سادت حالة من التأهب فصائل المعارضة السورية المسلحة في القلمون بريف دمشق أمس غداة مقتل قائد عمليات حزب الله في المنطقة على حدود لبنان، في ظل اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، في وقتٍ أعلن الجيش الحر استعادته السيطرة على قرية ميدعا في ريف دمشق.
وحشدت فصائل المعارضة السورية المسلحة قواتها في القلمون بريف دمشق على حدود لبنان أمس وسط حالة من الترقب تسيطر على القلمون مع تصاعد التهديدات بمعركة وشيكة.
وأطلق تجمع »واعتصموا بحبل الله« التابع للجيش حملة وصفت بـ»الاستباقية« ضد ميليشيات حزب الله المرابطة في القلمون وقوات النظام السوري تحت اسم »الفتح المبين«، فيما أشارت مصادر في المعارضة إلى تشكيل غرفة عمليات لـ»جيش الفتح« في القلمون على غرار إدلب. وتواصلت لليوم الثاني على التوالي المعارك بين فصائل المعارضة السورية المسلحة والحزب، حيث أوضحت مصادر المعارضة أن عناصرها شنوا هجوماً مباغتاً على ثلاثة محاور في القلمون الغربي.
بدورها، ذكرت مصادر إعلامية مقربة من الحزب أن مقاتليه استهدفوا تجمعا لقادة جبهة النصرة في منطقة قريبة من حدود لبنان الشرقية مع سوريا، من دون أن تشرح تفاصيل أكثر عن العملية.
ويضم تجمع »واعتصموا بحبل الله«، الذي تأسس نهاية الشهر الماضي، أبرز فصائل الجيش الحر في القلمون؛ وهي لواء الغرباء، وكتائب السيف العمري، ولواء نسور دمشق، ورجال القلمون. ويأتي التأهب رداً على الحملة الإعلامية لحزب الله التي تمهد لـ»معركة القلمون الكبرى« والتي يهدف من خلالها إلى السيطرة على كامل مناطق المعارضة في المنطقة.
وكانت مصادر ذكرت أن قياديين من الحزب قتلا في معارك اندلعت مع المعارضة السورية المسلحة في القلمون وفي بلدة جرود عرسال الورد. وأضافت المصادر أن أحد القتيلين هو القيادي في حزب الله ومسؤول العمليات في معركة القلمون علي عليان، كما قتل القيادي توفيق النجار خلال الاشتباكات التي دارت في بلدة جرود عسال الورد.
إلى ذلك، أعلن الجيش الحر استعادته السيطرة على قرية ميدعا في منطقة المرج الاستراتيجية، بعد ثلاثة أيام من المعارك، تمكنت خلالها المعارضة من صد هجوم قوات النظام على الغوطة الشرقية.
وأفادت قيادة الجيش في بيان أن جيش الإسلام تمكن من السيطرة على ميدعا بالكامل بعد قيام المقاتلين بعملية مضادة استعادوا على إثرها النقاط التي سيطرت عليها القوات النظامية، خلال الأيام الماضية.
وتحظى قرية ميدعا بأهمية استراتيجية كبيرة، فهي تمثل آخر طرق إمداد المعارضة إلى الغوطة الشرقية، وتربط بين مدينتي دوما والضمير.
وفي سياق منفصل، قتل 16 عنصراً من قوى الأمن الكردية في هجوم انتحاري نفذه عناصر من تنظيم داعش في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا على حدود العراق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجارا كبيرا دوى في الحسكة نجم عن تفجير التنظيم عربة مفخخة في مقر لقوات الأمن الداخلي الكردية في ساحة البيطرة بالمدينة.
وأوضح أن عناصر التنظيم وصلوا الى باحة المقر في ثلاث سيارات رباعية الدفع. وبينما فجر أحدهم نفسه في احدى السيارات، ترجل آخرون لم يحدد عددهم من السيارتين الأخريين ودخلوا المقر وهم يطلقون النار. وأفاد أن اشتباكات عنيفة وقعت بين العناصر المهاجمة وعناصر قوات الأمن الكردي التي تمكنت من قتل المهاجمين. وأسفر التفجير والمعارك عن مقتل ما لا يقل عن 16 عنصرا من الأمن الكردي وإصابة آخرين بجروح.
البيان