دخلت قوات الشرعية اليمنية مدينة المكلا بعد طرد عناصر تنظيم «القاعدة» الإرهابي منها، وجاء ذلك بعد ساعات على السيطرة على مطار المكلا واللواء 127 ، وكانت قوات الشرعية مدعومة بغطاء جوي من التحالف العربي بدأت صباح أمس حملة عسكرية واسعة لتطهير محافظة حضرموت، جنوب شرق البلاد من وجود «القاعدة».
وتقدمت قوة عسكرية ضخمة لقوات الشرعية كانت متمركزة في وادي حضرموت باتجاه مدينة المكلا من أجل المشاركة في العمليات الميدانية لتحرير المدينة وتطهيرها من التنظيمات الإرهابية.
وأفاد سكان محليون بأنهم شاهدوا عشرات الآليات العسكرية المعززة بمئات الجنود المدربين وهي تمر في عقبة عبد الله باغريب، وباتجاه مدينة المكلا والمدن الساحلية في حضرموت، وإن ترحيبا شعبيا حظيت به تلك القوة المكلفة بإعادة الأمن والآمان للمحافظة.
وقال مصدر عسكري إن القوة تمكنت من السيطرة على عقبة عبد الله باغريب ومنطقة العيون حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع عناصر التنظيم، وإن القوات تتقدم في ظل غطاء جوي من قبل مقاتلات التحالف التي مهدت الطريق للعمليات البرية.
وشنت مقاتلات التحالف غارات على مقر المؤسسة الاقتصادية في مدينة المكلا التي تتخذها «القاعدة» مقرا لها، وينفذ فيها عمليات إعدام بحق المدنيين، كما تم استهداف مبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية ومعسكر شرطة المرور، مطار الريان في المدينة، وقصفت الطائرات الحربية تجمعات للتنظيم في ميناء الضبة النفطي وإدارة الأمن ومقر الحسبة بمنطقة المنصورة ومبنى المجلس المحلي في مدينة الشحر.
وأفاد مصدر محلي في المكلا لـ «الاتحاد» أن 19 عنصرا من القاعدة قتلوا وأصيب آخرون في الغارات التي استهدفت مواقع التنظيم في المكلا والشحر، وإن عناصر «القاعدة» تلقت ضربات قاسية خلال الـ 24 الساعة الماضية، وإن الغارات الجوية كانت مكثفة ومركزة على المواقع التي تتمركز فيها هذه العناصر الإرهابية، وأضاف أن غارة جوية استهدفت معسكرا للقاعدة في منطقة الريان، وخلفت عددا من القتلى والجرحى، وتم تدمير عدد من الآليات العسكرية التي استولى عليها التنظيم خلال سيطرته على المكلا في أبريل 2015.
وأكد اللواء أحمد سعيد بن بريك محافظ حضرموت في تصريحات له، إن العملية العسكرية بدأت لتطهير المكلا وساحل حضرموت من عناصر القاعدة، وإن قوة نخبة من المحافظة تم تدريبها مؤخرا من قبل قوات التحالف، ستعمل على تطهير المكلا والغيل والشحر.
من جهة أخرى اندلعت اشتباكات مسلحة بين مسلحين قبليين وعناصر من «القاعدة» في مدينة الشحر، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين.
وأفاد شهود عيان، أن «القاعدة» دفعت بعناصرها صوب الشحر في ظل استمرار المواجهات مع رجال القبائل الذين يرفضون وجود التنظيم في المدينة، مضيفا أن الأوضاع متوترة في ظل اقتراب قوات الجيش من الشحر.
من جانبه أكد المتحدث الرسمي للمقاومة الشعبية الجنوبية علي شايف الحريري، أن المعركة ضد الإرهاب مستمرة، ولن تتوقف إلا باستتباب الأمن في كل شبر من أراضي الجنوب المحررة، وتوفير حياة آمنة للمواطن وسبل العيش الكريم، مضيفا أن الانتصارات المتتالية للمقاومة والأمن تأتي في ظل مساندة من الأشقاء في دول التحالف العربي.
إلى ذلك، تواصل السلطات المحلية في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، جنوب اليمن، خطواتها لتطبيع الأوضاع في ظل تواصل الجهود الأمنية لتأمين المدينة من التنظيمات الإرهابية.
واستأنفت عدد من المرافق الحكومية والقطاعات الخاصة أعمالها من جديد بعد أيام من التوقف جراء العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي ضمن الحملة الأمنية الرامية لتطهير المدينة من العناصر الإرهابية.
وعبر مواطنون عن سعادتهم بمشاهدة قوات الجيش والأمن وهي تتمركز في إنحاء متفرقة من الحوطة، وتقوم بمهامها عقب توقف دام أكثر من عام على الانفلات الأمني في لحج.
وقال مصدر في السلطة المحلية، إن قوات الأمن والجيش تفرض طوقاً أمنيا على مدينة الحوطة، ونصبت عشرات النقاط التفتيشية في مداخلها ومخارجها، ويجري حاليا تأمين المرافق الحكومية من بينها إدارة الشرطة والسلطة المحلية من أجل عودة المسؤولين لمزاولة مهامهم في تطبيع الأوضاع والبدء بعملية الإعمار والنهوض تنمويا.
وأضاف أن فرقة مداهمة تابعة لجهاز الشرطة نفذت حملة لتعقب العناصر الإرهابية في مختلف في مناطق متفرقة من الحوطة، وإن اشتباكات اندلعت في إحدى المزارع بمنطقة القرشي شمال المدينة مع عناصر إرهابية كانت تختبئ في تلك المنطقة، وإن العناصر الإرهابية فرت إلى جهة غير معرفة في ظل التعزيزات العسكرية المتواصلة في إطار الحرب ضد الإرهاب التي تبنتها القوات الشرعية والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي.
وقال العميد عادل الحالمي مدير شرطة لحج، إن القوات الأمنية والعسكرية المسنودة برجال لمقاومة الوطنية الجنوبية تعمل على بسط الأمن والأمان لمدينة الحوطة خاصة التي شهدت أعمال خارجة عن النظام والقانون في ظل سيطرة الجماعات الإرهابية على المدينة.
وعقد مدير الشرطة لقاء مع عدد من القيادات الأمنية في المدينة، وتم فيها مناقشة الخطوات الميدانية لمواصلة الجهود الرامية لتطبيع الأوضاع وفرض الأمن والاستقرار وتعقب الخلايا الإرهابية التي تتمركز في أوساط المدنيين من أجل التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية.
من جانبه أكد نائب مدير أمن الحوطة، طارق عبد الجليل، أن الإجراءات الأمنية في المدينة ستتواصل مع وصول تعزيزات من قوات الجيش والمقاومة مجهزة بكافة التجهيزات للمدينة، مضيفا أن القوة التي وصلت إلى المدينة هدفها تأمين المناطق وإعادة الأمن والاستقرار لهذه المدينة.
الاتحاد