أفادت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي (دبي للسياحة)، بأن دبي تأتي، حالياً، بين أكثر خمس مدن في العالم تتصدر اهتمامات الباحثين عبر الإنترنت عن معلومات حول الوجهات المفضلة لعطلاتهم. وذكرت الدائرة أن الإجراءات الاحترازية، التي اتخذتها الإمارة، عززت ثقة السائح بأنه سيجد بدبي المكان الأنسب لقضاء عطلته وسط أجواء آمنة تماماً، مؤكدة أن دبي لا تتهاون في تطبيق الاشتراطات الصارمة للسلامة في جميع المنشآت والمرافق الفندقية والخدمية والسياحية، في مختلف مناطق الإمارة.

وأشارت إلى بوادر عودة قوية للنشاط السياحي في دبي مع ارتفاع مؤشرات الطلب وزيادة الاهتمام العالمي بعد استئناف حركة السفر، مبينة أن السياحة الداخلية رافد مهم، حيث رفع معدلات إشغال فنادق الشاطئ في دبي إلى 80% في عطلات نهاية الأسبوع، بينما حرصت منشآت دبي الفندقية على تقديم حوافز تشجيعية من خصومات وعروض متنوعة.

استعادة الزخم

وتفصيلاً، يتأهب قطاع السياحة في دبي لاستعادة الزخم القوي، الذي طالما ميّز المدينة النابضة بالحياة ضمن موقعها المتميز على ساحل الخليج العربي، والتي عُرفت منذ سنوات بكونها مركزاً رئيساً لحركة التجارة بين الشرق والغرب، لتصبح اليوم حاضرة التجارة والسياحة والتسوق في العالم العربي، بما تمتلكه من مقومات جذب متنوعة تتفرد ببعضها على المستوى العالمي، فيما يُعد تاريخ دبي الحافل كوجهة سياحية مفضلة في المنطقة من أهم عوامل استئناف الحراك القوي لهذا القطاع الحيوي عقب أشهر تأثرت فيها حركة السفر العالمية، جرّاء انتشار فيروس «كوفيد-19»، فيما كانت الإجراءات الاحترازية والوقائية السريعة التي بادرت دولة الإمارات عموماً بتطبيقها وكانت محل تقدير دولي، والتدابير الصارمة التي اتخذتها دبي في هذا الصدد، سبباً في التعجيل ببدء تعافيها الاقتصادي في أعقاب النجاح الواضح في السيطرة على الأزمة التي طالت تداعياتها أغلب القطاعات الحيوية في شتى أنحاء العالم.

مسرعات

ومع دأب دبي على وضع الخطط الاستباقية والأخذ بزمام المبادرة في جميع خطواتها التي تخطوها نحو المستقبل، أخذت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي (دبي للسياحة) على عاتقها مسؤولية العمل مع الشركات والمؤسسات العاملة في هذا القطاع الحيوي، من أجل إيجاد المسرعات اللازمة للتعجيل بتعافي النشاط السياحي في الإمارة، سواء عبر تشجيع السياحة الداخلية أم وضع البرامج الكفيلة بتحفيز السياحة القادمة من الخارج، لاسيما مع استئناف حركة الطيران الدولية، وبدء مطارات دبي في الترحيب بزوار المدينة من السياح والزوار، اعتباراً من نهاية الأسبوع الأول من يوليو 2020، وذلك في ضوء المؤشرات الأولية التي تدل على تنامي الاهتمام بدبي كمقصد سياحي مفضل على مستوى العالم، خصوصاً أن الإجراءات الاحترازية التي قامت بتطبيقها في مواجهة أزمة «كوفيد-19»، منذ وقت مبكر من بداياتها، مكنتها من تعزيز ثقة السائح بأنه سيجد في دبي المكان الأنسب لقضاء عطلته في أجواء آمنة كانت محل تقدير وإشادة العديد من الجهات الدولية ذات الصلة.

وجهة محتملة

ووفقاً لـ«دبي للسياحة»، فإن إمارة دبي تأتي، حالياً بين أكثر خمس وجهات سياحية يتم البحث عن معلومات عنها على الإنترنت كوجهة محتملة للسفر، في ضوء التميز الذي حققته المدينة وأهّلها لأن تكون في عام 2019، وللعام الخامس على التوالي، ضمن قائمة أبرز خمس وجهات استقطاباً للمسافرين الدوليين، بحسب مؤشر «ماستر كارد للمدن العالمية المقصودة».

كما تصدرت دولة الإمارات قائمة الدول في أكثر الوجهات التي يرغب سكان العالم بزيارتها في عام 2021، وذلك وفقاً لدراسة حديثة أجرتها شركة «كوني» السويسرية المتخصصة في حجز الرحلات السياحية الفاخرة.

إجراءات فاعلة

وقال المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، هلال سعيد المري: «بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تواصل الإمارة اتخاذ الإجراءات الفاعلة ضمن استراتيجية استئناف النشاط الاقتصادي، وكذلك استقبال السياح من جديد».

وأضاف المري أنه «منذ ذلك الوقت ونحن نلمس ردود أفعال إيجابية من الأسواق العالمية المُصدِّرة للسياحة، الأمر الذي يبشر بعودة الأمور إلى طبيعتها في أقرب فرصة ممكنة، ولاشك أن تلك الاستجابة تثبت نجاح استراتيجية الدائرة في دفع عملية التعافي السياحي قدماً، تزامناً مع الاستئناف التدريجي للعمل في باقي الأنشطة الاقتصادية في دبي، وكذلك البدء المتأني لعمليات السفر والطيران حول العالم».

استراتيجية محكمة

وأرجع المري الفضل في سرعة بدء مرحلة تعافي الاقتصاد الإماراتي بكل قطاعاته، بما فيها قطاع السياحة، إلى الاستراتيجية المحكمة والقرارات الصائبة التي بادرت دولة الإمارات لتطبيقها في مواجهة هذه الأزمة العالمية المتمثلة في جائحة «كوفيد-19»، حيث كان التعامل السريع والحاسم مع مختلف أبعادها بمثابة حجر الزاوية للوصول إلى النتائج الطيبة التي حققتها دولة الإمارات عموماً وإمارة دبي في محاصرة الفيروس وتكثيف الفحوص ورصد المصابين والمخالطين وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم وتسهيلات العزل والحجر الصحي المناسبة، وتوفير الإمكانات اللازمة للتصدي للفيروس وحماية السكان والزوار، وصولاً إلى خفض الإصابات والوفيات. وتابع المري: «إننا متفائلون باستعادة قطاع السياحة زخمه، لاسيما مع الدور المحوري والمهم الذي يقوم به شركاؤنا الرئيسون، مثل شركتي طيران الإمارات وفلاي دبي».

الحجوزات

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا، التابعة لـ«دبي القابضة»، جوزيه سيلفا، إن أغلب الاهتمام بزيارة دبي من الأسواق العالمية كان من جانب السياح الأوروبيين والروس، وهذا ما يتضح من خلال طلبات الحجوزات التي تلقتها المجموعة عبر موقعها على الإنترنت، والتي تضاعف حجمها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ومنذ بدء دبي الترحيب بالسياح والزوار مرة أخرى، اعتباراً من السابع من يوليو الماضي، بينما بلغت الزيادة اليومية في حجوزات فنادقها ومنتجعاتها نحو 109%، بالنسبة لعدد الليالي الفندقية.

السياحة الآمنة

بدوره، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، عصام كاظم، إن الأزمة العالمية الناجمة عن انتشار فيروس «كوفيد-19» غيرت العديد من المفاهيم والأسس والمعايير في عالمنا، ومن بين هذه المعايير تلك المتعلقة بالسياحة والسفر، حيث أصبح عنصر السلامة والصحة العامة من أهم العناصر التي تتحكم في قرار السائح حول الوجهة التي من الممكن أن يقصدها، مشيراً إلى أن دبي أخذت هذا التحول في الحسبان، وعملت على توفير جميع الضمانات التي تكفل للزائر الحماية الكاملة، أسوة بما توفره لسكانها من مواطنين ومقيمين.

وأكد كاظم أن دبي لا تتهاون في تطبيق الاشتراطات الصارمة للسلامة، في كل المنشآت والمرافق الفندقية والخدمية والسياحية في مختلف مناطق الإمارة.

السياحة الداخلية

إلى ذلك، شكلت السياحة الداخلية مصدراً مهماً للقطاع السياحي في دبي، لاسيما مع بدء تخفيف الإجراءات الوقائية الصارمة التي اتخذتها حكومتها منذ بداية الأزمة، ووصلت إلى تقييد الحركة في بعض الأوقات وتعطيل بعض الأنشطة السياحية والترفيهية، وذلك في إطار خطة مكافحة دقيقة وشاملة لمحاصرة فيروس «كورونا» المستجد والحد من انتشاره، حيث جاءت السياحة الداخلية لتعوض انخفاض الحجوزات العالمية، وشهدت فنادق دبي ارتفاعاً ملحوظاً في حجوزات المواطنين والمقيمين الساعين لقضاء أوقات ممتعة مع عائلاتهم في ربوع دبي، لاسيما مع تقليص حركة السفر الدولي. ومنذ مرحلة مبكرة من التخفيف، شهدت فنادق الشاطئ معدلات إشغال عالية ناهزت 80% خلال نهاية الأسبوع، بينما حرصت منشآت دبي الفندقية على تقديم حوافز تشجيعية من خصومات وعروض متنوعة.

مبادرات

أطلقت دبي عدداً من المبادرات المتميزة لزيادة مستوى الطمأنينة لدى سكانها، وكذلك زوارها، منها مبادرة ختم «دبي الضمانة» (DUBAI ASSURED)، التي يتعاون في تطبيقها «دبي للسياحة»، واقتصادية دبي، وبلدية دبي، لمنح الختم للفنادق، ومراكز التسوق والمحال التجارية، والمطاعم والمقاهي، والوجهات السياحية والترفيهية التي تظهر امتثالاً كاملاً بإرشادات الصحة والسلامة والبروتوكولات، الوقائية المعمول بها في عموم الإمارة.

وعززت دبي، كذلك، مكانتها كوجهة آمنة بحصولها على ختم السفر الآمن من المجلس العالمي للسفر والسياحة، وذلك بناءً على الإجراءات الصارمة وبروتوكولات السلامة والصحة العامة التي تتبعها المدينة.

حركة الطيران

شهدت حركة الطيران، فضلاً عن قطاع الفنادق، انتعاشاً لافتاً مع استئناف الرحلات الدولية، وفتح العديد من الدول حدودها أمام حركة السفر، إذ توضح زيادة حجم عمليات كل من شركتي طيران الإمارات وفلاي دبي مؤشرات إيجابية قوية، حيث سيزيد عدد الوجهات التي تغطيها شبكة خطوط «طيران الإمارات» على 70 مدينة في القارات الست بحلول منتصف أغسطس الجاري، فيما تعتزم «فلاي دبي» زيادة الوجهات التي تطير إليها رحلاتها إلى 66 وجهة هذا الصيف.

ويأتي الاهتمام العالمي بزيارة دبي، في ضوء ما تقدمه من ضمانات تكفل للسائح إمضاء عطلة ممتعة في أجواء آمنة للغاية، توفر له ولأسرته الحماية الكاملة، بفضل التطبيق الدقيق لكل الإجراءات اللازمة لمنع انتشار العدوى.

فرصة

أكدت دبي أنها لا تلين في مواجهة الأزمات التي ترى فيها مساحةً لاكتشاف الفرص، وانطلاقاً من هذه القناعة، كانت فترة الهدوء المؤقت التي مرت بها الأنشطة السياحية في دبي فرصة لدراسة الخطط اللازمة لعودة قوية بدأت بالفعل معالمها في الظهور، وذلك من خلال التنسيق والعمل عن قرب بين «دبي للسياحة»، وشركائها في القطاعين العام والخاص، لوضع البرامج التي من شأنها جذب السائح، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه من زخم قوي للقطاع في دبي.

عروض ترويجية.. وإقامة مجانية للأطفال

أعلن عدد من أفضل الفنادق في دبي للعائلات عن فرصة الاستمتاع بتخفيضات وعروض ترويجية كبيرة على الحجوزات الفندقية، خلال الدورة الحالية من مفاجآت صيف دبي.

وأوضحت مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة أن فندق «حياة ريجنسي دبي كريك هايتس» يوفر إقامة مجانية للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أقل، فضلاً عن مجموعة «العنوان للفنادق والمنتجعات»، التي توفر أيضاً إقامةً مجانيةً للأطفال في عدد من أفضل فنادقها خلال هذا الصيف، فيما يقدم فندق «أتلانتس النخلة» عرضاً للأطفال والعائلات يتيح لهم الاستمتاع بمغامرات شيقة، من خلال مدينة «أتلانتس أكوافنتشر المائية».

وأضافت أنه يمكن للعائلات الاستمتاع بعطلة رائعة داخل المدينة في فندق «ذا إتش دبي» على شارع الشيخ زايد، حيث يمكن لطفلين بحد أقصى تحت سن 17 عاماً الإقامة مجاناً عند مشاركة الغرفة مع الوالدين، في حين يقدم فندق «ألوفت نخلة جميرا» إقامة ممتعة لزواره في جزيرة النخلة، فيما يقدم فندق «رمادا باي ويندهام جميرا» مجموعة كبيرة من العروض للعائلات التي تبحث عن قضاء عطلة صيفية في قلب دبي. ويمكن لطفل واحد يبلغ عمره 12 عاماً أو أقل الإقامة وتناول الطعام مجاناً، عند مشاركة الغرفة مع والديه.

وأشارت إلى أنه يمكن للآباء والأمهات الاستمتاع بإقامتهم، بينما يلعب الأطفال في فندق «إنتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي».

لقاءات وحملات

عكفت «دبي للسياحة» على عقد سلسلة ضخمة من اللقاءات الافتراضية عن بُعْد مع أكثر من 3000 من شركائها داخل الدولة وحول العالم، من أجل بحث الخطط والمبادرات والبرامج التي من شأنها إعادة الحركة السياحية في دبي إلى طبيعتها، وتخطي ما جلبه فيروس «كورونا» من تحديات عالمية، فيما أطلقت الدائرة العديد من الحملات الترويجية عبر الإنترنت، من أجل الإبقاء على دبي في صدارة اهتمامات السائح الراغب في التوجه لمقصد سياحي آمن بهذه الآونة، وكذلك عقب انتهاء الأزمة العالمية الراهنة.

الامارات اليوم