كشف مدير إدارة أنظمة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، خالد العوضي، لـ«الإمارات اليوم»، عن تمكن نظام الرقابة على حركة الركاب داخل وسائل المواصلات العامة عبر المنصة الإلكترونية، التي أطلقتها الهيئة في يونيو الماضي، من خفض عدد التجاوزات لإجراءات التباعد الجسدي الإلزامية بنسبة 84%، وتقليل نسبة الازدحام داخل محطات ووسائل المواصلات العامة خلال أسابيع قليلة من بدء تطبيقه.

وقال إن فكرة عمل التقنية الإلكترونية من خلال المنصة تقوم على رصد الحافلات العامة المخالفة لقوانين التباعد الاجتماعي باستخدام تكنولوجيا البيانات عبر تحليل ومقارنة أعداد الركاب بكل موقف حافلة، وعند كل معاملة على مستوى الرحلة، مع عدد الركاب الإجمالي المسموح به على مدار الساعة، بما يكفل الالتزام بتطبيق التباعد الجسدي بين مستخدمي الحافلات.

وأكد العوضي تسخير المنصة في دعم عملية اتخاذ القرارات للحد من انتشار فيروس (كوفيد-19)، وضمان اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب.

وحدّد العوضي أربعة معطيات توفرها البيانات الضخمة التي يتم جمعها من خلال المنصة، ويقوم بتحليلها موظفو مركز التحكم التابع لمؤسسة المواصلات العامة بالهيئة، ويتم على أساسها تحديد تفاصيل وأسباب المخالفات.

وتتضمن المعطيات رصد النسبة المحددة من الركاب ونسبة التجاوز المرصودة مقسمة حسب الوقت والساعة التي استمرت فيها المخالفة، وتاريخ ووقت ومكان رصد المخالفة من الرحلات المعنية، ورقم الخط وبيانات الرحلة التي تم فيها رصد مخالفة التباعد الجسدي، وبيانات السائق المخالف، إضافة إلى رصد الفترة الزمنية التي استمرت فيها المخالفة، وعدد مرات عدم الالتزام بالإجراء المعمول به.

وأشار العوضي إلى أن دراسة وتحليل البيانات يومياً وتحديد الإجراءات التحسينية تساعد في اتخاذ القرارات التي تسهم في التقليل من مخالفات التباعد الجسدي بين الركاب، والعمل على تحديد الإجراءات التي سيتم اعتمادها مستقبلاً من قبل مفتشي مؤسسة المواصلات العامة ومركز التحكم للحافلات للتدخل الفوري لوقف التجاوزات والحد منها.

وتطرّق العوضي إلى القرارات المتخذة استناداً لبيانات المنصة، والتي من بينها اتخاذ قرار بزيادة 18 حافلة على الخطوط التي تعاني تكرار المخالفات، ابتداءً من الأسبوع الأخير من شهر يونيو، ما قلل المعدل اليومي لحالات عدم الالتزام بالتباعد الجسدي من 220 حالة يومياً إلى 35 حالة فقط، أي بنسبة انخفاض بلغت 84%، وأسهم ذلك بتخفيف الازدحام والمساعدة على تقليل حالات عدم الالتزام بالتباعد الجسدي.

ولفت إلى أن المنصة أفادت في دراسة وتحديد حجم الطلب على خطوط الحافلات المختلفة من قبل المتعاملين وأوقات الذروة والازدحام، وتمت الاستفادة من ذلك في تطوير آلية التخطيط للحافلات بتعديل دورية تشغيل بعض الخطوط، وتقليل الوقت بين الرحلات لبعض الخطوط حسب الحاجة.

وأشار إلى أن استخدام المنصة أسهم في ضمان تغطية الطلب من قبل المتعاملين، وبالتالي تحسين تجربة المتعاملين والمساهمة في زيادة الرضا لديهم، وتطوير العمليات التشغيلية للحافلات وآليات المتابعة من مركز التحكم، كما تم العمل على توعية السائقين وتدريبهم على كيفية التعامل لمنع حدوث مخالفات، وضمان عدم تكرارها بالنسبة للخطوط الأكثر ازدحاماً.

1615 حافلة بدبي

أكدت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أن الهدف من استخدام تقنية المنصة الإلكترونية هو السيطرة على انتشار فيروس «كورونا» في الحافلات العامة، التي تعتبر الوسيلة الأكثر استخداماً من قِبل الجمهور، في ظل وجود نحو 1615 حافلة تغطي معظم مناطق دبي، الأمر الذي يتطلب توفير منظومة متكاملة من التقنيات، مثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، لضمان توافر أكبر قدر من إجراءات التباعد الجسدي.

الامارات اليوم