علي أبو الريش
المملكة العربية السعودية، بلد يدخر تضاريس غنية بمكونات الحياة، ومستلزمات النصر على الجمود، كما أن تاريخ المملكة، يؤهلها بأن تغرف من هذا المخزون التاريخي وتستثمره في بناء مجتمع ناهض، منافس بقوة لمحيطه وخارج هذا المحيط.
وبدم الشباب، وروح الخلق والإبداع، تستطيع السعودية أن تحقق الآمال العريضة والأمنيات الكبرى، والوعي بأهمية استثمار الطاقة البشرية وتسخيرها في خدمة رقي الوطن، لهو ترياق النجاح، والظفر بغنائم الحضارة الإنسانية الكبرى.
فهناك رؤية واسعة الأفق، وهناك فكر ثاقب، بدأ في تلمس المناطق الوعرة، واكتشاف الهنات والزلات، والبحث عن عناصر القوة للاستفادة منها في تخليص الناس من عقدة «النفط أولاً»، والتوجه بجرأة وشجاعة نحو مناطق أخرى غير النفط، وهي كثيرة، والسعودية زاخرة بالموارد البشرية والمادية ولا ينقصها غير القرار، وها هو القرار اتخذ وبحزم وجزم، ولم يبق أمام الذين أغمضوا عيونهم إلا أن يحدقوا جيداً، فالتغيير قادم، وقيادة الحزم عازمة على الذهاب بعيداً، من أجل حفظ منجزات الوطن، ومن أجل عزة الإنسان السعودي، ومن أجل اللحاق بركب الحضارة الإنسانية، فاليوم لا مجال للتضجر، ولا مجال للصمت أمام الأخطار ولا مجال للتوكل على الماضي، فالحاضر أجمل ويحتاج إلى المزيد من العناية والرعاية والحماية، يحتاج إلى المحاسبة والمراقبة، وهذا ما تريده القيادة الشابة، وبتوجيهات من ملك الحزم، والتطورات والتغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية تفرض على دولة كبرى مثل المملكة أن تسير بسرعة البرق، وأن تصدح بصوت الرعد، كما تمطر السماء مستقبلاً، زاهراً وزاهياً، يجعل الإنسان السعودي في صفوف الأمم المتقدمة، أسقت الأرض بجداول العرق، وأنبتت الشجر بأس الذين يحبون الحياة، ويلونونها بابتسامة التفاؤل، ولا مستحيل أمام الإنسان طالما آمن أن الحياة كفاح من أجل البقاء والحفاظ على الوجود في عالم لا يحترم إلا الأقوياء.
ما قاله سمو ولي ولي العهد السعودي أثلج صدور الملايين ليس من السعوديين فقط وإنما من عشاق الحياة ومحبي السعودية، والذين يرون في السعودية صمام الأمان للمنطقة، ورئة العالم العربي، فقوتها قوة للعرب جميعاً، ونهضتها خير لكل العرب.
البيان