تحتفل دولة الإمارات غدا بـ “اليوم العالمي للسعادة”، على وقع نجاحها في تعزيز مشاعر الطمأنينة والسعادة في نفوس القاطنين على أرضها من مواطنين ومقيمين على الرغم من حالة القلق التي تنتاب العالم منذ أكثر من عام جراء انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتولي الإمارات أهمية كبرى لتحقيق السعادة لجميع سكانها في كافة الظروف، لاسيما خلال فترة جائحة كورونا التي شهدت اتخاذ مجموعة واسعة من الإجراءات والتدابير الاستباقية استهدفت تحصين وسلامة صحة أفراد المجتمع، والمحافظة على استمرارية وجودة كافة الخدمات المقدمة إليهم، إلى جانب تأمين أقصى درجات الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لهم ولأسرهم، وهوما أسهم في حالة الطمأنينة والهدوء التي تميز بها المجتمع الإماراتي طوال هذه الفترة.
ولم تقتصر العناية الإماراتية بسعادة افراد المجتمع خلال أزمة كورونا على الجوانب الاقتصادية والصحية والخدمية، بل امتدت لتشمل الدعم النفسي المجتمعي من خلال حملات وبرامج عملت على بث الروح الإيجابية وتقديم النصائح والتجارب والإرشادات التي ساعدت الأسر والأهالي على تخفيف حدة ظروف التباعد الاجتماعي وتجاوز كافة التحديات التي فرضها انتشار الفيروس.
وعلى الصعيد الدولي، لاتزال المساعدات الطبية والإنسانية الإماراتية التي تتدفق إلى جميع أنحاء العالم تمثل صمام الأمان الأبرز بالنسبة للفئات الأكثر هشاشة وفقراً حيث تسهم تلك المساعدات في التخفيف من حدة التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا عليهم وتبعث الامل في نفوسهم.
وتحرص الإمارات على تعزيز سمعتها العالمية وتأكيد ريادتها في جهود ترسيخ مفاهيم وتطبيقات السعادة وجودة الحياة في مختلف المجالات، وقد جعلت تحقيق السعادة والارتقاء بمستوى جودة الحياة في المجتمع هدفاً محورياً لعملها الحكومي، حيث تم تضمين السعادة ومعايير جودة الحياة في تصميم التشريعات الحكومية وعمليات التخطيط الاستراتيجي وتطوير الأداء في مختلف القطاعات، كما تم وضع مؤشرات ومعايير لقياس مستوى السعادة وجودة الحياة في المجتمع لاستدامة إسعاد أفراده وتلبية طموحاتهم.
ويحل اليوم العالمي للسعادة هذا العام والإمارات لاتزال تعزز مكانتها في مؤشرات العالمية بهذا الخصوص، حيث احتلت المرتبة الأولى عربيا في تقرير السعادة العالمي لعام 2020 الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، فيما حلت في المركز الأول أوسطياً والـ 18 عالمياً في قائمة مجلة «سي أي أو وورلد» لأسعد شعوب العالم التي ضمت أكثر من 150 دولة.
وتنطلق التقارير الدولية المختصة في قياس مستوى سعادة شعوب الدول من عدة مؤشرات أبرزها الأمن والاستقرار، مستوى الدخل الفردي، حجم الرضا عن الخدمات الصحية والتعليمية، إلى جانب البيئة الطبيعية التي باتت تلعب دورا بارزا في رفع مستوى السعادة وجودة الحياة لدى الأفراد.
وتحافظ الإمارات منذ أعوام على نسقها التصاعدي في النتائج المحققة على مستوى المؤشرات الآنفة الذكر، فالإمارات اليوم في مقدمة الدول من حيث الأمن والاستقرار وعاصمتها أبوظبي المدينة الأكثر أمنا في العالم للعام الخامس على التوالي، فيما تحافظ على تصنيفها كواحدة من أعلى الدول من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم وفقا لتقديرات البنك الدولي، هذا فضلا عن منظومتها الصحية والتعليمية التي تعتبر من الأبرز في المنطقة.
وتواصل الإمارات تطوير منظومة خدمات تكنولوجية ولوجستية تهدف إلى تسهيل حياة الناس واختصار أوقاتهم، عبر مجموعة من الإجراءات المبتكرة والمميزة ذات الجودة العالية، والتي تنظر إلى الإنسان بوصفه القادر على المساهمة في مسيرة التنمية وخدمة الدولة، ما دام سعيداً وينعم بالرفاه، حيث عملت على الارتقاء بمستوى الخدمات، وتحويل مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين، وإطلاق ميدالية “أبطال السعادة والإيجابية” لتكريم موظفي الصف الأمامي، وإصدار دليل سعادة المتعاملين، وقياس سعادة المتعاملين، وإطلاق جائزة أسعد بيئة عمل لمؤسسات القطاع الخاص، وتصنيف مؤسسات الدولة بحسب مستوى السعادة فيها.
وتنال سلامة البيئة واستدامتها أهمية كبيرة في دولة الإمارات نظرا لدورها في دعم وتعزيز مستويات جودة الحياة في المدن والمجتمعات، حيث تتواصل جهود خفض الانبعاثات الكربونية والمحافظة على جودة الهواء تزامنا مع زيادة عدد المحميات الطبيعية والتوسع بالمساحات الخضراء كالحدائق والمسطحات المائية مثل الشواطئ أو القنوات المائية والتي تشكل بدورها متنفسا طبيعيا للأفراد والعائلات العائلة.
وام