محمد البادع
حسناً فعل اتحاد الكرة بالتجديد لمدرب المنتخب مهدي علي، حتى مونديال 2018 في روسيا، وأعتقد أن هذه المحطة تمثل العلامة الفارقة والأهم في مسيرة المهندس مهدي والجيل بأكمله، وفي مسيرة الأمل الذي يكبر في الصدور، فهذا الجيل بالذات يستحق أن يتوج مشواره بإنجاز كبير، وأن يضع أيقونة خاصة واستثنائية على تاج النجاحات التي حققها طوال رحلته الرائعة.
تابعت باهتمام كبير تفاصيل المؤتمر الصحفي الذي عقده اتحاد الكرة لمدرب «الأبيض» بعد التوقيع، وأعجبني كثيراً كلام مهدي علي، وتصوره للفترة المقبلة والتحديات التي يواجهها واهتتمت أكثر بما قاله عن النقد وعن الإعلام، وإن كانت هذه النقطة بالذات تستحق من الكابتن مهدي مرونة أكبر، وألا ينسى أن الإعلام كان شريكاً أصيلاً في الإنجازات التي تحققت بالدعم الهائل الذي قدمه للمنتخب، والوقوف في صفه على طول الخط، لكنه لا يعلم بالنوايا ولا بما يدور همساً بينه وبين اللاعبين، ومن هنا على كل طرف أن يفترض حسن النية من الطرف الآخر، وأن نخوض المهمة معاً بمبدأ الشراكة في حب الوطن.
يدرك مهدي علي أن كأس العالم في روسيا هي الحلم الأكبر.. ربما الذي يفوق كل الأحلام الأخرى بما فيها الفوز بكأس آسيا، وندرك أن الأمل في كأس آسيا لن يستند إلى مبرر منطقي إذا لم نتأهل إلى كأس العالم، فكل الطرق إذن تؤدي إلى هذا الحلم، ولذا على المنتخب أن يجعل روسيا هدفه الأول والأهم والأكبر، خاصة أن «الأبيض» بما حققه في الفترة الأخيرة وببرونزية آسيا التي توج بها في أستراليا، من المفترض أنه رقم مرشح وأصيل للعبور إلى روسيا. أما نقطة الاحتراف الخارجي التي طرحها مهدي علي، والعمل على أن يكون لدينا لاعبون بالخارج والنظر إلى أستراليا في هذا الخصوص، وإلى الطفرة التي حققتها، بعد احتراف عدد كبير من نجومها، فأعتقد أن هذا الأمر منوط أولاً باللاعبين، لأنهم البضاعة الأصيلة في هذا السوق إن جاز التعبير.
وفي ظل ما نرى ونسمع، وفي ظل رغبة حقيقية من أعلى المستويات في احتراف لاعبينا، أكاد أجزم أنه لم يعد بإمكان نادٍ من أنديتنا أن يقف في طريق احتراف لاعب إذا ما كان العرض حقيقياً، ويمثل إضافة لكرة الإمارات.. المهم أن يظهر في صفوف أندية الإمارات من يستحق، وألا ننتظر حتى تأتينا بطولة قارية أو دولية لتضع لاعبينا تحت المنظار.. عليهم أن يظلوا دائماً في تلك الدائرة، أما هذه الطفرات التي تصاحب البطولات فقد تابعناها كثيراً وفي كل بطولة كنا نسمع الكلام الكثير عن احتراف هذا واقتراب ذاك، وبعد أن ينفض المولد نعود إلى قواعدنا كما ذهبنا.
درب «الأبيض» في المرحلة المقبلة يحتاج إلى إرادة ترى أن الذهاب إلى روسيا أول الطريق وليس منتهاه.. يحتاج إلى أبطال ونحسبهم كذلك.
كلمة أخيرة: اجتهد لتكون الأول..
في أسوأ الظروف لن تكون في المؤخرة
– الاتحاد