الإنساني لأهمية المشاريع الصحافية التي قدمتها، مع اقتناعي التام جداً، أن هناك بعض الناس لا يعيرون القديم اهتماماً، ولا يقيمون له وزناً، بل لا أخفيكم عندما بدأت في عملية التوثيق الرياضي التلفزيوني لمدة سنتين متتاليتين.
قدمت فيهما أكثر من 200 ساعة متلفزة، قال لي أحد المسؤولين في الاعلام الرياضي، وهو صاحب قرار (بسنا) من الشواب والتاريخ، وفوجئت بعد ظهوري على قناة الشارقة الرياضية، بدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة، وبدأت القناة بعرض برامجي القديمة أيام زمان التي لم تعجبه !!.
*ما نتمناه أن توضع لنا خطة وطنية، لحفظ التراث الإماراتي بمختلف أنواعه، سواء كان رياضيا أو غيره، لخلق رأي عام يستطيع أن يحافظ على تاريخنا وهويتنا، ويكون شاهداً حياً، لمن قبلنا وما بذلوه من جهد للحفاظ على جمال تراثنا الماضي.
وقد أعجبتني مبادرة مركز الشارقة للوثائق والبحوث، في إطار متابعته لكافة دوائر وهيئات حكومة الشارقة على نظمها الأرشيفية، ففي زيارة لمجلس الشارقة الرياضي وما قطعه المجلس من مراحل في تنفيذ توصيات مركز الشارقة للوثائق والبحوث في هذا الصدد، أصدر المجلس كتابين وفي الطريق كتاب أخر يعود للاهتمام الشخصي من الأخ العزيز أحمد الفردان، ونعود للزيارة التي قام بها المركز من قبل لجنته الميدانية.
وهي الثانية لمجلس الشارقة الرياضي، لتمكين كوادرها المعنية في القيام بكافة النظم والأسس الخاصة بالأرشيف، وتأهيل إجراءاتها.
حيث ترتكز الرؤية الجديدة، على المتابعات الدائمة وعلى تطبيق كافة الجهات لمشروع الأرشفة، منها الرياضية، والرامية لتحويل كافة الوثائق الهامة إلى ملفات محفوظة وفق أرقى المعايير المتبعة، وذلك لحفظها من التلف ولسهولة الوصول إليها بالأرشيف، وتعزيز إمكاناتها نحو هذا النهج، وهنا أشيد بدور مجلس الشارقة الرياضي، وأمينه العام، على اهتمامهم بالتوثيق الرياضي وأقول (اللي ماله أول ماله تالي).. والله من وراء القصد.