حذّرت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف من إقدام بعض المصلين على وضع صدقات عينية في شكل تمور وسواك، على أبواب المساجد عند كل صلاة، مؤكدة أن الصدقة في الظرف الحالي المتعلق بانتشار جائحة «كورونا»، قد يأثم الإنسان بها، بدلاً من أن يؤجر عليها، كونها تتعلق بأشياء يلمسها الناس، وقد تكون سبباً في نقل المرض إليهم.
وشددت الهيئة على أنه لا يجوز شرعاً وعرفاً أن يسبب المصلي تزاحماً عند باب المسجد، قاطعة بأن تحقيق التباعد الجسدي يعد واجباً شرعياً.
وتفصيلاً، واصلت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية حملة التوعية على صفحاتها الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي، حول الصلاة بالمساجد خلال فترة الإجراءات الاحترازية التي تنتهجها الدولة لمواجهة تفشي جائحة «كورونا» المستجد (كوفيد- 19)، إذ بثّت عدداً من الفتاوى الجديدة لمركز الإفتاء الرسمي التابع لها، وذلك رداً على أسئلة مختلفة حول آداب وأحكام ومعاملات ارتياد المساجد في الفترة الراهنة. ونشرت الهيئة فتوى حول حكم وضع التمور أو السواك على باب المسجد كصدقة أو تبرع أمام المسجد، ذكرت خلالها أن الصدقة تعد من أعظم الأعمال ثواباً، ولكن في مثل الظرف الحالي فإن وضع الأشياء التي يلمسها الناس، وتكون سبباً في نقل المرض إليهم، قد يأثم الإنسان به، بدلاً من أن يؤجر عليه.
وأوضحت أن الصدقة المطلوبة في مثل هذه الظروف هي الصدقة بالمال على ذوي الحاجة، وطرقها الإلكترونية عبر الجهات الرسمية كثيرة، خصوصاً أن هذه هي الصدقة المقدمة على كل الأعمال الصالحة، وأكثرها ثواباً في ظل الظروف الراهنة.
ورد المركز الرسمي للإفتاء على سؤال بشأن حكم تزاحم المصلين عند الدخول إلى المسجد أو عند الخروج منه، قائلاً: «لا يجوز شرعاً وعرفاً أن يسبب المصلي تزاحماً عند باب المسجد، سواءً خلال الدخول إليه أو الخروج منه، وإن تحقيق التباعد الجسدي – مع انتشار فيروس كورنا المستجد أو غيره من الأمراض المعدية – واجب شرعاً، لذلك فإنه لا يجوز للمسلم التزاحم ولا أن يسمح بحصوله، خصوصاً أن ديننا الحنيف يحضنا على النظام، ويأمرنا بالترتيب». وأضاف: «من المعلوم أنه يجب علينا أن نراعي مثل هذه التعليمات في حالة الرخاء، ثم فإن مراعاتها أشد وجوباً في مثل هذه الظروف التي نمر بها، وكلنا أمل في استجابة الناس لذلك، ونعوّل على وعيهم لتبقى مساجدنا أكثر سلامة وأمناً». ووفقاً للهيئة، تتمثل قائمة الإجراءات الاحترازية لارتياد المساجد في الوضوء في البيت، وغسل اليدين بالصابون، واستخدام المعقمات، وإلزامية لبس المصلين للكمامة عند الحضور إلى المسجد لكل صلاة، داعية المصلين إلى إحضار سجادة خاصة للصلاة، وعدم تركها في المسجد. وشملت القائمة كذلك، التزام البيوت لكبار المواطنين والمقيمين والأطفال والمرضى، ومحاولة تجنب لمس الأسطح المكشوفة أو مقابض الأبواب، والتزام المصلين بالملصقات الإرشادية، والتباعد مسافة آمنة (مترين)، مشددة على ضرورة أداء السنن في البيت، والاقتصار على أداء الفرائض في المساجد.
ودعت الهيئة المصلين إلى التزام قراءة القرآن من المصاحف الشخصية أو الأجهزة الذكية، والحرص على تجنب الزحام في المسجد عند المداخل والمخارج، مؤكدة على استمرار تطبيق قرار إغلاق أماكن الوضوء في المساجد، بهدف تجنيب المصلين خطراً كبيراً في ظل الظروف الراهنة، وذلك لكثرة الأسطح التي تُلمس فيها، ما يكون سبباً في انتقال عدوى «كورونا» بين المصلين.
الحجر المنزلي
أوضحت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أنه يجب على من ألزمته الجهات الصحية بالحجر المنزلي أن يلتزم بما أُمر به، ولا يجوز له أن يذهب إلى المسجد، حيث إن إلحاق الضرر بالناس يحرّم شرعاً، ولم يُطلب منه لزوم المنزل إلّا لذلك، وليوقن أن أجره على نيته وصلاته في بيته كأجر صلاته في المسجد، حيث إنه لم يمنعه من ذلك إلا العذر.
الإمارات اليوم