إسماعيل حيدر

هل أنت سعيد في دبي؟
سؤال نابع من القلب، له الكثيرمن الدلالات وكيف إذا كان السائل مفكراً وإنساناً، بقيمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائد نهضة دبي وتطورها.السؤال، وهو يفيض بمعاني الحرص الأبوي على الرعية والضيف، ينبع من رؤية حاكم حكيم، يرى في الإمارة ناسها قبل عمرانها واقتصادها، إذ لا معنى للمشهد من دون اقترانه بسعادة الإنسان الذي يقيم فيه.

أعادني السؤال إلى خريف عام 1996، بعد أشهر قليلة على قدومي إلى هذه البلاد. ويومها كانت دبي، ودولة الإمارات عموماً تبهر قاصديها، بما تقدمه من فرص العمل والاستقرار، والنظرة إلى الغد بتفاؤل وثقة، بينما كانت الإمارة الوادعة لا تزال تنبثق رويداً رويداً في خطواتها الواثقة نحو مستقبلها الموعود.

هكذا هي دبي المتوثبة إلى مقاييسها العالمية، لا تزال تسعى إلى الموازنة بين فائض الازدهار والحداثة، وتعزيز شروط العيش لأهلها والمقيمين. وتتجلى مفاعيل تلك المعادلة العبقرية في اجتذاب الإمارة الغالبية العظمى من جنسيات المعمورة، الذين قدموا ليشهدوا تجربة حياة مختلفة في مضامينها عن بلدانهم، غنية بالتفاعل مع الآخر، في مجالات الاقتصاد والثقافة والفنون والسياحة، وسط بيئة آمنة ونظيفة.

دبي الآن، وهي تخطو نحو آفاق أكثر اتساعاً في التنمية المستدامة، وتتمدد في أربع جهاتها، تغزو صحراءها بالشجر والماء والبناء والناس والفرح. هذه الإمارة، من البديهي أن يكون ساكنوها سعداء، بموازاة سعادة قائدها بسعادتهم.

هل أنت سعيد في دبي؟في تجربتي الشخصية، التي تجاوزت تسعة عشر عاماً، أشعر بالسعادة في دبي.. فيها نعمت بطيب العيش، وشهدت التنوع الإنساني حضارياً وثقافياً، واغتنت مسيرتي في المهنة والكتابة.أنا سعيد في دبي، لأنني أعيش أكثر من حياة.
– البيان