الفجيرة نيوز- نظمت “جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية” وضمن فعاليات “منتدى الفجيرة الرمضاني”محاضرة بعنوان “التعليم واقتصاد المعرفة” قدمها الدكتور سليمان الجاسم واستضافها مجلس عبدالله سعيد ذياب بمدينة دبا الفجيرة، بحضور عدد من المسؤولين ومدراء المدارس والمعلمين.
في البداية أعرب عبدالله سعيد ذياب والأستاذ عبدالله سعيد المرشدي رئيس جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية، عن تهنئتهما لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً وللمشاركين في المجلس بحلول شهر رمضان المبارك.،
أدار المجلس الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني المشرف العام لمنتدى الفجيرة الرمضاني الذي أكد أن التعليم يعد قاطرة التنمية البشرية، فالمجتمعات العربية إذا أرادت تحقيق النمو الحقيقي والإقتصاد القوي لابد لها من الإهتمام بالتعليم، مستعرضاً أعمال وإنجازات الدكتور الجاسم في ميادين التعليم والسياسة والاقتصاد والثقافة.
من جانبه شدد الدكتور سليمان الجاسم في بداية المحاضرة على أهمية التعليم في التنمية البشرية، مشيراً الى أن دولة الإمارات تمثل المرتبة الأولى عربياً في التنمية البشرية، ما يعد مفخرة لنا جميعا . وأوضح الجاسم انه من خلال التعليم يكون المواطن ناجحاً في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية وقادراً على المشاركة الكاملة حتى في شؤون تنمية نفسه ذلك أن التعليم يؤدي إلى خلق الثقة في الإنسان.
وأكد الجاسم أن الرعاية الخاصة التي يحظى بها قطاع التعليم بالدولة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصلت بالتعليم في الدولة الى أرقى المستويات العالمية.
وقال إن دولة الإمارات تتصدر مؤشر اقتصاد المعرفة بين الدول العربية، وفقاً للدراسة التي قامت بها كل من “مدار للأبحاث والتطوير” وشركة “أورينت بلانيت” في تقرير تحت عنوان “اقتصاد المعرفة العربي 2014″، مؤكداً أن التوجه نحو اقتصاد المعرفة يمثل أولوية رئيسية لدولة الإمارات، ذلك أن الأجندة الوطنية لـ “رؤية الإمارات 2021” تعطي أهمية خاصة للإبداع والإبتكار وللاقتصاد المبني على المعرفة، فالدولة تضع ضمن أهدافها الرئيسية ضرورة مساهمة كل مواطن إماراتي بشكل فاعل في إنماء وطنه، عن طريق بناء معارفه واستثمار مواهبه في الابتكار والريادة، كما تستهدف تحويل الاقتصاد الوطني إلى نموذج تعتمد التنمية فيه على المعرفة والابتكار، لبناء اقتصاد معرفي قوي بسواعد وطنية مؤهلة.
وفي إطار الحديث عن التعليم في الوطن العربي، أشار الجاسم إلى عدد من التحديات البارزة التي تواجه التعليم في الوطن العربي منها على سبيل المثال: نقص الموارد المالية المخصصة للإنفاق على هذا القطاع، وهو ما يجعل جامعات عربية كثيرة تعمل في جهات تعليمية غير مواتية وتفتقر إلى التجهيزات الأساسية التي تقوم عليها العملية التعليمية من مختبرات ومكتبات ومرافق تعليمية، كما تواجه هذه الجامعات معوقات ترتبط بعدم استخدامها للتكنولوجيا المتطورة، واتباع أساليب تقليدية في التدريس، وغياب منهجية رعاية الطلبة المتفوقين والمبدعين، والتوسع الكمي على حساب الكيف وهذه كلها معوقات تدفع بنظم التعليم في الوطن العربي إلى الوراء، مما يجعل مخرجات هذه النظم من الخريجين والخريجات بعيدة في تأهيلها وإعدادها عن سوق العمل.
وذكر أن نقص الموارد المخصصة للإنفاق على التعليم يعرقل خطط وبرامج التعليم ويقلل من جودة مخرجاته، كما يحرم دولنا العربية من ملايين العقول المبدعة والمنتجة التي يمكن أن تساهم بفعالية جديدة في عملية التنمية في الوطن العربي.
واستشهد الدكتور الجاسم بالتجربة الماليزية التي كان التعليم من أهم وسائلها لتحقيق التنمية العالية التي نجحت في نقل ماليزيا من مصاف الدول النامية إلي الدول المتقدمة خلال عشر سنوات.
وأضاف: حينما تولي مهاتير محمد رئاسة وزراء ماليزيا عام 1981 كانت دولة فقيرة يعيش حوالي 25٪ من سكانها تحت خط الفقر، ولكنه قرر إحداث التغيير في بلاده، من خلال إعطائه الأولوية للتعليم والبحث العلمي على أجندات الحكومة، وخصص أكبر قسم في الموازنة للتعليم والتدريب والتأهيل ومحو الأمية وتعليم الإنجليزية، وهكذا أصبحت ماليزيا نموذجاً ناجحاً يحتذى به عالمياً.
وفي ختام المحاضرة دار نقاش تفاعلي بين المحاضر والحضور حول أبرز ما ورد فيها من قضايا التعليم، وفي نهاية الأمسية كرم عبدالله سعيد المرشدي رئيس جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية يرافقه خالد الظنحاني المشرف العام لمنتدى الفجيرة الرمضاني، الدكتور سليمان الجاسم والمستضيف الأستاذ عبدالله سعيد ذياب تقديراً لجهودهما ومشاركتهما الحيوية التي لاقت حضوراً فاعلاً ومشاركة حيوية.