استشهد أربعة عسكريين سعوديين، وأصيب ثمانية آخرون أمس الجمعة، في هجومين بقذائف صاروخية أطلقت من الأراضي اليمنية على مركز ودورية في منطقتي «عسير» و«جازان» جنوب المملكة. وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، لوكالة الأنباء الرسمية، إنه عند الساعة (10:20) صباح الجمعة، تعرض مركز المسيال بقطاع ظهران الجنوب بمنطقة عسير لقذائف عسكرية كثيفة من داخل الأراضي اليمنية، موضحاً أنه «تم التعامل مع الموقف بما يقتضيه، وذلك بالتصدي للعدوان، والتنسيق مع القوات البرية للتعامل مع مصادر إطلاق القذائف بالأراضي اليمنية، وتم بتوفيق الله، تدمير منصات إطلاق القذائف والسيطرة على الموقف». وأضاف المتحدث الأمني: «نتج عن ذلك استشهاد العريف أحمد جعفر حسن المجيشي، والجندي أول محمد علي ياسين العمري، والجندي أول حسن ناصر محمد»، إضافة إلى تعرض سبعة من رجال حرس الحدود للإصابة وتم نقلهم إلى المستشفى. كما قتل عسكري رابع وأصيب آخر بسقوط مقذوف عسكري من الأراضي اليمنية على دورية في قطاع الطوال بمنطقة «جازان» الجنوبية. وقال المتحدث، إنه عند الساعة التاسعة من صباح الجمعة «تعرضت دورية مساندة من قوة المجاهدين بقطاع الطوال بمنطقة جازان لمقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية، ما نتج عنه استشهاد أحد أفرادها، خالد مساوي حمدي، وإصابة زميله الذي تم نقله إلى المستشفى».
وأعلن المتمردون الحوثيون، أمس الجمعة، مسؤوليتهم عن قصف عدد من المواقع العسكرية السعودية في مناطق «نجران» و«جازان» و«عسير» الحدودية مع اليمن. وقال مصدر عسكري موال للحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ فبراير، إن «قوة الإسناد الصاروخية للجيش واللجان الشعبية» أطلقت 29 صاروخ كاتيوشا على عدد من المواقع العسكرية في جنوب المملكة التي تقود منذ 26 مارس تحالفاً عسكرياً عربياً ضد المتمردين اليمنيين لإعادة تثبيت سلطة الرئيس المعترف به دولياً، عبدربه منصور هادي، الذي تستضيفه الرياض منذ أربعة شهور.
وانتهت مساء أمس الجمعة هدنة إنسانية أعلنها التحالف العربي من جانب واحد، الأحد الماضي، للسماح بإيصال المساعدات الغذائية والطبية للمحتاجين في اليمن. وشن طيران التحالف مساء الجمعة سلسلة غارات استهدفت مواقع مليشيات الحوثيين والمخلوع علي صالح، في محافظتي صعدة وحجة، شمال غرب اليمن على الحدود مع السعودية. واستهدفت سبع غارات أرتالاً عسكرية وتجمعات مسلحة لمتمردي صالح والحوثي في مدينة حرض بمحافظة حجة، وهي منفذ بري رئيسي بين البلدين.
وأفادت الأنباء بمقتل مسؤول ميداني كبير في قوات الحرس الجمهوري، الموالي لصالح، في واحدة من الغارات على المناطق الحدودية. كما قتل 18 من مليشيات الحوثي وصالح في ضربات جوية واشتباكات مع مقاتلي المقاومة الشعبية، الموالية للحكومة اليمنية، في محافظة مأرب شرق اليمن. وقال مصدر في المقاومة بمأرب، إن طيران التحالف شن غارات على مواقع وتحصينات المتمردين الحوثيين في منطقتي «المخدرة» و«الجفينة» شمال وغرب مدينة مأرب، حيث احتدمت المواجهات بين المتمردين وجماعات المقاومة المحلية. وذكر أن 18 متمرداً قتلوا في الضربات الجوية والاشتباكات، بينهم حسين على أبو حليقة، نجل رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح. كما قتل أربعة حوثيين وأصيب آخرون أمس في هجوم شنه مسلحون من المقاومة الشعبية في محافظة الحديدة الساحلية غرب البلاد. وفي محافظة الضالع الجنوبية، لقي تسعة حوثيين مصرعهم بكمينين للمقاومة الشعبية في منطقة «القبة» شمال المحافظة. وأكد مصدر في المقاومة أسر ستة حوثيين خلال الهجومين.
في غضون ذلك، قصف طيران التحالف تجمعات مسلحة لميليشيات الحوثيين وصالح في مدينة لودر شمال محافظة أبين، وفي قاعدة العند الجوية وسط محافظة لحج المجاورة في جنوب البلاد. وقال مصدر في المقاومة لـ «الاتحاد»، إن غارات جوية عنيفة استهدفت قاعدة العند، ودمرت عدداً من الآليات التي كانت تقف في طريق تقدم المقاتلين المحليين، لافتاً إلى أن ميليشيات الحوثي وصالح قامت بزرع عشرات الألغام على الشريط الحدودي للقاعدة العسكرية الأضخم في جنوب اليمن. وعزا تأخر المقاومة في اقتحام «العند» إلى استخدام المتمردين أسرى مدنيين محتجزين داخل القاعدة دروعاً بشرية.
الاتحاد