نورة السويدي
لم يكن تصدّر الإمارات قائمة دول العالم من حيث المنح والمساعدات التنموية إلا راية أخرى ترفع على هامة الوطن، تشير إلى أننا أصحاب رسالة إنسانية عالمية لا تعرف الحدود ولا التردد، وتؤمن بالشعوب وتنبذ التقسيم الشعبوي، وتحترم الطوائف والأديان ولا تؤمن بالطائفية، ويوقن أبناؤها أن العطاء الإنساني مقرون بجوهر الإنسان، ولن يضيع أجره لا في الدنيا ولا في الآخرة بإذن الله تعالى.
قبل أيام دوّى ذكر الإمارات عبر الدول لتبوّئها المرتبة الأولى عالمياً، وللعام الثاني على التوالي، كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية خلال عام 2014 قياساً بدخلها القومي الإجمالي.. حيث بلغ حجم المساعدات الإنمائية الرسمية التي قدمتها الدولة 18 مليار درهم. ولقد أطربنا هذا الخبر لأنه يتفق مع فلسفة تربّينا عليها في دولة الإمارات، قوامها العطاء..
ومدّ اليد بالخير لجميع الناس، وهذا ما أوضحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من أن «تصدّر دولة الإمارات كأكبر مانح للمساعدات التنموية على مستوى العالم للعام الثاني على التوالي يؤكد التزام الدولة برسالتها الإنسانية العالمية وبمبادئها التي تأسست عليها..
وسعيها إلى ترسيخ مكانتها كعاصمة إنسانية ومحطة خير وغوث ودعم للشقيق والصديق». ويتجلى هذا البعد الإنساني الكبير في العطاء دون مقابل فـ«دولة الإمارات لا تقدم مساعدات مشروطة، ولا تنتظر مصالح مقابلة، ولا تريد إلا الخير والاستقرار للشعوب كافة.. فلدينا مساعدات تنموية رسمية هي الأعلى عالمياً، ومؤسسات إنسانية خيرية هي الأكثر انتشاراً دولياً، ومدينة إغاثية عالمية هي الأكبر حجماً وسعة، وشعب ورث حب الخير من زايد الخير، فكيف لا نكون الأوائل».
وهو نهج حميد ممتد رسم خطاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحمل لواءه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله..
وكما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن «ما وصلت إليه دولة الإمارات من مراتب متقدمة في الأعمال الإنسانية والخيرية إنما هي نابعة من حب شعب الإمارات للخير والبذل والعطاء..
والتي في الأساس هي جزء ومكون رئيس من هويته وشخصيته الإنسانية، وترسيخ للصورة الإنسانية الإيجابية المحبة للعطاء والخير التي انطبعت في أذهان شعوب العالم عن الشعب الإماراتي الوفي وثقافته الأصيلة في التواضع والكرم وحبه مساعدة الغير.
ولا شك أن ما يميز هذا الإنجاز الإنساني الإماراتي أنه يأتي في وقت نرى فيه اضطرابات العالم ومقايضاته والحسابات السياسية هي المتحكمة في مواقف بعض الدول، وغياب البعد الإنساني الصرف في التعامل مع القضايا التي تعاني معها الشعوب، وربما من كثرة سيطرة هذه المبادئ أصبح العالم يتعامل معها وكأنها مسلّمة بدهية، وكثيراً ما سمعنا البعض يقرر ويقول إن الدول ليست جمعيات خيرية ..
ولا يوجد عطاء إلا ومن ورائه مصلحة سياسية أو اقتصادية أو استراتيجية، ولكننا هنا في دولة الإمارات ومن خلال أيادي الخير الممتدة إلى جميع بقاع الأرض ومختلف الشعوب، وأقصى البقاع الفقيرة والمحتاجة نعيد الألق للبعد الإنساني الشمولي في التعاضد بين الشعوب، والعطاء دون مقابل..
وننافس أنفسنا في هذا المقام لأننا نحقق من خلاله فلسفتنا التي قامت عليها دولتنا الرشيدة، واتحادنا الميمون، وهي ما اختزلها المغفور له الشيخ زايد بقوله: » إننا لا نستطيع أن نعزل أنفسنا عن بقية دول العالم.. ونحن نصادق في شرف، ونتعاون في كرامة، ونساعد دون زهو أو مفاخرة ونناصر مبادئ المساواة والعدل«.
– البيان