الفجيرة اليوم – عثمان شلكاوي
تعمل الهيئة الدولية للمسرح مع مراكزها في الدول المختلفة على حماية التراث الثقافي المتنوع للشعوب عن طريق تشجيع الأنشطة والإبداع في مجال الفنون الأدائية الحية والدراما والرقص والمسرح الموسيقي، وفي هذا الإطار وضمن فعاليات اليوم الثاني لكونغرس الهيئة الدولية للمسرح، خصصت الهيئة مساحة للمراكز التابعة لها في بعض الدول لإثبات تفرد وتميز أشكال الفن والمعرفة في دولهم، وعلى خشبة مسرح وزارة الثقافة والشباب بالفجيرة، تم عرض بعض التجارب الناجحة لأنشطة الهيئة المختلفة في الدورة الماضية وركزت في مجملها على الشكل التقليدي للفنون في الدولة أو المنطقة المحلية التي أتت منها تلك العروض، واعتمدت العروض بشكل كبير على لغة الجسد.
وقد بدأت المشاهد بعرض حكاية السيدة “وايت فوكس” من المركز الكوري التابع للهيئة الدولية للمسرح شارك في أدائه “ييفي يي” ومونيكا لي” وتصور القصة بشكل عام أنثى ثعلب جميلة ترغب في أن تصبح إنساناً، وقامت باتخاذ إجراءات محفوفة بالمخاطر أو خبيثة لتحقيق أهدافها، وتعيد حكاية السيدة وايت فوكس تفسير القصة التقليدية وتعيد تخيلها من وجهة نظرنا الحديثة، يجمع العرض بين المسرح التقليدي والمعاصر ويقدم بأسلوب جديد.
ومن أفريقيا شارك مركز زيمبابوى للهيئة الدولية للمسرح بعمل يحمل اسم زانديزي “السجن” من أداء “كادريك مسونغيلوا ورونالد مادودانا سيغيكا” وهو عرض مسرحي استفزازي ومثير للتفكير، استخدم من خلاله الممثلان المسرح الحركي للتحقيق ومعالجة قضايا الحكم والعدالة في خدمات السجون.
كما قام مركز الهيئة بالأردن باستعراض منهجية المسرح التفاعلي ومسرحية دورة الحياة بدأ بفيلم تعريفي عن المركز ودوره في إثراء المسرح والفنون الأدائية، ومن ثم تم عرض مسرحية قصيرة حول المسرح التفاعلي مع ممثلين اثنين ومشاركة الجمهور لوصف المنهجية على أفضل وجه، وتلى ذلك عرض آخر للمركز بعنوان ”دورة الحياة“ تم تصميمه خصيصا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و10 سنوات، قام بأداء الأدوار “لينا التل، دعاء صالح حمد العدوان، موسى عيسى موسى.
ومن التجارب التي حظيت بتفاعل جمهور المسرح العرض الذي قدمه المركز اليوغندي تحت عنوان كسر الإيقاع من أداء “هيربرت نكيرا وأوليفيا ناميالو وجمعة كيسامبيرا” وتدور أحداث المسرحية حول شاب يسعى لإعادة التواصل مع مجتمعه القديم بعد غياب لا يمكن تفسيره، في البداية يشعر بالحيرة بسبب الأصوات والبيئة المتغيرة محبطاً من كل المحاولات للعثور على معالم مألوفة، يستسلم للنوم فقط ليستيقظ على الأصوات الجميلة والمشاهد مصحوبة بالبهجة على المسرح وخارجه.
ومن إعداد وإخراج الفنان “أنينا جينديركو” وأداء “سليمان غولتيكن، إسراه أوغورلو، وكارمن دالفوغو” شارك المركز السويسري بعرض تحت عنوان ”شنكال، قوة امرأة“ ويخبرنا خلاله رجال ونساء من منطقة شنكال “آخر منطقة استيطانية متبقية للسكان اليزيديين” كيف بدأوا بعد التحرر من ما يسمى بتنظيم داعش في بناء نموذج جديد للمجتمع من أنقاض الحرب، يعكس الإنتاج شهادة تاريخية معاصرة تصل إلى ما هو أبعد من شنكال من خلال التشابك الفني للموسيقى الحية لهؤلاء الموسيقيين الأكراد اليزيديين.
وتابع جمهور المسرح العرض النيجري “جسور التواصل” وهو عرض مسرحي شامل يوضح الحاجة إلى التواصل بين الثقافات والسلام العالمي باستخدام لغة الموسيقى شارك في أداء العرض “سامسون أوتونوو و مايكل أوتونوو”.
ومن بنغلاديش يقودنا عرض “المتحدث مع الرياح” إلى الدخول في عالم جديد مابعد جائحة كورونا، بدأ العمل بظهور شمعة تقليدية تسمى “بروديب” تتوهج في الإسقاط الخلفي في نفس الوقت يسمع صوت تأملي يظهر من خلفه عازفا للفلوت، وفجأة تهب ريح شديدة على المنصة تطفئ الشمعة، في هذا الظلام يسافر المؤدي عبر الزمن قبل إعادة اكتشاف جمال الصوت والموسيقى التي تطفئها الريح.
واختتمت التجارب بمشاهد من عروض في منطقة الصراع بغرب دارفور أعدها المركز السوداني للهيئة الدولية للمسرح وقام بأدائها الفنانتان “أميرة محمد إدريس عبدالله وإخلاص نور الدين مكي محمد أحمد” في عرض حي مع النازحين من النساء والأطفال في منطقة غرب دارفور التي شهدت بعضا من النزاعات والصراعات.
وتهدف كل العروض والتجارب التي قدمت من بعض مراكز الدول الأعضاء في الهيئة الدولية للمسرح إلى أهمية استخدام “المسرح التفاعلي” كأداة من أدوات نشر الوعي حول القضايا المجتمعية المختلفة.
تصوير: عادل