«توفير للمال ومخاطرة بالأرواح».. هذه هي المعادلة الخاسرة، بل القاتلة التي يقع فيها بعض السائقين، حين يلجأون إلى تركيب إطارات مستعملة، ظناً منهم أنها صفقة رابحة ولا يعلمون أنهم يضعون سياراتهم على قنابل موقوتة، قد تنفجر في أي لحظة وتودي بحياتهم وحياة الكثيرين معهم أو حولهم.
والغريب أن هناك بعض محال بيع الإطارات تمارس أعمالاً غير مشروعة عواقبها وخيمة حيث يقومون بتأجير إطارات جديدة أو مستعملة بحالة جيدة إلى الراغبين في ذلك لاستخدامها في الفحص وإرجاعها مرة أخرى، والنتيجة كارثة على الطرقات تتمثل في انفجار الإطار أو انفصاله متسبباً في حوادث مميتة.
«البيان» رصدت محال في إحدى المناطق الصناعية في الدولة تبيع إطارات مستعملة متهالكة بسعر زهيد يصل إلى 50 درهماً بعد أن يقوموا برشها بمادة دهان أسود لا تظهر الحالة الحقيقية للإطار ويوهم البائع مالك المركبة الباحث عن إطار بسعر رخيص أنه آمن جداً، مما يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر.
وحدد خبراء مرور 6 عوامل تتصدر أسباب كفيلة بتحويل إطارات المركبات إلى قنابل موقوتة، وبشكل خاص خلال فصل الصيف وموسم السفر بالبر.
وشدد الخبراء على ضرورة تغيير الإطارات التي تم استخدامها أكثر من عامين، وكذلك الإطارات التي تلاشت النقوش على سطحها وأصبحت ملساء ولا يمكنها تثبيت المركبة بالطريقة الصحيحة، مطالبين في الوقت ذاته بتشديد العقوبة على أصحاب المحال الذين يبيعون إطارات غير صالحة، أو يقومون بتأجير الإطارات لتعبر الفحص الدوري بنجاح.
«البيان» التقت عدداً من أصحاب محال بيع الإطارات للوقوف على أسعار الإطارات ومعرفة الأسباب الأساسية لانفجار الإطارات، وكيفية اختيار الإطار المناسب، وأكدوا أن الإطار المستعمل قد يصل سعره إلى 70 درهماً، بينما سعر الإطار الجديد يتراوح بين 200 و400 درهم للإطار الواحد للمركبات الصغيرة.
وأكدوا أنه رغم ارتفاع أسعار الإطارات الجديدة إلا أنها تعتبر أكثر توفيراً لأنه قد ينتج عن الإطار المستعمل حادثاً يكلف أكثر بكثير، وقد يؤدي إلى إصابات يصعب علاجها لصاحب السيارة وأسرته وللسيارات الأخرى على الطريق.
وبينوا أن اختيار الإطار المناسب يتم وفق القراءة الصحيحة، وفهم البيانات في دليل السيارة، والبيانات المدونة على جدار الإطار، حيث إنه من الضروري الحرص على شراء الإطار المناسب لأهميته في الحفاظ على سلامة السائق.
6 عوامل
وقال جمال العامري، الخبير المروري، المدير التنفيذي لجمعية ساعد للحد من الحوادث المرورية، إن 6 عوامل رئيسة تتصدر أسباب حوادث انفجار إطارات المركبات بالدولة، وبشكل خاص خلال فصل الصيف وموسم السفر بالبر. وأوضح لـ «البيان» أن أول الأسباب، وجود أحمال زائدة في المركبة، بشكل لا يتناسب مع نوعية الإطارات، والسبب الثاني عدم مراعاة معدل ضغط الهواء داخل الإطار، والثالث هو السرعة العالية التي لا تتوافق مع نوعية الإطار، أما السبب الرابع فهو معامل الاحتكاك بين الإطار وسطح الأسفلت، الذي لا يتناسب مع درجة الحرارة المرتفعة والسرعة العالية، الأمر الذي يؤدي إلى احتمالية انفجار الإطار.
وذكر العامري أن السبب الخامس يتمثل في الاستخدام السيئ للإطار، بحيث يقود السائق مركبته على أسطح لا تتناسب مع نوعية الإطار، مثل القيادة فوق الرصيف أو تضاريس تؤدي مع مرور الوقت إلى اهتراء الإطار، وعدم صلاحيته للسير، أما السبب السادس فهو تلاشي النقوش الموجودة على سطح الإطار، بحيث يصبح ملساء، بسبب إهمال السائق وعدم فحص الإطارات بشكل دوري، ما يؤدي إلى تعرض الإطار للانفجار.
البيان