سامي الريامي
الإمارات لن تتخلى يوماً عن دعم مصر، هذا نهج دائم مبني على قناعة راسخة كرّسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان قولاً وفعلاً وسياسة ونهجاً، فمصر هي قلب الأمة، ولا وجود للأمة العربية من دون مصر، وهي القلعة الحصينة للعرب، وهي ضمان الأمن والأمان للوطن العربي، واستقرار المنطقة مرهون باستقرار مصر وازدهارها. هكذا قال زايد بن سلطان، رحمه الله، وهكذا تسير الإمارات وفق سياسة ثابتة لا تغيرها الظروف في دعم ومساندة الشعب المصري بشكل متواصل.
الإمارات وقفت إلى جانب الشعب المصري في المراحل التاريخية كافة، وتربطها بمصر علاقات تاريخية أخوية وثيقة، بدأت منذ زمن ما قبل قيام الدولة الاتحادية في عام 1971، وترسخت بشكل متميز عقب قيام الدولة، وبفضل الرؤية الحكيمة للشيخ زايد بن سلطان وقناعته المطلقة بأهمية دور مصر، شكّلت العلاقات المصرية الإماراتية نموذجاً مميزاً للعلاقات العربية الاستراتيجية المستندة إلى تاريخ طويل من العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الشعبين.
وفي زيارته الأخيرة لمصر جدّد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد موقف الإمارات الداعم لمصر وشعبها في تحقيق تطلعاته إلى الاستقرار والتنمية والبناء، وأكد سموه في تصريحاته ما أكّده الشيخ زايد بن سلطان، فقال: «مصر تعد ركيزة للاستقرار وصمام أمان للمنطقة، بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني، ودورها الريادي في المنطقة».
المنطقة اليوم تمر بأخطار جسيمة، والوضع العربي في أسوأ حالاته، والتحديات التي تشهدها المنطقة غير مسبوقة، ومواجهتها لن تتم من خلال العمل الفردي، والإمارات ومصر تتشاركان التطلعات والرؤى تجاه العديد من التحديات والقضايا، في مقدمتها محاربة الإرهاب واجتثاثه من المنطقة، ومكافحة الفكر المتطرف والجماعات التكفيرية التي تهدد الأمن والاستقرار، وتعيث في المجتمعات العربية فساداً.
الإمارات ومصر تعملان ضمن مفهوم الشراكة الاستراتيجية، وليس ضمن مفهوم المصالح الآنية، فهناك إيمان راسخ لديهما بأن الوسيلة الوحيدة، والسبيل الواضح، لخروج المنطقة من أزماتها الحالية يكمن في التعاون والتعاضد وتكامل الجهود، ولا شيء غير ذلك، لذا لابد من الوقوف بقوة لدعم مصر، فهي الدعامة الرئيسة لقوة الأمة العربية وشعوبها، وتقديراً لدورها الرائد تجاه قضايا الأمة العربية والدفاع عنها.
وهكذا فإن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في ختام زيارته لجمهورية مصر العربية، بتقديم مبلغ أربعة مليارات دولار (14.7 مليار درهم)، دعماً لمصر، ملياران منها يُوجّهان للاستثمار في عدد من المجالات التنموية في مصر، وملياران وديعة في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطي النقدي المصري، إنما يأتي هذا الدعم في إطار التعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين، ومن منطلق موقف دولة الإمارات الثابت في دعم مصر وشعبها الشقيق، لتعزيز مسيرة البناء والتنمية، وتقديراً لدورها المحوري في المنطقة.
الامارات اليوم