د. فاطمة الصايغ

بحث متقدم

استبشر المواطنون الإماراتيون خيراً عند سماع خبر إلغاء التأشيرة إلى بريطانيا، والاستعاضة عنها بالتأشيرة الإلكترونية، فهذا الأمر يخفف الكثير من عناء الانتظار وطوابير الوقوف عند مكاتب التأشيرات، خاصة في فصل الصيف، كما يخفف من تكاليف السفر الباهظة، ويقرب متعة الاستمتاع بنسمات الهواء الباردة، فالسفر إلى بريطانيا عادة اكتسبها مواطنو الخليج منذ السبعينات حتى أصبح الصيف ملازماً للندن.
ونتذكر جميعاً مسرحية »باي باي لندن« للفنان عبد الحسين عبد الرضا والتي عرضت منذ أكثر من ثلاثة عقود وما زالت حتى اليوم تلاقي رواجاً كبيراً عند عرضها، بسبب تشابه الظروف والمواقف التي قد يتعرض لها السائح الخليجي في بلاد الضباب، وما اختلف هو خشية السائح الخليجي اليوم من أي اعتداء أو أذى جسماني يتعرض له أو يعرض حياته للخطر، فلا زلنا نتذكر ما تعرضت له الشقيقات الإماراتيات في لندن وما تعرض له سياح إماراتيون أو خليجيون آخرون، لذا أصبح المسافر إلى لندن يأخذ مجموعة من الاحتياطات اللازمة لضمان أمنه وسلامته، ولكن هناك احتياط واحد قد يفشل السائح الإماراتي فيه وبالتالي يحول إجازته وإجازة أسرته حتى قبل أن تبدأ إلى سلسلة من المتاعب والمنغصات والسبب هو التأشيرة الإلكترونية.
العشرات من السياح الإماراتيين يفشلون في ملء استبانة التأشيرة تماماً كما ورد في جواز السفر وطبقاً لما ورد اليهم من تعليمات.
البعض ينسى حرف أو نقطة أو فاصلة أو غيرها من الأشياء الثانوية بالنسبة له والمهمة لاكتمال استبانة التأشيرة، والنتيجة هي أن شركات الطيران ترفض سفره نظراً للتعليمات الواردة إليهم من طرف الحكومة البريطانية.
وعلى الرغم من أننا قد سمعنا بأن التأشيرة الإلكترونية ما هي إلا وسيلة للتعرف إلى السائح خاصة وأن لديه حساباً به كل المعلومات لا يستطيع الحصول على التأشيرة بدونها، إلا أن بعض شركات الطيران تغالي في التقيد بتلك التعليمات لدرجة إلغاء سفر مجموعات كاملة من المسافرين بحجة ارتباط بعضهم البعض، فعائلات عديدة رفضت شركات الطيران سفرهم بسبب خطأ بسيط في جواز رب الأسرة مثلاً، وكم من رجال أعمال ضاعت عليهم صفقات مهمة نتيجة لخطأ في تهجئة اسم الجد أو حتى رابع جد، وتتوالى هذه المشاكل كل يوم.
إن التأشيرة الإلكترونية ما هي إلا وسيلة مرور وتعريف بالسائح ويجب ألا تكون سبباً للكثير من الضرر للناس الذين تتحول حياتهم إلى سلسلة من المتاعب بسبب إعادة جدولة رحلاتهم أو شركات الطيران والتي قد تعاني من تكدس وفوضى نتيجة لإلغاء الحجوزات أو تغيير وتبديل الحجوزات، خاصة في موسم الإجازات الصيفية المزدحمة.
فكم من أسرة كانت تحلم بقضاء إجازة صيفية تحول حلمها إلى كابوس بعد إلغاء سفرها أو إعادة جدولة ذلك سفر، الأمر الذى يترتب عليه إلغاء حجوزات الفنادق ومواعيد الأطباء أو مواعيد مهمة أخرى، وكم من تكلفة تكبدتها شركات الطيران نتيجة الانتظار لإنزال متاع مسافر أو التأخير في الإقلاع أو غيرها من القضايا الفنية الأخرى كل ذلك نتيجة خطأ بسيط في تأشيرة مسافر أو أكثر.
إن الاستعداد للسفر للخارج قد أصبح يتطلب استعدادات كثيرة ودقيقة ومهمة منها الاستعدادات التقنية كتعبئة استمارة التأشيرة الإلكترونية كما ورد في جواز السفر تماماً بدون أي تغير أو كشط والتأكد من كل الأمور الفنية الأخرى، ومنها الاستعدادات الأمنية وهي أخذ كل الاحتياطات لحماية النفس والمال خلال قضاء الإجازة في الخارج.
وحتى لا تتحول إجازاتنا إلى كابوس يجب التقيد جيداً بالتعليمات الفنية الصادرة من السفارات الأجنبية ومراجعة البيانات المعبأة جيداً حتى نتجنب أن نضع أنفسنا في مواقف تضر بنا، كما يجب على بعض الدول الأجنبية أن تراجع سياساتها في منح التأشيرة لمواطني الدولة كما حصل مع مجموعة الشنغين، فالمنفعة التي تحصل عليها من وراء السياحة الخليجية أكثر بكثير من الضرر الذي قد يصيبها، فليس من بين الخليجيين من ينوي الهجرة إلى الخارج.
– البيان