قام سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات، بزيارة تفقدية للاطلاع على مستجدات الحزمة الأخيرة من المرحلة الثانية من مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية، والتي تمتد على مسافة 145 كيلومتراً من إمارة الشارقة وصولاً إلى ميناء الفجيرة ورأس الخيمة.
وقام سموه خلال الزيارة، التي انطلقت من منطقة السيوح في الشارقة وصولاً إلى منطقة سكمكم في الفجيرة، بتفقد عدة معالم رئيسية للمشروع على امتداد مساره في الحزمة الأخيرة من المرحلة الثانية من المشروع، بدأها بجسر السكك الحديدية في منطقة السيوح بالشارقة، ثم توجه إلى منطقة البثنة في الفجيرة لزيارة جسر البثنة، ومن بعدها توجه للاطلاع على أعمال مد قضبان السكك الحديدية في عدد من الأنفاق التي تشق طريقها عبر جبال الحجر بالفجيرة.
وأكد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان أن هذا المشروع الوطني الطموح شهد على مدى الأعوام الماضية متابعة حثيثة وتوجيهات سديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، واليوم تجدد شركة الاتحاد للقطارات التزامها بمواصلة العمل على تحقيق المزيد من النجاحات والبناء على الأسس والدعائم التي أرستها القيادة الرشيدة للدولة لتمضي نحو تطوير منظومة النقل وتحقيق مراحل جديدة من الازدهار الاقتصادي والتقدم، من خلال تطوير مشروع شبكة السكك الحديدية الوطنية وتعزيز مساهمتها في التنمية الشاملة للدولة، لتبرهن اليوم فعالية دورها في إعادة رسم ملامح القطاع وتحديد نماذج الأعمال وسلوك العملاء، من خلال الإنجازات المتواصلة التي حققتها لتعزز من مساهمته في صياغة مستقبل قطاع النقل بما يخدم مسيرة دولة الإمارات الريادية.
وبعد انتهاء الجولة التفقدية، شهد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، توقيع اتفاقية بين شركة الاتحاد للقطارات وشركة كاف CAF الإسبانية، إحدى الشركات العالمية الرائدة في قطاع السكك الحديدية، لتصميم وتصنيع وتوريد وصيانة قطارات الركاب لمشروع “قطار الاتحاد” بقيمة 1.2 مليار درهم .
وأشاد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان بالاتفاقية التي تأتي في إطار جهود شركة الاتحاد للقطارات الرامية إلى تطوير خدمات نقل الركاب وتعكس حرصها المستمر على مواصلة تطوير المشروع الوطني والاستراتيجي “قطار الاتحاد” وفق أفضل المعايير والممارسات والخطط الزمنية المعتمدة.
قام بتوقيع الاتفاقية، التي جاءت ثمرة النجاح الذي حققته الشركة في معرض مؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية 2022، كل من سعادة شادي ملك الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات، وجوزو إيماز، الرئيس التنفيذي لأسطول القطارات في شركة كاف CAF الإسبانية، وذلك بحضور ألفاريز بارثي د. أنطونيو سفير المملكة الإسبانية لدى الدولة، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين من الطرفين.
وبموجب الاتفاقية – التي تم توقيعها في موقع بناء أول محطة قطار الركاب في وسط مدينة الفجيرة بمنطقة سكمكم – من المقرر أن تقوم شركة كاف CAF الإسبانية بتصميم وتصنيع وتوريد وصيانة قطارات للركاب وفق تصاميم مُطابقة للمعايير الأوروبية المعتمدة، حيث يتسع القطار الواحد لأكثر من 400 راكب، وتصل سرعته إلى 200 كيلومتر في الساعة .. وستوفر جميع قطارات الركاب درجات مختلفة للمقاعد ما يمثل إضافة نوعية إلى منظومة حلول النقل العام على مستوى دولة الإمارات.
ومن شأن خدمات السكك الحديدية للركاب، أحد المشاريع الاستراتيجية الثلاثة في إطار البرنامج الوطني للسكك الحديدية، أن تسهل منظومة النقل العام في الدولة وتعزز معايير الحياة والرفاهية لدى السكان مع ضمان أفضل ممارسات الأمن والسلامة المعتمدة دولياً، حيث سيسهم قطار الركاب في تسهيل حركة النقل في الدولة بين مختلف المدن بسرعة وكفاءة ودرجات عالية من الأمن والراحة وبتكلفة مناسبة.
وتعتبر شركة كاف CAF الإسبانية إحدى الشركات العالمية التي تتمتع بخبرة واسعة في قطاع السكك الحديدية وخدمات نقل الركاب تصل لأكثر من 100 عام، عملت خلالها على تطوير حلول متطورة لتعزيز تجربة سفر الركاب عبر القطار وتزويدهم بمستويات عالية من الأمان والكفاءة والجودة.
وسيعمل قطار الركاب على الربط بين 11 مدينة ومنطقة في الدولة من السلع للفجيرة بما فيها الرويس والمرفأ ودبي والشارقة والذيد وأبوظبي، وستمكن خدمات نقل الركاب المسافرين من تخطيط رحلاتهم بين إمارات ومدن الدولة بشكل أكثر كفاءة، بداية من حجز التذاكر وصولاً إلى وجهاتهم النهائية وستساعدهم على توفير وقت التنقل بمعدل يتراوح بين 30% إلى 40% مقارنة بوسائل النقل البرية الأخرى، حيث سيستغرق السفر من أبوظبي إلى دبي بواسطة القطار 50 دقيقة فقط، ومن دبي إلى الفجيرة 50 دقيقة فقط، ومن أبوظبي إلى الرويس 70 دقيقة فقط، ومن أبوظبي إلى الفجيرة 100 دقيقة فقط.
وسيتم تجهيز قطارات الركاب بأحدث التقنيات وأكثرها تطوراً بما يتوافق مع بيئة ومناخ دولة الإمارات، لضمان توفير مستويات أداء وكفاءة عالية وموثوقة، كما ستتوفر فيها جميع سبل الراحة والترفيه والمقاعد المريحة ليستطيع الركاب التمتع برحلة سفر استثنائية، كما ستكون القطارات مزودة بجميع وسائل الراحة العصرية، بما فيها أنظمة المعلومات والترفيه ومحطات الشحن وغيرها، فضلاً عن المأكولات والمشروبات وتخصيص مساحة واسعة للجلوس؛ إضافةً لكونها مزودة بأنظمة تكييف متطورة للغاية، وذلك لتلبية احتياجات جميع المواطنين والمقيمين والزوار مع اختلاف فئاتهم وتطلعاتهم حيث ستوفر درجات مختلفة للمقاعد بما فيها مقاعد الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال أو الدرجة الاقتصادية.
جدير بالذكر أن شركة الاتحاد للقطارات وقعت مؤخراً ثلاث مذكرات تفاهم مع شركة السكك الحديدية الوطنية الإسبانية “رينفي” وشركتي “هاي سبيد وان” و”جي بي رايل فاريت” البريطانيتين، بهدف تعزيز سبل التعاون تبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات في مجالات خدمات السكك الحديدية والعمليات التشغيلية لقطارات البضائع والركاب، وذلك خلال فعاليات معرض مؤتمر الشرق الأوسط للسكك الحديدية 2022 الذي استضافته الشركة في مايو الماضي.
وفي شهر فبراير الماضي وقعت الاتحاد للقطارات، اتفاقية مع بنك أبوظبي الأول لتمويل مشروع خدمات السكك الحديدية لنقل الركاب بقيمة 1.990 مليار درهم، وذلك ضمن البرنامج الوطني للسكك الحديدية لدولة الإمارات، وبموجب الاتفاقية يتولى بنك أبوظبي الأول مهام المنظم الرئيسي المعتمد للقرض.
ويمتد مسار الحزمة الأخيرة من المرحلة الثانية من مشروع “قطار الاتحاد” لمسافة 145 كم ليربط بين حدود إمارة دبي والشارقة مروراً بإمارة الفجيرة ووصولاً إلى رأس الخيمة، ويتضمن 54 جسراً و20 معبراً للحيوانات .. كما أنه يتضمن إنشاء 9 أنفاق تشق طريقها في جبال الحجر على مسافة 6.9 كم، بما فيها أطول نفق للسكك الحديدية للحمولات الثقيلة في منطقة الخليج العربي بطول 1.8 كيلومتر .. ويمتاز هذا المسار كونه يمر في واحدة من أكثر المناطق الجغرافية صعوبةً نظراً إلى التضاريس الجبلية المحيطة به.
وكانت الشركة قد أعلنت في شهر نوفمبر 2021 عن إنجاز حفر جميع أنفاق السكك الحديدية في هذا المسار، قبل الموعد المحدد بشهرين ووفق أعلى معايير السلامة والاستدامة، وذلك باستخدام أحدث آلات حفر الأنفاق وأفضل التقنيات الحديثة، وهو ما يُعد إضافة نوعية إلى سجل المشروع على صعيد السلامة.
وتدعم شبكة السكك الحديدية الوطنية نمو الاقتصاد الوطني بنظام نقل صديق للبيئة يتميز بالكفاءة والاستدامة والأمان والفعالية من حيث التكلفة، وتستخدم الشبكة قاطرات مزودة بأحدث التكنولوجيا لخفض الانبعاثات حيث أن الانبعاثات الكربونية التي تنتج عن النقل عبر القطار أقل بنسبة 70 – 80 % من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الشاحنات للكمية ذاتها فكل رحلة قطار توازي حمولة سعة 300 شاحنة.
وتتبنى شركة الاتحاد للقطارات أفضل الممارسات العالمية وتجري بشكل مستمر دراسات تقييم الأثر البيئي /EIAs / للحد من تأثير شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية على البيئة خلال عمليات التخطيط والإنشاء والعمليات.
وام