نجح باحثون في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة في ابتكار المصباح الكهربائي الأصغر في العالم، وذلك عبر استخدام طبقة بسماكة ذرة واحدة من مادة الغرافين التي تعد إحدى المواد الواعدة في عصرنا الحالي، والمنوطة بإحداث نقلة نوعية في أي شيء، بدءاً بالهواتف الذكية والحواسيب، ووصولاً إلى السيارات والمباني، وحتى الأقمار الاصطناعية.
وقد عمل الباحثون على تحويل مادة الغرافين فائقة الدقة إلى أسلاك بدرجة حرارة عالية، تماماً كالسلك الرقيق الموجود وسط لمبة الضوء، لتتوهج بدورها عند درجة حرارة 2500 مئوية.
وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن الضوء كان ساطعاً لدرجة إمكانية ملاحظته بالعين المجردة، على الرغم من أنه كان في نطاق المستوى الذري، وهو ما يعني تقليص ارتفاع درجات الحرارة وحصرها في «نقطة ساخنة» صغيرة، ما أدى لعدم إتلاف رقاقة السيليكون التي كانت يستند إليها.
وبين الفريق البحثي الأميركي أنه يمكن استخدام الاكتشاف كأساس لنوع جديد من الأجهزة النوعية لإحداث تحولات على أجهزة الكمبيوتر الضوئية المستقبلية، التي تستخدم نبضات من الضوء بدلاً من الكهرباء لمعالجة ونقل المعلومات الرقمية بصورة أسرع بكثير من رقائق السيليكون التقليدية.
وقال جيمس هون، أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة كولومبيا، إن هذه هي المرة الأولى التي أمكن فيها إيجاد رقائق كمبيوتر بمصدر ضوء مرئي خاص.
وأوضح: «لقد أوجدنا الأساس لأصغر مصباح كهربائي في العالم. ذلك النوع الجديد من باعثات الضوء على نطاق عريض، الذي يمكن دمجه في الرقائق، ما سيمهد الطريق نحو تحقيق شاشات عرض رقيقة، وبدقة الذرة، ناهيك عن كونها مرنة وشفافة، وتستند إلى رقاقة اتصال بصرية تعتمد على مادة الغرافين».
مادة الغرافين، التي تم اكتشافها من قبل اثنين من العلماء المهاجرين الروس يعملان في جامعة مانشستر، تتألف من طبقات من الكربون، وهي مادة قوية للغاية، وخفيفة الوزن في الوقت ذاته، وموصلة شبه مثالية للكهرباء.
– البيان