من المهم مقابلة اختصاصي تغذية متخصص في وظائف الكلى، عندما تعاني من مرض الكلى المزمن، ذلك أن بعض الأطعمة المفيدة، حتى بعض الفواكه والخضراوات، ينبغي تقييد استهلاكها أو حتى حظرها عند الإصابة بأمراض اكلى.
تنقل مجلة “هيلث” الامريكية عن أخصائية التغذية والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، ميليسا آن برست، قولها: “إن القيود الغذائية تعتمد على مرحلة المرض المزمن في الكلى. ففي المراحل المبكرة، يتعلق الأمر باتباع نظام غذائي صحي شامل منخفض الصوديوم، لكن مع تقدم المرض ستجد أنك بحاجة أيضاً إلى البدء في تقييد البروتين، وكذلك الأطعمة الغنية بمعادن البوتاسيوم والفوسفور”.
وفي هذا الإطار، تشير إلى ثمانية أطعمة من الجيد تضمينها كجزء من النظام الغذائي المعتاد، بغض النظر عن مرحلة المرض.
البهارات
جميع المرض الذين يعانون من مرضى الكلى المزمن يحتاجون الى مراقبة تناول الملح، لدوره في ارتفاع ضغط الدم. ومن المهم جداً اتباع توصيات جمعية القلب الامريكية ومؤسسة الكلى الوطنية باستهلاك أقل من 2300 مليغراماً يومياً من الملح، وفي المراحل المتأخرة حتى أقل. ومن الطرق المتبعة لخفض الصوديوم في النظام الغذائي، الوصول إلى رف التوابل بدلاً من الملح.
تقول أخصائية التغذية المتخصصة في امراض الكلى في كليفلاند كلينك، ايرين روسي، إنه من الممكن إضافة توابل مثل الريحان والكاري والشبث والزنجبيل واكليل الجبل الى أي طبق، مع إضافة التوابل المطحونة الى الأطعمة قبل 15 دقيقة من الانتهاء من طهيها، والتوابل الكاملة قبل ساعة واحدة على الأقل، أما الاعشاب الطازجة فيفضل مزجها بالزيت أو الزبدة، وتركها لمدة 30 دقيقة ثم دهنها على اللحوم او الخضار أثناء طهيها. ولا ينصح الأطباء ببديل الملح، لأنه غالبا ما يحتوي على البوتاسيوم.
التوت
تلك الفواكه منخفضة البوتاسيوم. وقد وجدت دراسة نشرت عام 2011 في المجلة الأميركية للتغذية السريرية أن الاشخاص الذين يتناولون كمية أعلى من مضادات الاكسدة “أنثوسيانين” من التوت والفراولة، لديهم انخفاض بنسبة 8% في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. والفواكه الأخرى التي تحتوي على نسبة منخفضة من البوتاسيوم تشمل التفاح والكرز والخوخ والكمثري والعنب. أما الفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم فتشمل الموز والافوكادو والبطيخ والبرتقال والخوخ والزبيب. وتضيف برست هنا: “نحن قلقون أكثر بشأن تجنب المرضى الأطعمة المصنعة التي تحتوي على الفوسفور المضاف كخلطات الفطائر وفطائر الدجاج والمعكرونة والجبن”.
البيض
يحتاج الأشخاص المصابون بأمراض الكلى إلى حد من كمية البروتين عموماً لأن الكليتين قد لا تتمكن من إزالة جميع الفضلات الزائدة في الدم، ولكن الجسم بحاجة الى ما يكفي من البروتين للحفاظ على كتلة العضلات ومحاربة العدوى. ولهذا الأمر لا بتعلق بالكمية فحسب، وإنما بتناول بروتينات عالية الجودة، وفقا لأخصائية التغذية ايرين روسي. فالبروتينات الحيوانية مثل اللحوم والدواجن والاسماك والبيض هي أسهل تفكيكها واستخدامها من قبل الجسم مقارنة بالبروتينات النباتية، مشيرة إلى أن البيض مصدر جيد للبروتين بشكل خاص لأنه يحتوي أيضا على نسبة منخفضة من الفوسفور، وهو معدن آخر هناك حاجة للحد منه. وتوضح روسي: “عندما لا تعمل الكليتان بشكل جيد، يتراكم الفوسفور في الدم، مما قد يؤدي الى تسرب الكالسيوم من العظام، ويزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام”. وفي حين ان الأطعمة مثل المكسرات والبذور وزبدة الفول السوداني والفاصوليا كلها مصادر جيدة للبروتين، وجزء من نظام غذائي صحي للقلب، فإنها تحتوي أيضا على نسبة عالية من الفوسفور.
زيت الزيتون
تقول روسي إن النظام الغذائي الصديق للكلى يجب أن يكون منخفضا في الدهون المشبعة، وهذا يجعل زيت الزيتون الخيار الأفضل للطهي. ويرتبط النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط وهو نمط أكل غني بالفواكه والخضراوات والأسماك والدهون الصحية للقلب مثل زيت الزيتون، بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة بنسبة 50% وتقليل خطر الاصابة بتدهور سريع في وظائف الكلى بنسبة 42% وفقا لدراسة أجريت عام 2014 ونشرت في المجلة السريرية للجمعية الامريكية لأمراض الكلى. كما انه خال من الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفات، مما يجعله خياراً ممتازاً للأشخاص الذين يعانون من امراض الكلى.
القرنبيط والخضراوات الصليبية الأخرى
تقول الاخصائية برست ان القرنبيط غني بالألياف ولكنه منخفض في كل من البوتاسيوم والفوسفور، وتعتبر الخضروات الصليبية الأخرى مثل الملفوف او اللفت خيارات جيدة أيضا. البروكلي ايضا جيد لكن يفضل تناوله نيئاً حيث يحتوي المطبوخ على مزيد من البوتاسيوم. ويمكن ترشيح الخضار عالية البوتاسيوم مثل البطاطس والبطاطس الحلوة والجزر والبنجر والقرع الشتوي لسحب بعض البوتاسيوم. ويمكن تقطيعها ونقعها لمدة ساعتين على الأقل قبل طهيها بكمية مياه دافئة توازي حجمها خمسة أضعاف.
المياه
غالبا ما نسمع أنه يتعين تقييد تناول السوائل لمرض الكلى، لكن هذا صحيح في المراحل الأخيرة من المرض. فالمياه تساعد الكليتين على إزالة الفضلات من الدم والحفاظ على الاوعية الدموية مفتوحة حتى يصل الدم الى الكليتين. القهوة والشاي أيضا جيدان، وقد يكونا وقائيين. فحاول ان تشرب الشاي أسود أو الشاي مع اقل قدر ممكن من الحليب أو الكريمة لأن الالبان نفسها غنية بالفسفور.
الحبوب المكررة
من المثير معرفة أن مرضى الكلى المزمن ليسوا مضطرين الى التخلي عن الخبز الابيض والمعكرونة والأرز والحبوب المكررة الأخرى، بل قد تكون تلك الاطعمة مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مرض الكلى المزمن المتقدم، والذين يحتاجون الى الحد من الفوسفور أو البوتاسيوم، وفقاً لجمعية القلب الأمريكية. وقد تبين أن زيادة عدد النخالة والحبوب الكاملة في الخبز زاد مستوى الفوسفور والبوتاسيوم فيها. ولا يفترض تناول المواد النشوية لأنها يمكن أن تسبب البدانة والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو سبب رئيسي لأمراض الكلى.
الثوم والبصل
يقول المركز الوطني للصحة التكميلية والبديلة إن الثوم والبصل خياران رائعان لتوابل الطعام، وقد يشكلان وقاية ضد مرض الكلى المزمن لأنهما يحتويان على مادة الاليسين التي يبدو أنها تخفض ضغط الدم وتحسن وظائف الكلى.
البيان