الفجيرة اليوم- قامت حديقة الحيوانات بالعين بتجميل مساحة تقدر بـ1,303 متر مربع، حيث زرعت فيها نباتات محلية كالمهتدي، والغضف، والضجع ( الخنصور)، السنا مكي أو ما يسمى في اللغة المحلية المتداولة (الحلول) بالإضافة إلى أشجار الغاف والحناء والرمان ومعظمها من انتاج مشتل المؤسسة ، وأدخلت أحجار الزينة بمختلف أحجامها والمواد المعاد تدويرها مثل جذوع الأشجار .

نجحت الحديقة في إكثار نوع من أنواع النخيل والذي يعتبر من النباتات المحلية المهددة بالإنقراض والمعروفة باسم «الغضف» أو النخيل المتقزم؛ وقد تم إكثارها بغرض المحافظة عليها من الانقراض،. كما قامت المؤسسة بتخضيرسفاري العين والتي تعد أكبر سفاري من صنع الإنسان في العالم وذلك بزراعة عدد كبير من النباتات المحلية التي تتلاءم مع مناخ الدولة الذي يتميز بشدة الحرارة والجفاف خلال فصل الصيف وكذلك قدرة هذه النباتات على تحمل الملوحة وقلة المياه.

ووفرت الحديقة ما يقارب 95 % من مياه الري المستهلكة في ري العشب الأخضر، وهناك فرصة كبيرة لتوفير كميات هائلة من مياه الري المستهلكة في مشاريع الزراعات التجميلية باستخدام النباتات المحلية، لأن احتياجات هذه النباتات من الخدمات الزراعية الأساسية تعتبر محدودة جداً مقارنة بالأنواع الأخرى من النباتات مثل برامج التقليم، والتسميد وغيرها من خدمات الصيانة الأخرى ما يوفر المصاريف التشغيلية بشكل أكبر.

وتحرص الحديقة على تنظيم ورش عمل تستهدف توعية طلبة المدارس والجامعات بأهمية المحافظة على النباتات المحلية وحمايتها من الانقراض وكيفية زراعتها ورعايتها، إضافة إلى المخيمات الشتوية السنوية للطلبة والورش التوعوية والتعليمية الخارجية التي يتم عقدها في المدارس، واستقبال المتطوعين والمتدربين من كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات للمشاركة في مشاريع وأعمال البستنة.

وتساهم زراعة النباتات المحلية في تعزيز الموروث المحلي وإضفاء منظر جمالي لواجهة الحديقة ولمرتاديها، فاستخدام الموارد الطبيعية المحلية المتوفرة في مشتل المؤسسة يعمل على حماية هذه النباتات وإكثارها والتعريف بها وخاصة الأنواع المهددة بالانقراض بالإضافة إلى تحقيق مبدأ الاستدامة والإبداع في مجال تنسيق المناظر الطبيعية ، و يعتبر هذا المشروع أحد المشاريع البحثية و العلمية لمراقبة نمو النباتات المحلية ودراسة طبيعتها واستخدامها لأغراض جمع البذور وحفظها في بنك البذور الخاص بالمؤسسة.

وهناك العديد من التحديات المتعلقة بمشاريع الزراعات التجميلية ومنها كميات الري المستهلكة، وعليه تم إدخال نباتات البيئة المحلية في الزراعات التجميلية بهدف تحقيق كفاءة عالية في سياسة ترشيد استهلاك مياه الري نظراً لاحتياجاتها المائية القليلة مقارنة بالنباتات التجميلية الأخرى. كما يعزز هذا التوجه استدامة الموارد المائية في المستقبل حيث أن النبـاتات المحـلية ثـروة وطنـية يجـب المحافـظة عـليها والمساهمة في ازدهارها.

والجدير بالذكر بأن النباتات المحلية تعد أحد أهم كنوز الطبيعة نظراً لقدرتها على استيعاب الظروف المناخية الصحراوية الحارة حيث تتسم بخصائص فريدة تميزها عن باقي النباتات كما تم ذكره بالإضافة إلى مقاومتها للأمراض والآفات الزراعية.