جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية الدورية التي نظمتها حكومة الإمارات اليوم ” الثلاثاء” لاطلاع الجمهور ووسائل الإعلام على مستجدات الوضع الصحي والجهود المبذولة من قبل مختلف مؤسسات الدولة لمكافحة فيروس كورونا المستجد والتعامل مع الجائحة على أفضل وجه بما يدعم وتيرة عملية التعافي التدريجي التي تشهدها القطاعات كافة.

و في مستهل مداخلته، أكد معالي وزير التربية والتعليم أن الوزارة استطاعت استكمال العام الدراسي الماضي بفضل الدعم اللامحدود من القيادة في دولة الإمارات وبفضل تعاون الأطراف المعنية كافة.

و أعلن الحمادي أن نحو مليون ومائتين وسبعين ألف طالب استأنفوا الدراسة في مراحل التعليم المختلفة بواقع 130 ألف طالب في التعليم العالي، ومليون ومائة و أربعين ألف طالب في التعليم العام.. مشيراً إلى أن الوزارة تبنت نظاما تعليميا هجينا يمزج بين التعليم عن بعد والحضور الفعلي للمؤسسات التعليمية، وذلك بعد أن قامت الأجهزة المعنية في الوزارة خلال الفترة الماضية بتنفيذ تجربة محاكاة واقعية لدوام الطلبة في المدارس للتعرف على التحديات وفرص التحسين، كما تم مناقشة عدد كبير من تقارير الأداء التي تقدم نظرة شاملة وتقييماً واضحاً للأوضاع منذ بداية تجربة التعلم.

و أوضح أن استراتيجية استئناف الدراسة تقوم على مجموعة متكاملة من المحاور التي تضمن صحة الطلاب وكافة المشاركين في العملية التعليمية عبر تطوير حزمة من الإجراءات الوقائية التي يتم اتباعها داخل وخارج المؤسسات التعليمية لحماية الطلاب بداية من المنزل ومروراً بتواجدهم في الحافلات وصولاً إلى المدرسة وحتى عودتهم آمنين إلى منازلهم.

و أضاف الحمادي أن المؤسسات التعليمية ستتبع بروتوكولاً صحياً لضمان صحة الطلاب وسلامتهم، ومن خلال فحوصات كوفيد 19 إضافة إلى فحص الحرارة قبل دخول المنشأة التعليمية، وتطبيق معايير التباعد الجسدي، والتعقيم والتطهير المستمرين طوال اليوم الدراسي، فضلاً عن خضوع خدمات النقل المدرسي هي الأخرى لمعايير صارمة بهدف توفير أفضل وسائل الحماية والوقاية للطلاب.

وعن طبيعة دوام الطلاب خلال العام الدراسي الحالي، كشف الحمادي أن الحضور الفعلي سيكون مرحلياً، بحيث تقتصر نسبة الدوام في البداية على 25% من الراغبين في التعليم الواقعي و من ثم يتم رفع النسبة بعد أسبوعين لتصل إلى 50%، ثم 75%، وحتى الوصول إلى نسبة 100% من التعليم الواقعي للراغبين من الطلاب.

و لضمان تحقيق هذه الاستراتيجية بشكل فعال وآمن، أشار الحمادي إلى حرص وزارة التربية والتعليم على تدريب وتوعية المعنيين كافة في المؤسسات التعليمية علاوة على تطوير وسائل للمراقبة والتفتيش يأتي في مقدمتها تفعيل غرفة عمليات الوزارة التي تعمل على مدار 24 ساعة لضمان تطبيق الخطة الموضوعة والالتزام بها من الأطراف كافة.

و أوضح أنه من منطلق حرصها على التواصل البناء مع أولياء الأمور قامت الوزارة باستطلاع آرائهم حول أفضل الوسائل التعليمية التي يمكن تبنيها كما سمحت لأولياء الأمور بالاختيار بين الدوام الواقعي أو التعليم عن بعد خلال الفصل الدراسي الأول.
مناقشة خطط مؤسسات التعليم العالي.

و أكد الحمادي أن الأجهزة المعنية في الوزارة عقدت العديد من اللقاءات مع القائمين على مؤسسات التعليم العالي لمناقشة الخطط المعدة من جانبهم لاستئناف الدراسة، وبناءً عليه تم اعتماد آلية التعلم عن بعد والتعليم في الحرم الجامعي حسب طبيعة المنهج التعليمي حيث سيتم تقديم المحاضرات عن بعد، أما التواجد في المختبرات والتدريب العملي فسيكون حضورياً.

و كشف الحمادي أن الوزارة تقوم بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين بعملية تقييم شاملة للوقوف على نتائج الخطط المتعمدة، ومراعاة ما يستجد من ظروف، لتحديد معالم كل مرحلة بما يتماشى مع الوضع في حينها، وبما يحقق مصلحة الطلاب.

وشدد الحمادي على أهمية دور أولياء الأمور خلال مختلف المراحل لاسيما خلال المرحلة القادمة لافتاً إلى دور التوعية الأسرية في تعريف الطلاب بالأوضاع المستجدة ومدى التغيير الحاصل في العالم أجمع، وكيف يمكن لهم حماية أنفسهم وحماية الآخرين في ظل هذه الظروف.

و أهاب معالي وزير التربية والتعليم بأولياء الأمور ضرورة إبراز أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية للأبناء وتعريفهم بدورها الفعال كوسيلة حماية تقي من الإصابة وتمنع انشار العدوى.. كما أهاب معاليه بضرورة استقاء المعلومات من المصادر الرسمية فقط وعدم الالتفات إلى الأخبار المغلوطة والشائعات، متمنياً عاماً دراسياً سعيداً ومثمراً لجميع الطلاب.

و خلال الإحاطة، كشف الدكتور عمر الحمادي، المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات أن الفرق الطبية استطاعت خلال الساعات الـ 24 الماضية إجراء 82.772 فحصا طبيا كشفت عن 574 إصابة جديدة ليبلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في الدولة 70,805 حالات.

وأعلن الحمادي تسجيل 560 حالة شفاء ترفع عدد المتعافين إلى 61,491 حالة .. فيما لم يتم تسجيل أي حالات وفاة خلال الفترة نفسها.. وحسب هذه الأرقام لا يزال 8,930 شخصا يتلقون العلاج في المؤسسات والمرافق العلاجية في الدولة.

وأجاب عن عدد من الأسئلة المتعلقة بالفيروس المستجد و أوضح أهمية اتباع الإجراءات الوقائية داخل المنزل، مفنداً اعتقاد البعض بأن هذه الإجراءات يتم التقيد بها خارج المنزل فقط.

و شدد على إمكانية انتشار الفيروس داخل المنزل موضحاً أن هناك حالات حدثت خلالها العدوى نتيجة عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية داخل المنزل.

و نصح الحمادي الجميع بضرورة القيام بالعزل عن العائلة حال ظهور أعراض تنفسية مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال والزكام والشعور بآلام في العضلات وغيرها مشدداً على ضرورة عدم مخالطة الأهل حتى اختفاء هذه الأعراض والتأكد من سببها سواء كانت نزلة برد أو إنفلونزا أو كورونا.

و عن شروط العزل المنزلي، أوضح أنه في حالة عدم مقدرة الشخص المريض على عزل نفسه لأي سبب يجب ارتداء الكمامة لوقف انتشار العدوى، وبطبيعة الحال يفضل استخدام غرفة مستقلة بعيداً عن باقي أفراد العائلة مع الحرص على تهوية المنزل كاملاً بشكل جيد.

كما نصح الحمادي الجمهور بالاقتصار على الزيارات الضرورية سواء كان الزوار بالغين أم أطفالا مع أخذ كامل الاحتياطات مثل التباعد الجسدي ولبس الكمامات مع التشديد على ضرورة أن نولي كبار السن عناية خاصة لحمايتهم من مثل هذه الزيارات.

و حذر من إمكانية انتقال العدوى بدون ظهور أعراض ما يحتم على الجميع تجنب المخالطة قدر المستطاع حتى بين أفراد العائلة الواحدة.

وبالتزامن مع عودة الأطفال للمدارس أجاب الدكتور عمر الحمادي عن سؤال حول كيفية رصد الفيروس عند الأطفال .. موضحا أن الدراسات أظهرت أن الأعراض و العلامات المرضية تختلف عند الأطفال مقارنة بالبالغين، إذ عادةً ما تكون أقل حدة لدرجة يصعب معها ملاحظتها من قبل الوالدين.

وتشمل الأعراض التي قد تظهر على الأطفال ارتفاع درجة الحرارة، والسعال، والزكام، وضيق النفس، والشعور بالتعب العام، وآلام العضلات، والصداع، وفقدان حاسة الشم أو التذوق، والقيئ والإسهال، إلا أنه من الوارد عدم ظهور هذه الأعراض بسبب قوة الجهاز المناعي لدى الأطفال وقدرته على مكافحة الفيروس بشكل يفوق البالغين.

و وجه الدكتور الحمادي مجموعة من الإرشادات التي يمكن لكل أسرة اتباعها لتوفير الحماية اللازمة للأطفال و في مقدمة ذلك ضرورة مراقبة الأعراض بشكل يومي عبر قياس درجة الحرارة وتعزيز مناعة أجسامهم من خلال التغذية الصحية، وأخذ أي تطعيمات ضرورية.

و شدد على ضرورة عدم إرسال الأطفال إلى المدرسة حال ظهور أي من هذه الأعراض إلى حين الاطمئنان عليهم كما أنه من الأهمية بمكان إبراز دور الإجراءات الوقائية للأطفال كوسيلة حماية فعالة خلال التواجد في المدرسة أو الحافلة.

وام