ميساء راشد غدير
من شاهد الاستقبال الحافل الذي حظيت به الدفعة الاولى من قواتنا المسلحة التي شاركت ضمن قوات التحالف العربي في عاصفة الحزم في اليمن الشقيق، وعادت لتسلم الراية لدفعة اخرى تكمل المشوار بعدها، ومن شاهد كيف عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن مشاعر الجنود العائدين مقدرا رغبتهم في البقاء الى جانب اخوانهم في اليمن لولا مقتضيات التكتيك العسكري..
ومن شاهد اتساع صدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لكل جندي صافحه، متحدثا ومبتسما بل ومحتضنا ومقبلا له، ومن شاهد الروح المعنوية التي تجسدت في نفوس العائدين من الحرب، من شاهد ذلك كله من شبابنا الذين مازالوا على مقاعد الدراسة الجامعية، ومن ينتظر منهم الالتحاق بوظيفة عمل، لا بد وانه تمنى في قرارة نفسه الالتحاق بالعمل العسكري والانضمام للقوات المسلحة..
الامارات تولي الثروة البشرية فيها جل اهتمامها، وتسعى من خلال البرامج التي تضعها لتوفير الحياة الكريمة لهم، وهي كدولة بفضل من الله استطاعت تحصين بيتها المتوحد من اي مغرضين، واستطاعت بعلاقاتها الدبلوماسية وانجازاتها على جميع الاصعدة الاستحواذ على مكانة متقدمة بين دول العالم، والعلو بسمعة اذهلت الجميع بل اصبحت محل فخر العرب جميعا.
الانجاز الاقتصادي والاستقرار السياسي والامني والنجاح الدبلوماسي الذي تحقق للإمارات، لا يعني عدم حاجتها لمضاعفة قوتها العسكرية وتزويدها بأفضل الكفاءات الوطنية التي تعمل وتقدم للوطن في هذه المؤسسة بشكل لا يقل في اهميته عما يقدمه موظفون آخرون.
ما نراه يوميا ونسمع عنه ونتابع اخباره عن قواتنا المسلحة، يتطلب فعلا اعادة تفكير الشباب في مجالات العمل وتخصصات الدراسة باختيار ما يتناسب واحتياجات القوات المسلحة لينضموا اليها، ليس لأننا في وضع حرب، أو لأننا نخشى خوض حروب اخرى، ولكن لأننا نؤمن بان الجيش في اي دولة هو حصنها الحصين، ولأننا ندرك اهمية تجديد الدماء والفكر في قوات عسكرية وفي تخصصات جديدة فرضها واقع الحال والمتغيرات من حولنا. وهو المأمول والمنتظر ممن استقبلوا جنود الوطن امس بفخر ودعوا للآخرين لان يعودوا بخير.
– البيان