كشف باحثون عن وجود سلالة جديدة من فيروس كورونا “مزدوجة التحور” في الهند، سريعة الانتشار وقد تتحايل على الجهاز المناعي، بعد فحص مجموعة من عينات المصابين، وذلك بحسب عدة مصادر منها صحيفة “ديلي ميل” Daily Mail البريطانية، وهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” BBC.

ويعمل الخبراء الآن على تحديد ما إذا كانت السلالة الجديدة، التي تجمع بين “طفرتين مختلفتين في نفس الفيروس“، سريعة الانتشار ومدى فعالية اللقاح عليها.

وأشارت نتائج فحص 10,787 عينة من 18 ولاية هندية إلى إصابة 736 حالة منها بالسلالة البريطانية من الفيروس، و34 حالة أخرى بسلالة جنوب إفريقيا بينما ثبتت إصابة حالة واحدة بالسلالة البرازيلية.

وتأتي تلك الأنباء في الوقت الذي يزيد فيه عدد حالات الإصابة الجديدة من فيروس كورونا في الهند، لكن الحكومة قالت إنه لا علاقة بالارتفاع الحالي في عدد الإصابات وتلك السلالات.

وسجل عدد الإصابات الجديدة في الهند 47,262 حالة و275 وفاة الأربعاء، في أعلى حصيلة يومية هذا العام.

وتعتبر الطفرات الوراثية للفيروسات من الأمور الشائعة، لكن أغلبها لا يتمتع بأهمية كبيرة ولا تسبب أي تغيير في قدرة الفيروس على الانتشار أو قدرته على نقل عدوى خطيرة.

لكن بعض هذه الطفرات، كما حدث في سلالتي بريطانيا وجنوب إفريقيا، قد تجعل الفيروس أكثر قدرة على الانتشار وأكثر فتكا في بعض الأحيان.

وأوضح شهيد جميل، المتخصص في علم الفيروسات، أن “الطفرة المزدوجة هي عبارة عن طفرتين يتعرض لهما الفيروس في نفس الوقت”.
وقال جميل، بحسب ما نقلت عنه “بي بي سي”: “الطفرة المزدوجة في المناطق الأساسية للبروتين المسماري للفيروس قد تزيد من تلك المخاطر وقد تسمح للفيروس بالهرب من الجهاز المناعي، مما يجعله أكثر قدرة على الانتشار”.

والبروتين المسماري هو ذلك الجزء من الفيروس الذي يساعده على اختراق جدران الخلايا.

وقالت الحكومة الهندية إن تحليل العينات التي تم جمعها من ولاية ماهاراشترا غربي الهند أظهر “زيادة في طفرتي E484Q وL452R في قطاع من العينات” مقارنة بمعدل الزيادة الذي رُصد في ديسمبر الماضي.

وقال بيان صادر عن وزارة الصحة في الهند: “مثل هذه الطفرات تمنح الفيروس القدرة على الإفلات من النظام المناعي وتزيد من معدل انتشار العدوى”.

وقال جميل: “قد يكون هناك تطور منفصل لسلالة جديدة من الفيروس في الهند يتضمن تعرضه لطفرتي E484Q وL452R معا في نفس الوقت”.

لكن الحكومة نفت أن يكون لارتفاع أعداد الحالات الجديدة علاقة بتلك الطفرات.

وقال بيان وزارة الصحة الهندية: “فيما يتعلق بالسلالات محل الاهتمام والسلالة مزدوجة الطفرات، لم يكتشف حتى الآن العدد الكافي من الحالات الذي يسمح بتأكيد وجود علاقة بينها وبين ارتفاع عدد الحالات أو التوصل إلى تفسير للزيادة السريعة في الإصابات في عدد من الولايات”.

وصدر هذا التقرير بعد مطالبة عدد من قبل خبراء الحكومة بتكثيف الجهود على صعيد إجراء تسلسلات جينية.

وقال جميل: “نحتاج إلى مراقبة مستمرة والتأكد من أن هذه السلالات محل الاهتمام لا تنتشر بين السكان. وليس معنى أن هذا لا يحدث الآن أنه لن يحدث في المستقبل. ولابد أن نتأكد من أن التوصل إلى أدلة في وقت مبكر بما فيه الكفاية”.

يُذكر أن الهند هي الدولة الخامسة حول العالم التي تجري تسلسلا جينيا لفيروس كورونا بعد أن عزلته من أوائل الحالات التي ظهرت في البلاد في يناير العام الماضي.

ولا تزال جهود الكشف عن الطفرات التي يتعرض لها الفيروس في الهند مستمرة حتى بعد تسجيل أكثر من 11.7 مليون حالة و160 ألف وفاة بسبب الوباء.

وبدأت الولايات الهندية في إعادة فرض قيود للحد من انتشار الوباء من بينها فرض حظر التجول، والإغلاق المتقطع.

كما فرضت مدينتان رئيسيتان، هما العاصمة دلهي ومدينة مومباي، إجراء اختبارات عشوائية سريعة للكشف عن فيروس كورونا في المطارات، ومحطات السكك الحديد، والمناطق التي يغلب عليها الزحام مثل مراكز التسوق”.

العربية.نت