تحتفل الملكة إليزابيث الثانية، الأحد، بالذكرى السبعين لاعتلائها عرش بريطانيا، غداة إعلانها أنها تأمل في أن تحمل كاميلا زوجة ولي العهد الأمير تشارلز لقب ملكة، بصفتها زوجته عند اعتلائه العرش، في خطوة أنهت جدلاً حساساً طويلاً بين البريطانيين.

وفي رسالة كتبتها بمناسبة اليوبيل البلاتيني على اعتلائها العرش، عبّرت الملكة إليزابيث الثانية (95 عاماً) عن «أملها الصادق» في أن تحمل كاميلا صفة الملكة زوجة الملك (كوين كونسورت) عندما يرث ابنها تشارلز العرش بعد وفاتها.

وعنونت صحيفة «ديلي ميل» الأكثر انتشاراً في بريطانيا: «كاميلا ستُصبح الملكة». أما صحيفة «صانداي تايمز» فكتبت: «هذه هي المرة الأولى التي تعبّر فيها الملكة في العلن عن رأيها حول مسألة قسمت الرأي العام منذ أن تزوّج تشارلز وكاميلا في 2005».

وقال ناطق باسم تشارلز وكاميلا إنّهما «تأثّرا وتشرّفا بكلمات» الملكة التي شدّدت أيضاً على «العمل الوفي» لدوقة كورنوال. وأصبحت كاميلا (74 عاماً) التي يقدر البريطانيون بساطتها، من أعمدة النظام الملكي البريطاني مع قيامها بالعديد من الالتزامات.

والصفة التي اختارتها إليزابيث الثانية لزوجة ابنها تُمنح عادة لزوج أو زوجة العاهل الحاكم. ونظرياً يسمح ذلك لكاميلا بأن تصبح ملكة.

وكان مستقبل لقب كاميلا موضع نقاش طويل وجدل حاد، عندما تزوجت الأمير تشارلز في 2005، خصوصاً بعد وفاة زوجته السابقة الأميرة ديانا في عام 1997. وقال مستشارون حينذاك إن كاميلا لا تريد لقب الملكة بل تفضل صفة «الأميرة» في سابقة في تاريخ العائلة الملكية البريطانية.

وتحمل كاميلا لقب دوقة كورنوال منذ زواجها من تشارلز. وتمنّى نحو نصف البريطانيين العام الماضي أن تُتوّج كاميلا ملكة بصفتها زوجة الملك عند اعتلاء ولي العهد العرش. وحسمت إليزابيث الثانية هذه القضية، السبت.

وكانت الملكة إليزابيث الثانية انسحبت إلى حد كبير من الحياة العامة، منذ أن واجهت مشاكل صحية في أكتوبر/تشرين الأول. وقد بدت في إطلالتيْن قبل ذكرى اعتلائها العرش ضعيفة وتمشي ببطء.

وتحتفل الملكة بيوم السادس من فبراير/شباط بمرارة في قصر ساندرينغهام، لأن هذا التاريخ يرمز إلى اعتلائها العرش في 1952 حين كانت في سن 25 عاماً، لكنه أيضاً يوم وفاة والدها الملك جورج السادس بسرطان في الرئة عن 56 عاماً، والذي كانت شديدة التعلق به. وسيكون الاحتفال هو أوّل ذكرى يغيب عنها زوجها الأمير فيليب الذي توفي في إبريل /نيسان 2021 عن عمر 99 عاماً.

والأسابيع الماضية لم تكن سهلة بالنسبة إليها. ففي منتصف يناير/كانون الثاني، جرّدت الأمير أندرو الذي وصف كثيراً بأنه ابنها المفضل، من ألقابه العسكرية وأغلقت الباب أمام عودته إلى الحياة العامة، بسبب دعوى قضائية تهدده في نيويورك.

وقبل ذلك انتقل حفيدها الأمير هاري (37 عاماً)، السادس في ترتيب خلافة العرش البريطاني مع زوجته الأمريكية ميغان ماركل ليقيما في الولايات المتحدة بعد انسحابهما من العائلة الملكية البريطانية.

والتقت الملكة إليزابيث الثانية، السبت، في حفل استقبال في قصر ساندرينغهام، عدداً من سكان المنطقة وجمعيات أهلية وسيدة ساهمت في ابتكار الطبق الرسمي البريطاني «دجاج التتويج» أو «دجاج الملكة إليزابيث» للمأدبة التي أقيمت عند اعتلائها العرش في 1953. وشكر رئيس الوزراء بوريس جونسون في البرلمان هذا الأسبوع الملكة على تفانيها «الدؤوب».

وتمّ سكّ عملات تذكارية وإصدار ثمانية طوابع تُمثّل الملكة في مراحل مختلفة من فترة حكمها. وستُعرض صورتها لفترة قصيرة على شاشات عملاقة في عدة مدن بريطانية ومنها شارع بيكاديلي في لندن. وتم الإعلان عن أربعة أيام من الاحتفالات ينتظرها البريطانيون بفارغ الصبر في كل أنحاء البلاد مطلع يونيو/حزيران للاحتفال بيوبيلها البلاتيني.

الخليج