أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالمستوى الأكاديمي والبحثي والمناهج التي تعتمدها كلية الدفاع الوطني الواعدة، بفضل الدعم اللامحدود والمتابعة الشخصية لأخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للكلية، الذي يحيط هذا الصرح العلمي الاستراتيجي برعايته وجل اهتمامه، ما جعل الكلية تحظى بمكانة مرموقة وسط الأكاديميات الاستراتيجية والتعليمية بالمنطقة والعالم، وتشهد إقبالاً من شباب الوطن للالتحاق بها والتخرج فيها بدرجة الماجستير.
جاء ذلك خلال تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خريجي الدورة الثانية في كلية الدفاع الوطني.
وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة والمسؤولين في الدولة، الحفل الذي أقيم أمس، في مقر الكلية بالعاصمة أبوظبي.
وبارك سموه، للخريجين إنجازهم الذي وضعهم على الطريق الصحيح نحو تبوؤ وظائف قيادية عليا، يسهمون من خلالها في تحقيق المزيد من الإنجازات الحضارية لدولتنا في شتى مواقع العمل الوطني المقدس.
وهنّأ في ختام كلمته الخريجين على ما بذلوه من جهود صادقة من أجل الاستفادة من المحاضرات والدروس والبرامج التي تلقوها خلال الدورة، معرباً عن ثقته بتحمل هؤلاء الخريجين مسؤولياتهم الوطنية وتعزيز قدراتهم التي تخدم أمن الوطن ومصالحه والحفاظ على مكتسباته، لأن الوطن يستحق منا جميعاً بذل الغالي والنفيس من أجل عزته ومناعته، والذود عن حياضه وحماية مكتسباته.
ورحب قائد الكلية اللواء الركن طيار رشاد محمد سالم السعدي، براعي الحفل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والحضور، شاكراً سموه على رعايته الكريمة لهذه المناسبة التي تعكس عمق اهتمام قيادتنا الرشيدة بأبناء الوطن ومؤسساته وتجسد الرؤية الحكيمة لهذه القيادة المعطاءة وتطلعاتها، ما يعزز إرادة الجميع في المشاركة الجادة والمضي قدماً نحو الاستمرار في تحقيق إنجازات رائعة تضع دولة الإمارات في مصاف الدول دائمة التطور الحضاري، وتتبوأ مكانة عالمية على الخريطة الدولية.
وأوجز قائد الكلية أهداف ومهام كلية الدفاع الوطني في مجال إعداد القادة حتى أصبحت ركيزة إضافية للتعليم النوعي في مدارسنا العسكرية، ولبنة داعمة للاستراتيجيات الوطنية، مثمناً عالياً الدعم اللامحدود الذي تحظى به الكلية من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للكلية، وتوجيهاته السديدة التي تؤكد الاهتمام بإعداد القادة على المستوى الاستراتيجي، وتوحيد مفاهيم الفكر والتخطيط الاستراتيجي والأمن الوطني، إضافة إلى تثبيت دعائم الاستقرار والتنمية في دولتنا العزيزة.
وأشار السعدي إلى أن الكلية تقوم من خلال هيئتها التدريسية بتطوير وتطويع برامج الكلية بمرونة وفق توجيهات المجلس الأعلى للكلية، وبما يتناسب وتحقيق الأهداف الوطنية العليا.
وتوجه قائد الكلية بالشكر إلى كل المسؤولين والقيادات الوطنية العليا والمؤسسات على تعاونها مع الكلية، ما أسهم في تحقيق أهدافها المرجوة وتمكين الدارسين من لقاءات هؤلاء المسؤولين والتحاور معهم، وهذا من صلب المناهج المقررة في الكلية بغية الفهم الدقيق للبيئة الاستراتيجية والتهديدات والتحديات، ومعرفة الموارد الوطنية والتخطيط لها وتوظيفها في خدمة مصالح الوطن العليا، مؤكداً أن القيادة العامة للقوات المسلحة والقيادات الوطنية العليا كان لها الدور الأكبر في نجاح هذه الدورة.
وكان للخريجين كلمة شكر وعرفان ألقاها نيابة عنهم العميد الركن عبدالله الحمودي، الذي تقدم بالشكر والولاء إلى قيادتنا الحكيمة على سعيها الدؤوب للارتقاء بمؤسسات وأجهزة الدولة المختلفة بما فيها قواتنا المسلحة وكلية الدفاع الوطني، التي نفخر بأن نكون أوائل خريجيها، حيث أمضينا في الكلية عاماً دراسياً حافلاً بالجد والاجتهاد ونهلنا فيها من الدراسات والبحوث المتقدمة في مجال الدفاع والأمن الشامل والتخطيط الاستراتيجي، بالإضافة إلى الارتقاء بمؤهلاتنا القيادية إلى مستويات أعلى وأشمل من الوعي والفكر والتطبيق.
وأشار إلى أن الخريجين تبادلوا خلال العام الدراسي الخبرات والمعارف، واكتسبوا القدرة على تشخيص محيطنا المحلي والإقليمي والدولي بما فيه من تحديات وقضايا معاصرة ومتجددة، الأمر الذي مكنهم من تقدير عناصر القوة الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والمعلوماتية لدولتنا العزيزة، هذا إلى جانب تعرفهم إلى أساليب توظيف عناصر هذه القوة لتعزيز الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي والاجتماعي، بما يحقق الأهداف الوطنية ترجمة لرؤية قيادتنا الرشيدة الإمارات 2021، التي اتخذت شعار «متحدون في الطموح والعزيمة»، حتى تكون دولة الإمارات في طليعة دول العالم المتقدمة.
وقبيل توزيع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى جانبه قائد الكلية الشهادات على الخريجين الـ36، أوجز العقيد الركن بحري طيار محمد حمد خليفة الكعبي، رؤية ومهام وأهداف كلية الدفاع الوطني، حيث أشار إلى أن الكلية تشكل ثمرة من ثمار الرؤية الحكيمة لقيادتنا في إعداد وتأهيل القيادات العسكرية والمدنية، راسمة لهم طريقاً نحو آفاق عريضة، إطارها وجوهرها الاحترافية والممارسات العصرية القائمة على العلم والتجربة والتخطيط الاستراتيجي، والقدرة على توظيف عناصر قوة الدولة في خدمة المفهوم الشامل للأمن الوطني.
ونوه بأن البرنامج الأكاديمي للدورة الثانية للكلية قد خطط وصمم بأعلى معايير الجودة والكفاءة، واستخدام أساليب متنوعة تعتمد على التعليم التفاعلي، وتنفيذ أنشطة تعليم متقدمة تتناسب ومستوى الدارسين.
وأشار إلى الفصول الدراسية الثلاثة للدورة، التي تتضمن أربعة محاور دراسية رئيسة، الأول يغطي البيئة الاستراتيجية المحلية والإقليمية والدولية، والثاني يغطي الاستراتيجية ومقارنات استراتيجيات الدفاع والقيادة الاستراتيجية، أما الثالث فيغطي عناصر قوة الدولة الدبلوماسية والمعلوماتية والاقتصادية ومكونات الدفاع، فيما يغطي المحور الدراسي الرابع أبعاد ومفاهيم الأمن الوطني وإدارة الأزمات، بالإضافة إلى مساق القضايا المعاصرة وأساليب البحث العلمي ومشروع التخرج.
وقدمت لسموه في ختام الحفل هدية تذكارية من الكلية، ثم التقطت لسموه الصور التذكارية مع الخريجين وقيادة الكلية والهيئة التدريسية فيها، شاكراً لهم سموه جهودهم وعطاءاتهم للدارسين في الكلية، المدنيين منهم والعسكريين.
الامالات اليوم