محمد الجوكر

الصدفة وحدها جمعتني مع عدد من الأصدقاء في الصالة المغلقة بنادي الوصل، التي شهدت مباراة الوصل والعين في الدورة الرباعية للكرة الطائرة، برغم أن البنفسج حسم الأمر والفوز بالبطولة، ولكنهم يطبقون النظام الذي يتبعه الاتحاد، وهنا التقيت في الصالة باللواء الدكتور محمد بن فهد رئيس مجلس ادارة الوصل، وكان الله في عونه (قدم) في الصالة والأخرى في ملعب الكرة وبالفعل استأذن وذهب لمتابعة الفريق أمام عجمان حيث عادت الابتسامة مع (عيد) وهزم البرتقالي بالأربعة.

وبعيداً عن (دوشة) الكرة المجنونة استغربت تماماً لما رأيته في لقاء الطائرة من ضعف جماهيري لا يصدق، فقد حضر ثلاثة من أعضاء اللجنة الرياضية للألعاب الجماعية بنادي العين هم غانم الهاجري وخميس عبيد وعبد العزيز الجنيبي ومن عشاق الوصل جاسم رجب والعقيد محمد علي عامر، وتذكرت أيام الزمن الجميل للعبة عندما كان يلتقي الفريقان وكانت الجماهير تحضر قبل ساعة من ضربة البداية وفي ملاعب خارجية لا صالات ولا استعراضات واستراتيجيات ولا مؤتمرات، فكان الحب والتضحية والغيرة والحماس يجمعهم، واليوم الناس مشتته ومشغولة بشبكات التواصل الاجتماعي والتصيد في أخطاء الآخرين والضرب تحت الحزام.

المهم في الأمر، عندما تجالس الشباب وتستمع إلى آرائهم تشعر بأن الرياضة ما زالت بخير، فقد جمعني لقاء مع غانم الهاجري رئيس اتحاد كرة اليد السابق وله تجربة فيها واليوم يتولى رئاسة اللجنة الجماعية بنادي العين ويؤدي دورا جديدا في النهوض بالرياضة بناديه، كونه احد رموز وقلاع الرياضة الإماراتية الكبرى التي نفتخر بها واستمعت إلى الرجل الذي يحمل أفكاراً استثمارية تسويقية رياضية، فقد تواجد من السابعة صباحاً في دبي لمتابعة منافسات ألعاب القوى وأكمل برنامجه مع فريق الطائرة وفريق العمل وهو من القيادات الشابة الجديدة التي تريد أن تفرض نفسها وتحمل فلسفة معينة وله نظرة خاصة نحترمها.

وكم نحن بحاجة الى إداريين متحمسين للعمل مثل (غانم ) لديه الجرأة والشجاعة والمغامرة، فالرياضة لها أبعاد انساينة واجتماعية تتطلب منا كما يقول بأن تأخذ مجراها، وركز على أهمية دور المدرسة والأسرة والنادي في خلق النتائج والبطولات التي تعود بالنفع على الرياضة الإماراتية، بدءاً من القاعدة الحقيقية وهي الأندية عبر بيئة رياضية تتلاءم مع طبيعة المجتمع، وأعجبني في غانم أنه عندما يتحدث يعرف ما يقول وليس كلاما إنشائيا استهلاكيا، كما يهوى البعض، ونحن بحاجة إلى غربلة حقيقية من أجل إنقاذ رياضتنا إدارياً لكي نحقق النجاح والأهداف المنشودة، بعيداً عن التوازنات ومجاملة الأحبة والأصدقاء، نصفق لكل غيور يعمل في الرياضة يخلص لها ويضحي لها ولا يفكر إلا في المصلحة العامة ولا نريد من يخدع الآخرين الذين تركوا الخيط والمخيط يفعلون ما يشاؤون .

أخيرا أقول إن من أهم عناصر الإصلاح الإداري الرياضي والحكم على من يعمل في هذا الجانب أمرين في غاية الأهمية هما (الكفاءة وأداء الأمانة) لأنه بالكفاءة نعرف الحقيقة ونكشف الخلل ويستوي الوضع الرياضي من كافة الحقوق وبإيمان المتعاملين فيه بالثقة، والأمانة تستلزم إعطاء كل ذي حق حقه فلا نظلم أحداً..والله من وراء القصد.

– البيان