
تحول زينغ كينغهونغ، السياسي الصيني البارز الذي وصف بأنه صانع الملوك في الحياة الصينية السياسية، إلى شبح حقيقي، أخيراً، مع إطباق ماكينة محاصرة الفساد التي يعتمدها الرئيس الصيني شي جينبينغ، عليه، والتحقيق معه في ما وصف بأنه سلسلة من فضائح عائلته المالية.
ونقلت صحيفة «صنداي تايمز»، في تقرير حديث لها، عن مصادرها في هونغ كونغ، أن السياسي الصيني البالغ 75 عاماً، شكل تقليدياً الوجه الأكثر دماثة في صفوف القيادة العليا للحزب الشيوعي الصيني، وعمل كمساعد موثوق به للزعيم الصيني السابق جيانغ زيمين.
وقد صدم زينغ الذي عرف بميله لدعم التجارب الديمقراطية داخل الحزب، الكوادر المتشددة حين أصدر أمره بحظر النشيد الأممي المعروف بأنه النشيد التقليدي للماركسيين.
ووصل زينغ إلى قمة تألقه السياسي عندما أبرم الصفقة التي أدت إلى رئاسة شي جينبينغ للدولة والحزب والجيش في عام 2012.
ولكن زينغ الآن رهن الاحتجاز في مدينة تيانجين الشمالية، بينما يعكف المحققون على البحث في مختلف التفاصيل المتعلقة بعائلته، وبخاصة الجوانب المالية منها للحصول على أدلة عن الفساد.
وأشارت مصادر هونغ كونغ إلى أن هذا التطور يعد مؤشراً على أن أجنحة الحزب الشيوعي الصيني، قد وصلت بشكل حاسم إلى القطيعة مع الاتفاق المكتوب الذي يقضي بترك الأمور العائلية وشأنها، حفاظاً على وحدة الحزب.
ومع تشديد مصادر هونغ كونغ على الطابع المالي لهذه الفضيحة، إلا أن كثيرين من المراقبين يعتبرون أن الخطوة قصد بها تقليص نفوذ جيانغ البالغ من العمر 88 عاماً، والذي لا يزال يواصل مسيرته كقوة يعتد بها، وذلك بعد عقد من الزمن على تقاعده.
ويفاقم من قوة أصداء هذه الفضيحة أن زينغ ينتمي تقليدياً إلى أرستقراطية الصين الحمراء، حيث عمل أبوه وزيراً للداخلية في عهد ماو تسي تونغ، وشاركت أمه في المسيرة الطويلة في الثلاثينيات من القرن العشرين، ولكن ذلك لا يعني أن لديه ضماناً يحميه من تأثيرات سياسات النخبة المسمومة في بكين.
ووصفت هذه الخطوة رسمياً بأنها حملة ضد الفساد تضاف إلى عمليات الإطاحة التي أودت بالمئات من المسؤولين وضباط الجيش، بمن في ذلك جنرالين مقربين من زينغ، وكذلك رجل الأمن الأول السابق زو يونغكانغ.
وربما أدرج زينغ في هذه الحملة لأن عائلته ينظر إليها على أنها تجسد تجاوزات الجيل الذي يعرف بـ«أبناء القادة».
وقال ديفيد شامبو، الاختصاصي بالشؤون الصينية، في مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن كل الإصلاحات التي اقترحها زينغ قد تم إلغاؤها، وأضاف إن قادة الصين السابقين سعوا لإدارة التغيير وليس لمقاومته، وتابع: «لكن شي جينبينغ لا يقبل بهذا على الإطلاق، فهو مصمم على استئصال الفساد أياً كان مصدره».
وكانت أول إشارة إلى أن زينغ معرض لأن تجتاحه رياح التغيير قد جاءت في صورة مقال غريب بثه موقع «سي.دي.آي.سي»، أخيراً، وقال الاختصاصيون في الشؤون الصينية، إن هذا المقال تضمن هجوماً بالغ الضراوة على زينغ، وذلك على الرغم من اتخاذه شكل انتقاد شخصية تعود إلى التاريخ الإمبراطوري، وهو الأمير كينغ يكوانغ الذي وصل إلى مصير بالغ السوء بفعل فساد عائلته أيضاً.
– البيان