وقعت الحكومة السودانية، أمس، اتفاق سلام بالأحرف الأولى مع حركات وتحالفات مسلحة في إقليم دارفور، برعاية إماراتية، أنهى 17 عاماً من الحرب الأهلية في السودان وحظي بترحيب دولي واسع.
ورحب حمد محمد حميد الجنيبي، سفير الدولة لدى السودان، بتوقيع الاتفاق التاريخي بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة.

وأكد خلال مخاطبته حفل التوقيع أن الإمارات وحرصاً منها على ترسيخ السلام في السودان عملت على إنجاز هذا الاتفاق. وقال إن الإمارات ظلت تحتفظ بعلاقات تاريخية وثيقة ووطيدة مع جمهورية السودان على مرّ واختلاف العهود قائمة على التعاون والتنسيق والتشاور المستمر حول المستجدات من القضايا والموضوعات المشتركة.

وأكد أنه وانطلاقاً من تلك الثوابت عملت الإمارات على إنجاز هذا الاتفاق التاريخي من خلال حضّ كافة الأطراف، منذ عام مضى من أجل التوصل لاتفاق يهدف إلى استقرار السودان، آملة في أن يحقق الاتفاق التطلعات المرجوة ويرسخ متطلبات السلام بما يعود بالخير والمنفعة على إنسان السودان خاصة والمنطقة عامة.

من جهته، قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات السلام محمد حمدان دقلو إن بلاده تقف اليوم في الجانب الصحيح من التاريخ لتجاوز المراحل المؤسفة، معتبراً التوقيع على السلام ميلاداً لفجر جديد للسودان، في ذات الوقت الذي أكد فيه أن تعهد الإمارات لدعم تنفيذ الاتفاق يجعلهم مطمئنون لمستقبل العملية السلمية، وأكد دقلو خلال مخاطبته حفل التوقيع أنه وطوال سنوات الحرب لم يكسب أحد، ولن يكسب أحد.

إلى ذلك، دعا رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان كلاً من عبدالعزيز الحلو قائد الحركة الشعبية، وعبدالواحد محمد نور قائد حركة جيش تحرير السودان، للالتحاق بالسلام، مؤكداً أن ما تحقق من اتفاق ليس مكسباً للحركات المسلحة وحدها وإنما هو حلم يراود كل السودانيين.

بدوره، أهدى رئيس مجلس الوزراء السوداني د. عبدالله حمدوك اتفاقية السلام إلى الأطفال النازحين واللاجئين الذين اكتووا بنيران الحروب وفقدوا مأواهم، وتعهد باستكمال مسيرة السلام قائلاً: «أهدي السلام الذي وقعناه بدولة جنوب السودان إلى أطفالنا الذين ولدوا في معسكرات النزوح واللجوء لأُمّهات وآباء يشتاقون لقراهم ومدنهم».

وحظي اتفاق السلام التاريخي بترحيب دولي واسع، حيث رحبت به الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج). وقالت في بيان، إن الاتفاق «يشكل خطوة أولى في عملية طويلة لإعادة بناء الأمل والاستقرار للمجموعات المتضررة من النزاع في السودان».

بدوره، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في دارفور، جيريمايا مامبولو، إن التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، يحمل «الأمل لسودان أكثر إشراقاً»، لكنه «يتطلب التزاماً»، داعياً الأطراف الذين لم يشاركوا في التوقيع، إلى عدم تفويت هذه الفرصة، قائلاً: «إنها فرصة لتحقيق ما يحاربون من أجله، لكن بدون إراقة دماء».

و رحبت المملكة العربية السعودية بتوقيع اتفاق السلام، معتبرة أنه يشكل «خطوة مهمة على طريق تحقيق طموحات الشعب السوداني الشقيق وآماله المشروعة في السلام والتنمية والازدهار»، كما قالت وزارة الخارجية على «تويتر». ودعت المملكة «بقية أطراف النزاع للانخراط في عملية السلام، وعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية».

بدورها، رحبت مصر بالاتفاق، وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية، جددت مصر تأكيدها على الوقوف بجانب «الأشقاء في السودان في مساعيهم الحثيثة من أجل إحلال السلام في ربوع البلاد، بما يعود بالاستقرار والمنفعة والرخاء على الشعب السوداني الشقيق».

كما رحب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، بالاتفاق، قائلاً إن «الجامعة العربية ملتزمة بدفع كافة أشكال التعاون والتنسيق مع جميع شركاء السلام السودانيين، خلال الفترة الانتقالية القادمة، والمقرر أن تمتد لثلاث سنوات، تبدأ من تاريخ توقيع الاتفاق».

ودعا إلى الاستمرار في حشد المساندة العربية والدولية للوقوف مع السودان، وبما يعزز ويرتكز على هذه الحقبة الجديدة، التي ترسي الأمن والسلام في جميع ربوع السودان.

البيان