نظمت جمعية الرياضيين مجلسها الرمضاني الثالث والأخير، تحت عنوان «زايد الخير روح خالدة في الذاكرة الوطنية لرياضة الإمارات»، تزامناً مع ذكرى وفاة باني ومؤسس الدولة، وذلك في مجلس عبدالله سعيد النعيمي عضو مجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بإمارة عجمان، والذي أداره الإعلامي محمد جاسم السجواني، بحضور الدكتور أحمد سعد الشريف رئيس جمعية الرياضيين.والعميد صالح سعيد المطروشي مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني بعجمان، والدكتور إبراهيم السكار نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الرياضيين، ومحمد سعيد النعيمي عضو المكتب التنفيذي للجنة دوري المحترفين، وعبدالله إبراهيم رئيس جمعية الإمارات للإعلام الرياضي، وخليفة الجرمن رئيس مجلس إدارة نادي عجمان ومحمد عمر الحكم الدولي السابق رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة، والإعلامي محمد الجوكر نائب رئيس تحرير صحيفة البيان، والدكتور جاسم خلفان أحد المهتمين بالشأن الرياضي، وبعض ممثلي الإعلام.
وسرد الحضور إنجازات زايد الخير في قطاع الرياضة، داعين لإنشاء جائزة رياضية باسم زعيمنا الراحل، تكريماً له وعرفاناً بزعيمنا الراحل بصفته صانعاً للأفراح الرياضية في دولة الإمارات منذ قبل قيام الاتحاد، لخدمة الرياضة في دولة الإمارات.
وأجمع الحضور، على تثبيت موعد ومكان المجلس سنوياً في التاريخ نفسه، تزامناً مع ذكرى رحيل والدنا زايد، كما أشادوا جميعاً بدور زايد في بناء المنشآت الرياضية وتأسيس المنتخبات ودفع رياضتنا إلى الأمام.
ورحب صاحب المجلس، عبدالله سعيد النعيمي، وأشاد بجهود الجمعية الحثيثة وسعيها الدؤوب في طرح مختلف القضايا في الساحة. كما رحب السجواني في البداية بالحضور، واستهل حديثه بذكر مآثر زايد وإنجازاته، وعطائه الذي لم ينضب يوماً، في كل المجالات علاوة على الرياضة.
وقال الدكتور أحمد سعد الشريف، رئيس جمعية الرياضيين، إن الشيخ زايد هو الإرث الذي ننهل منه، مارس أكثر من 12 رياضة، وقلما نشاهد رؤساء دول يمتلكون هذه الملكة، لكنه حرص على ممارستها، باعتبار الرياضة أحد مظاهر الحياة الاجتماعية، وجعل منها وسيلة للتواصل مع الآخرين، وكانت له مشاهد حافلة في هذا الصدد في السبعينيات، تمثلت في ممارسته البولينج والسنوكر في نادي الضباط بأبوظبي.
وذكر الشريف أن حكيم العرب اهتم بالرياضة، واعتبرها جزءاً من الفكر الوحدوي قبل بزوغ فجر الاتحاد، حيث زار الأندية وحرص على التواجد فيها، بدليل إصدار توجيهات واضحة بتشكيل وزارة الشباب والرياضة آنذاك، ما أسهم في دخول دولة الإمارات المنافسة الدولية مبكراً، فكانت رؤيته ثاقبة نحو تحفيز الأجيال وتعزيز مشاركتهم في القطاع الرياضي على مستوى الرياضات التنافسية وغير التنافسية، متسائلاً عن ما قدمه القطاع الرياضي لزايد مقابل هذا العطاء؟
والتقط أطراف الحديث الإعلامي محمد الجوكر، نائب رئيس تحرير صحيفة البيان، الذي أوضح أن زايد ساهم في إثراء الحركة الرياضية، منذ توليه مقاليد الحكم في أبوظبي قبل الاتحاد، حيث قدم دعوة لأندية الوحدة والنصر من دبي، للعب مع منتخب الرابطة، وزار نادي النصر في أغسطس 1968، حيث كان «العميد» في انطلاقته، وكان سخياً مع الأندية، يدعمها بمبالغ تقدر بنحو 60 ألف درهم، مشيراً إلى أن الإمارات كانت بحاجة في بداية الاتحاد إلى مسابقة كروية تمثلت في انطلاق كأس رئيس الدولة على يد والدنا الراحل عام 1974.
ولفت الجوكر إلى أن زايد يعتبر الرئيس الوحيد الذي حضر افتتاح وختام بطولة الخليج عام 1980، كما استقبل فريق الإسماعيلي المصري والتقى لاعبيه، منوهاً بأن زايد اهتم بالبنى التحتية وتشييد المنشآت الضخمة، وتمكنت الإمارات من حجز مقعدها كثاني منتخب خليجي يصل لبطولة كأس العالم «مونديال 90 في ايطاليا».
بدوره قال العميد صالح المطروشي، مدير إدارة الدفاع المدني بعجمان، إن قلب الأمة كانت له بصمة واضحة في الرياضة العسكرية، وكذلك في نادي عجمان الذي لم يتوان عن دعمه، مضيفاً أنه خلال العمل في ديوان صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم عجمان، اطلع على إنجازات زايد عن كثب في الرياضة، مثنياً على حرص سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، واهتمامه بالرياضة الإماراتية في تلك الفترة.
وأفاد المطروشي، بأن الشيخ زايد ترك أمامنا مسؤولية عظيمة اليوم، تتمثل في تعزيز الرياضة الإماراتية، ورفدها بالطاقات الشابة، وكذلك الإعلام الرياضي مسؤوليته مشتركة، الذي يعتبر دوره مؤثراً وقوياً، موضحاً أن زايد رحمه الله لم يتردد يوماً في دعم المنشآت الرياضية، مؤكداً أن هذا المجلس الرياضي، هو شاهد اليوم على إنجازات رجل سيخلد ذكره التاريخ.
أوضح خليفة الجرمن رئيس مجلس إدارة نادي عجمان، أن دولة الإمارات شهدت ولادة وزارة الشباب والرياضة في وقت مبكر من قيام الاتحاد، وذلك حصيلة ونتاج فكر قائد اهتم بالقطاع الرياضي إلى جانب المجالات الأخرى، ليهدي رحمه الله الشعب الإماراتي إنجازاً آخر يتمثل في إنشاء اتحادات رياضية لجميع الألعاب في دولة الإمارات، ما جعل الحركة الرياضية أكثر تنظيماً، مسترسلاً مشاركته في مسيرة طلابية مطلع الثمانينات، توجهت إلى قصر زايد في العين، فاستقبلهم رحمه الله بصدر رحب، حيث تساقطت دموع بعض الطلبة من إنسانية القائد وتواضعه الجم.
شاطره الرأي الدكتور إبراهيم السكار نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الرياضيين، أن قلب الأمة كان قريباً من اللاعبين، الذي أشاد بتدشين الوزارة، فضلاً عن استقباله المنتخب بعد المشاركة في كأس العالم، معتبراً الشباب هم الثروة الحقيقية، حيث كان رحمه الله يركز في معظم خطاباته على الفئة الشابة، وكانت المشاهد في هذا الجانب تترجم مفهوم الإنسانية من والدنا تجاه أبنائنا اللاعبين في مواقف مختلفة، مستعيداً أحد المواقف لحكيم العرب، عندما مر بجانب ماراثون بالقرب من المركز التجاري «مارينا مول» في أبوظبي، واقترب من الجميع متسائلاً عن الحدث، وعندما علم أنه سباق جري، شد من أزر الجميع وشجعهم، مضيفاً أن الشيخ زايد زار نادي الشريعة، ولاحظ وجود معسكر للفتيات، فعرج على المكان وحث اللاعبات.
بدوره أكد عبدالله إبراهيم رئيس جمعية الإمارات للإعلام الرياضي، أن محطات زايد الرياضية تبدو كثيرة، وجميعها تؤكد حقيقة واحدة مفادها حرص والدنا الراحل واهتمامه بالرياضة في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن الشيخ زايد تدارك حيناً موقف انسحاب العراق من اجتماع لوزراء الخليجية، وعالج الموقف بحنكة سياسية ذكية أثبتت مدى عظمة قائدنا الراحل.
وفي سياق متصل، قال الدكتور جاسم خلفان، أحد المهتمين في الجانب الرياضي، إن الرياضة كانت جزءاً من حياة الشيخ زايد، وبصفته كان لاعباً في النادي العربي، لاحظ مدى دعم زايد لمجالس إدارات مختلفة الأندية، التي زودها والدنا زايد بالتمويل من أجل الارتقاء بمخرجاتها، ما يؤكد حرصه رحمه الله على تلبية احتياجات الشق الرياضي.
وأضاف أن الشيخ زايد اهتم بكرة القدم وسواها من الألعاب لا سيما التراثية مثل الفروسية وسباقات الهجن، وواكبت رياضة دولة الإمارات تنمية دولتنا الحبيبة بفضل زايد وإخوانه حكام الإمارات، فكان مصدراً لإنعاش رياضتنا لتصل إلى العالمية في وقت قياسي منذ قيام الدولة، نتيجة إنسانيته وشخصيته المتواضعة، إذ كان يستقبل المنتخبات الوطنية بنفسه، بل قدم اعتذاراً لشعبه يرمز إلى قمة إنسانية هذه الشخصية العظيمة عندما قال «سامحوني لم أستطع أن أفعل كل شيء لكم».
واستطرد: أيادي زايد البيضاء امتدت إلى مختلف أنحاء العالم، وهذا العمل اليوم متواصل اليوم في ظل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
البيان