ما تشهده الإمارات من تماسك اجتماعي ،إنما هو ترجمة حقيقية لمسيرة من الجهد والعطاء يمتد بناؤها سنوات طويلة، ولا تأتي بين عشية أو ضحاها، كما يعكس في الوقت ذاته مدى ما تتمتع به من استقرار سياسي يتيح لها التركيز على النمو الاقتصادي، وتطوير قطاعات الأعمال، ومواصلة الازدهار الاقتصادي الطويل المدى.
حلت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر التماسك الاجتماعي الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية 2014. وفي معرض تفسيره لهذه المرتبة، اعتبر المعهد أن ما تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة من تماسك اجتماعي إنما «هو ترجمة حقيقية لمسيرة من الجهد والعطاء يمتد بناؤها لسنوات طويلة ولا تأتي بين عشية أو ضحاها»، كما يعكس في الوقت ذاته مدى ما تتمتع به من استقرار أمني وسياسي، يتيح لها التركيز على النمو الاقتصادي وتطوير قطاعات الأعمال ومواصلة الازدهار الاقتصادي طويل المدى
وهذه ليست المرة الأولى التي تتبوأ فيها الإمارات مثل هذه المرتبة المتقدمة عالمياً في مؤشرات التماسك الاجتماعي، وإنما سبقتها شهادات عدة في هذا الشأن، فوفقاً لنتائج الاستطلاع، الذي أجراه مركز «باريت» الدولي، بالتعاون مع برنامج «وطني»، الذي نشرت نتائجه في ديسمبر عام 2012، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت إحدى دولتين، جميع القيم العشر الأولى فيهما إيجابية، كما أنها الدولة الوحيدة التي يأتي السلام والأمن والأمان في مقدمة القيم العشر الأولى التي يتمتع بها المجتمع، ولم يسجل الاستطلاع أي حضور للقيم المعيقة للتقدم المجتمعي، ولاسيما مع وجود التنوع السكاني في المجتمع، ما يؤكد توافر بيئة تتميز بالتعايش السلمي.
ولا شك أن تبوؤ الإمارات للمركز الأول عالمياً في مؤشر التماسك الاجتماعي يعكس حالة الأمن والأمان السائدة في المجتمع على المستويات كافة، التي يدركها جميع من يعيش داخل الدولة، وهذه الحالة تعبر عنها الأجندة الوطنية للإمارات، التي تضع من بين أهدافها الرئيسية «أن تكون الإمارات البقعة الأكثر أماناً على المستوى العالمي، وذلك بتحقيق نسبة 0 في الشعور بالأمان لأفراد المجتمع كافة ومن المؤشرات الأخرى التي تعكس مناخ الأمن والاستقرار في الإمارات، هو استمرار جاذبية الدولة للعمل والإقامة، حيث حلت الإمارات في المرتبة الأولى إقليمياً والثالثة عالمياً ضمن قائمة أفضل «عشر دول للإقامة» عام 2014، بينما كانت ألمانيا أولى والولايات المتحدة ثانية. وتقدمت الإمارات على سويسرا والمملكة المتحدة والصين وفرنسا وهولندا وإسبانيا وبلجيكا. وعلى المؤشر الفرعي المتعلق بالعمل في الخارج، حلت الإمارات في المركز ال24 ضمن قائمة ضمت 61 دولة
كما احتلت المركز ال19 عالمياً في مؤشر جودة الحياة الفرعي، والمركز ال21 في مؤشر سهولة الاستقرار، والمركز 18 في مؤشر الحياة الأسرية، والمركز ال49 في مؤشر التمويل الشخصي، و40 في مؤشر كلفة المعيشة. وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز ال18 في مؤشر الأمن الوظيفي، وفي المركز ال23 في مؤشر الوظائف والمهن، وفي المركز ال18 بوفرة رعاية الطفولة والتعليم، وفي المركز ال30 بكلفة رعاية الطفولة والتعليم، وفي المركز 16 بجودة التعليم، وفي المركز التاسع برفاهية الأسرة. وبيّن استبانة الدول البينيّ أن الأجانب يستمتعون بحياتهم في الإمارات بفضل إحساسهم القوي بالأمان الشخصي، الذي صنفه 90% من المستطلعة آراؤهم بين جيد جداً أو ممتاز، وبفضل الوضع السياسي المستقر، الذي أقرت نسبة 69% بأنه ممتاز. وأشار تقرير الاستبيان نفسه إلى أن الإمارات صنفت في المركز ال21، ضمن أفضل الفئات في سهولة الاستقرار، بعدما أكد 63% من المستجيبين للاستبيان أن الإماراتيين شعب ودود ومضياف، ما يجعل من الإمارات وجهة اجتماعية مفضلة. وقال 61% من الوافدين إلى الإمارات إنهم يجدون إحساساً بالمواطنة في هذا البلد.. وأكد التقرير أن الوافدين يرون أن الإمارات توفر مناخاً جيداً لتربية الأبناء، ويعتقد 81% منهم أن أطفالهم في أمان في الإمارات.
هذه المؤشرات الصادرة عن جهات دولية تتمتع بالمصداقية، تؤكد بوضوح أن أهم ما يميّز دولة الإمارات العربية المتحدة، ويدعم مسيرتها التنموية، ويحفظ سلامها الاجتماعي، هو ما تنعم به من أمن وأمان تقوم على توفيرهما أجهزة متخصّصة تمارس عملها بكفاءة، وتأخذ بأرقى الأساليب والطرق العالميّة في العمل الأمني، وفي إطار من الدعم المطلق من قِبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، الذي يجعل أمن الوطن والمواطن في قمّة أولوياته.
– الخليج