وقعت وزارة التربية والتعليم، والهيئة العربية للمسرح، مذكرة تفاهم وتعاون، انطلاقاً من حرص الطرفين على دعم وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بينهما بشكل فعّال، بما يكفل النهوض بها وتطويرها بشكل مستمر، بالإضافة إلى تبادل المعارف والمهارات والخبرات بما يضمن تحقيق التكامل بين أهدافهما لاسيما ما يتصل بمختلف المجالات المتعلقة بتطوير أفضل الممارسات في المسرح المدرسي .

شهد توقيع المذكرة معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ووقع عليها سعادة الدكتور محمد المعلا وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية، فيما مثل الهيئة العربية للمسرح سعادة اسماعيل عبد الله أمين عام الهيئة، كما حضر الفعالية سعادة الدكتور حمد اليحيائي الوكيل المساعد لقطاع المناهج في وزارة التربية والتعليم، والشيخ الدكتور عمار المعلا مدير إدارة التعاون التعليمي الدولي، وشريفة موسى خبير المسرح المدرسي، وغنام غنام مدير إدارة التدريب والمسرح المدرسي بالهيئة العربية للمسرح.

تأتي مذكرة التفاهم استمراراً للتعاون المثمر الذي جمع الوزارة والهيئة، والشراكة التي أنتجت وضع منهاج المسرح في المدرسة الإماراتية عام 2018 إضافة إلى تدريب المعلمين والمعلمات وتزويد وزارة التربية والتعليم بالخبراء الذين أشرفوا على انطلاق تدريس المنهج في المدرسة الإماراتية بين 2018 حتى 2020، ويعتبر ما أنجزته وزارة التربية والتعليم رائداً على المستوى العربي لناحية إدراج المسرح منهجاً لكافة المراحل الدراسية.

وانسجاماً مع التوجهات الاستراتيجية والمسؤولية المشتركة لضمان التطوير والتحديث اللازمين للمسرح نشاطاً ومنهاجاً في المدرسة الإماراتية، تأتي مذكرة التفاهم هذه لتؤسس منعطفاً جديداً لأفق أرحب لبناء التعاون الدائم، ليعود بالمنفعة على المجتمع عامة والمسرح المدرسي خاصة، من خلال تنسيق الجهود والتنفيذ الخلاق لما تضمنته هذه المذكرة من سبل تعزيز الشراكة المجتمعية بين المؤسسات التربوية والثقافية، الأمر الذي ينسجم وتوجهات الهيئة العربية للمسرح التي تعمل بتكليف من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، على رعاية وتنمية المسرح العربي عامة، والمسرح المدرسي خاصة لنواحي التدريب والتأهيل والبحث العلمي وصياغة المناهج والأدلة المرشدة للمسرح في كل المراحل الدراسية.

وأكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، أن بريق المسرح المدرسي، يزداد ألقاً ويترسخ في المدرسة الإماراتية، بفضل رؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، حيث أضفى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهجاً وحراكاً غير مسبوقاً في دولة الإمارات وعلى الصعيدين العربي والعالمي، وهذا بدوره انعكس على إثراء الحركة المسرحية في مدارس الدولة، وعلى مستوى المجتمعي.

وأوضح أن الوزارة تحرص على مد جسور التعاون مع المؤسسات المتميزة في المجالات التربوية والمسرح، لتعزيز استدامة عملية التعلم، وهذه المذكرة تعكس حرص الجانبين على بلورة رؤية عصرية من التعاون الوثيق، مشيداً بما تقدمه الهيئة العربية للمسرح من إضافات ودعم، وهي من الهيئات الرائدة التي حققت إنجازات عديدة نلمس أثرها في مختلف أشكال العمل المسرحي، وتنمية الموارد البشرية، والنهوض بالفكر الخلاق للطلبة، ولفت إلى أن مذكرة التفاهم هي امتداد للعمل المشترك مع الهيئة، والذي أثمر كثيراً من المكتسبات القيمة، التي انعكست إيجاباً على العمل المسرحي المدرسي.

من جانبه، قال سعادة الدكتور محمد المعلا، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، إن المسرح المدرسي بات جزءاً أصيلاً من المدرسة الإماراتية، وتحرص وزارة التربية والتعليم على تقديم كل المسوغات التي ترقى به قدماً، نظراً لأهميته في الأخذ بالمواهب الطلابية، إلى آفاق أوسع من الإبداع والابتكار، وتعزيز سمات الشخصية الطلابية، وحثها على الابداع والتفكير الخلاق، مؤكداً أن ما يقدمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من أشكال الدعم كافة، والرعاية سبب رئيس في ما وصل إليه المسرح في دولة الإمارات من تطور وتميز.

وقال الدكتور حمد اليحيائي الوكيل المساعد لقطاع المناهج في وزارة التربية والتعليم، إن مذكرة التفاهم تتضمن بنوداً عديدة من العمل المشترك، من أجل تطوير المناهج المسرحية، وأكاديميات وزارة التربية والتعليم، وتنشيط دور المسرح المدرسي، وإبراز ما يتمتع به الطلبة من مواهب وممكنات، وغرس قيم الهوية الإماراتية، والوطنية، والوعي بإنجازات الماضي، والإرث الإماراتي الكبير الذي تزخر تفاصيله بالكثير من المعاني والقيم والرؤى الإنسانية والاجتماعية والثقافية.

من ناحيته أعرب إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح عن غبطته بهذه الخطوة التي تمثل حالة نموذجية من التعاون والتشاركية الخلاقة بين الهيئة والوزارة، الأمر الذي يعبر عن ريادة وانفتاح المؤسسات الإماراتية على كل الممكنات لتظل في مقدمة الدول الرائدة عربيا وعالميا.

وحيّا الأمين العام للهيئة العربية للمسرح .. معالي حسين الحمادي الذي عمل على إنجاز هذه الخطوة الهامة، وهو صاحب الوعي المعرفي والتربوي الذي يؤمن بكل ما من شأنه دفع العجلة إلى الأمام ضمن منظومات التعليم الحديثة.

وأضاف : بتعاوننا سنشكل النموذج الذي نعمل عليه عربياً، فالهيئة تربطها أصر التعاون مع مؤسسات عربية ووطنية مختلفة لتحقيق أهداف استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي التي بدأناها عام 2015 وتستمر برامجها إلى 2025، ووزارة التربية والتعليم في الإمارات رائدة بين وزارات التربية والتعليم العربية في مجال العمليات التعليمية والتعلمية لمادة المسرح.

وختم إسماعيل عبد الله تصريحه بالقول إن هذا التوقيع يعتبر هدية شكر وعرفان لرائد تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، الذي شرفنا بتكليفه الهيئة عام 2014 للعمل على هذا المشروع على امتداد الوطن العربي لإيمانه بأن هذا هو المدماك الأساس الذي تبنى عليه التنمية المسرحية الشاملة.

وستشهد المرحلة القادمة من هذا التعاون تشكيل فريق عمل مشترك من الطرفين يعمل على تنمية وتطوير وإثراء المناهج المسرحية في المدارس وأكاديميات وزارة التربية والتعليم بمختلف المصادر والإصدارات المناسبة، ووضع ما يتطلبه تفعيل المسرح المدرسي كنشاط، وذلك من خلال ضوابط لبرامج النشاطات المسرحية في كافة المراحل، لتكون هذه النشاطات رديفاً لتحقيق غايات المنهاج، فيما يكون المنهاج رافداً للنشاط بالمواهب والمهارات وتنمية دوره في المجتمع المدرسي والأسري .. وتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ قيم الولاء والانتماء والحفاظ على التراث والثقافة المحلية، والمساهمة الفعالة في رعاية الطلبة والشباب الموهوبين، وإبرازهم في محافل محلية ودولية.

وام