خمسة أيام في رحاب الحياة البدائية، جازفت خلالها الإماراتيتان هدى زويد وميثاء مبارك، بالعيش في قبيلة المورسي، أكثر قبائل العالم تخلفاً، وكل ذلك ليس من أجل الاستعراض والشهرة على منصات التواصل الاجتماعي، بل من أجل إنجاز مهمة وطنية هدفها تعريف أفراد هذه القبيلة بالتراث المحلي للدولة، تحت إشراف فريق رحالة الإمارات.

التحقت هدى زويد، إدارية في إحدى دوائر دبي المحلية، وميثاء مبارك، موظفة في قسم المشتريات بمؤسسة دبي للإعلام، بفريق رحالة الإمارات، وتلقتا تدريبات مكثفة على يد عوض بن مجرن، رئيس فريق رحالة الإمارات ومهرجان الرحالة العالمي، والمغامر العالمي سعيد المعمري، وقالت ميثاء مبارك: انطلقت وهدى والمصور الشاب حسن القاروني (23 عاماً) من دبي في التاسع عشر من يوليو إلى العاصمة الأثيوبية أديس بابا، ومنها إلى مدينة جنكا التي تعد الأقرب إلى القبيلة، وبالتنسيق مع مكتب سياحي داخلي ومترجم يتكلم لغة أفراد قبيلة المورسي ومتابعة فريق رحالة الإمارات، كان وصولنا آمناً إلى القبيلة.

وأوضحت ميثاء أن أفراد القبيلة كانوا على علم مسبق بأننا سنعيش معهم مدة 5 أيام، وقالت: أفراد القبيلة لا يزالون متمسكين بحياتهم البدائية، كما أنهم يخافون من الغرباء ويعدونهم نذير شؤم إذا حاولوا معرفة عددهم تحديداً، وبالنسبة للقاء الأول فقد كنا نرتدي البراقع والثياب التراثية، وقد كانوا حذرين من الاقتراب منا، إلى أن بدأنا بتوزيع الحلوى والألعاب والتمر على صغارهم، حيث تأكدوا أننا مسالمون.

وقالت هدى زويد: حرصنا على أخذ التطعيمات الضرورية قبل السفر، كما كنا نشرب مياهاً معدنية جلبناها معنا، وننام في خيمة صغيرة على أصوات الكلاب التي تربت بين أفراد القبيلة وتتولى حراستهم ليلاً، وفي الصباح كنا نعد بعض الأكلات الشعبية مثل اللقيمات والكباب والخبز.

وعن مدى تفاعل أفراد القبيلة مع الأطباق المحلية، أكدت أنهم أحبوها، وقالت: يعيش أفراد قبائل المورسي على حساء الذرة بشكل أساسي، لأن شفاههم مثقوبة وأسنانهم الأمامية يتم خلعها حتى لا تعيق عملية تزيين أفواههم بالأطباق الكبيرة، وهناك طبيب شعبي من أفراد القبيلة يشرف على عمليات الحمل والولادة ويستعمل الأعشاب البرية والكحول كمسكن للألم.

أكدت هدى أن خبرة عوض بن مجرن الكبيرة في مجال الترحال، جعلتهما أكثر دراية بالمخاطر التي سيواجهونها والحلول المثالية لها، وقالت: من حسن الحظ أن فريق رحالة الإمارات يعرف مواقيت مواسمهم الغريبة، حيث إن لديهم موسماً للزواج وخلاله يفرضون على جميع من في القبيلة الاحتفال على طريقتهم أي من دون ارتداء الملابس، ولكننا نجونا من ذلك وتزامنت زيارتنا لهم مع موسم القتال.

وبسؤالها عن نساء القبيلة، قالت: يتنافسن على ثقب شفاههن للفت أنظار رجال القبيلة، فكلما اتسع الثقب ازدادت المرأة جمالاً، ولكن الحكومة الأثيوبية تعمل حالياً على إقناعهم بخياطة شفاههن حفاظاً على صحتهن.

وقال عوض بن مجرن، رئيس فريق رحالة الإمارات ومهرجان الرحالة العالمي: استطاع مهرجان الرحالة العالمي في دبي، أن ينشر ثقافة الترحال ويضاعف تعطش الشباب للسفر ونقل تراث وثقافة الدولة إلى جميع أنحاء العالم، وقد لمست اندفاع هدى وميثاء لتحقيق إنجاز وطني فريد، فقمنا بتدريبهن وتنظيم الرحلة والإشراف عليها، إلى جانب تأمين كل متطلبات السفر والتنسيق مع سفارة الدولة في أثيوبيا التي ساهمت في إنجاح الرحلة وتذليل العقبات.

نظمت الشقيقتان احتفالاً على الطريقة المحلية، حيث قامتا بمساعدة الأطفال على ارتداء الكنادير البيضاء، والنساء على ارتداء الأثواب التراثية و«الطاسة» و«الشيلة المنقدة» و«المرتعشة» كما قمن برسم الحناء لهن، ونشر أجواء الفرح والبهجة.

البيان