اقتحمت دولة الإمارات العربية المتحدة الصدارة عربياً بتصنيفها ضمن أفضل 20 حكومة على مستوى العالم وذلك ضمن التقرير السنوي الثالث لمؤشر «تشاندلر للحكومات الرشيدة» الذي بثه معهد تشاندلر للحوكمة، متقدمة 4 مراكز عن موقعها في المؤشر في سنة 2022. وقد حققت سنغافورة صدارة التصنيف العالمي، متجاوزة فنلندا وسويسرا. ورافقت دول أخرى صعود دولة الإمارات مراكز متقدمة بنحو 3 و6 مراكز في المؤشر، وهي فيتنام ومقدونيا الشمالية وكينيا والمغرب وإندونيسيا.
وحازت الإمارات المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، في حين جاءت إسرائيل والمغرب بالمرتبتين الثانية والثالثة على التوالي، وذلك من بين دول الشرق الأوسط الـ10 المدرجة في المؤشر.
وتم جمع بيانات تقرير تشاندلر للحكومات الرشيدة لهذا العام في ضوء تلاشي تأثيرات جائحة «كوفيد-19»، ليقدم في نسخته لسنة 2023 لمحة مثيرة للاهتمام لطريقة أداء الحكومات في أوقات الأزمات المتعددة، عبر الإمعان في قدرات 104 دول في العالم، لتكون تلك الأرقام دلالة تحليلية لمفهوم القيادة الرشيدة وتبياناً لقدرات البلدان المصنفة بالنسبة لاستعدادها وإدارتها الأزمات.
كبرى القفزات
واقتباساً من التقرير الذي عنون بخط عريض أن دولة الإمارات العربية المتحدة تصدرت لتجد موطئ قدم لها ضمن أفضل 20 دولة بالمؤشر، فقد أتمّت دولة الإمارات العربية المتحدة أخيراً رؤيتها الطموح لسنة 2021، عبر خطة بلغ مداها عقد من الزمن لتؤتي ثمارها التي انعكست عبر تقرير CGGI لهذا العام.
ورصد التقرير العالمي بشكل مفصل واحدة من كبرى القفزات التي حققتها الدولة بفضل أدائها القوي في ركيزتين أساسيتين في المؤشر، وهما: المؤسسات القوية، واستشراف المستقبل علماً بأن تصنيفات CGGI الإجمالية لهذا العام جاءت مستقرة نسبياً إذ إن ثلث البلدان فقط تحركت أكثر من موقعين عن تصنيفات العام الماضي.
قدرات أساسية
ومما يعكس جودة الخدمات العامة في الدولة، الأداء الذي حققته في مؤشر الرضا عن الخدمات العامة ضمن المؤشر، لتحتل المرتبة الـ5 عالمياً، والأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا كما تحتل الإمارات المرتبة الثانية عالمياً في القدرة على التكيف والتنفيذ، والمرتبة الثالثة في مؤشرات التنسيق والابتكار وتحديد الأولويات الاستراتيجية، وجميع ما سبق يندرج أسفل القدرات الأساسية للحكومات لتحقيق نتائج وطنية جيدة.
الحكم الرشيد
وبما أن مؤشر «CGGI» يمعن بصدقية في عدة مبادئ تتبعها الحكومات الرشيدة وفي قدرتها على الإدارة والاستجابة للأزمات التي تلوح في الأفق، تطرق «تقرير الأخطار العالمية»، الذي شارك فيه «المنتدى الاقتصادي العالمي»، إلى 4 مبادئ يمكن للحكومات القيام بها تأهباً لأكثر التحديات إلحاحاً في العالم لمواجهة الأزمات قصيرة وطويلة الأجل، وتشمل تلك المبادئ الـ4: تعزيز القدرة على تحديد الأخطار والاستبصار، وإعادة تحديد وتقييم الأخطار «المستقبلية»، والاستثمار في الاستعداد للأخطار متعددة النطاقات، وتقوية التأهب والاستجابة المشتركة بين الدول.
حكومات جاذبة
وأفاد التقرير العالمي بأن الحكومات الرشيدة لطالما كانت كمغناطيس جذب للمواهب ورؤوس الأموال، كما أن الدول ذات الحكم الرشيد والجيد عادة ما تتمتع بإقبال كبير من «هجرة العقول»، وكذلك الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والعديد من الفوائد مهما اختلفت أشكالها، سواء في شكل إبداع أكبر ألقاً ووضوحاً، أو ريادة الأعمال أو الابتكار. وفي هذا السياق، اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات لافتة، بجانب سنغافورة، في «جذب أفضل المواهب التقنية»، ما أسهم في زيادة تدفقات رأس المال ذات الصلة.
دروس مستفادة
ويبحث تقرير CGGI لهذا العام في طريقة أداء الحكومات الرشيدة، كما يقدم للمطلعين عليه الدروس المستفادة من الدول ليبني عليها الآخرون، وذلك عبر الحديث مع خبراء محليين في تلك الدول. وفي سياق المراكز التي احتلتها الدولة، تضمن تقرير مؤشر تشاندلر للحكومات الرشيدة 2023 مقابلة مع المهندس محمد بن طليعة، رئيس الخدمات الحكومية لحكومة دولة الإمارات، تطرق فيها لحرص الدولة على التميز لتحقيق خدمات عامة عالمية المستوى.
وفي حديثه المنشور ضمن صفحات التقرير، أشار ابن طليعة إلى أن دولة الإمارات حازت شهرة عالمية وتتمتع بسمعة طيبة لتميزها في الخدمات في مختلف القطاعات، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الضيافة والطيران والمصارف كما وسعت الدولة وكإجراء تمكيني، لغرس سمة وعقلية «التميز» في الخدمات الحكومية بين موظفي الحكومة لتقديم خدمة عالية الجودة في مختلف القطاعات على أساس يومي مضيفاً إن الإمارات صممت الخدمات العامة التي تركز على رضا العملاء وتسهم في تطوير خدماتها لمستويات عالمية، قائلاً إن أحد المبادئ الأساسية لمشغلي الخدمات يتمثل في «الاستماع للعميل»، واستثمار التكنولوجيا والخدمات المتقدمة لفتح قنوات اتصال مع مستخدمي الخدمات الحكومية عبر أي منصة كانت، كما الجهود المتزامنة والدؤوبة لتوفير خدمات استباقية وتجارب استثنائية للجميع.
البيان