وجه أمن الدولة السعودي، أمس الجمعة، رسالة شديدة اللهجة لكل من يسيّس، أو يخل بسير موسم الحج، وقال قائد قوات الطوارئ الخاصة برئاسة أمن الدولة اللواء ركن محمد بن مقبول العمري، خلال المؤتمر الصحفي لقيادات قوات أمن الحج في مكة: «نتعامل مع الحجاج أنهم ضيوف الرحمن على مستوى واحد.. مواطن أو مقيم أو وافدين من الخارج.. هؤلاء ضيوف الرحمن ونحن نتعامل معهم ونرفعهم على كفوف الراحة».
وأضاف: «ولكن، متى ما تيقن، أو توفرت معلومات عمّن يريد الإخلال بالحج.. ثقوا تماماً أن القطاعات في رئاسة أمن الدولة له بالمرصاد.. أمن الحج خط أحمر.. لن نرضى الوصول إليه، بل قبل (المساس به) الوصول إليه».
وتستعد السعودية لاستضافة أكثر من مليوني مسلم، لأداء فريضة الحج التي تبدأ، غداً الأحد، في تجمع مماثل لما قبل تفشي فيروس كورونا الذي حدّ من أعداد الحجاج لثلاثة أعوام. وسمحت السعودية للمسلمين بأداء فريضة الحج هذا العام من دون أي قيود على عدد الحجاج، وأعمارهم، حيث يتوقع أنّ يتجاوز عديد الحجاج هذا العام المليونين، فيما شارك في المناسك العام الماضي 926 ألف حاج، بينهم 781 ألفاً أتوا من الخارج، وفق البيانات الرسمية.
وأكّد وزير الحج والعمرة السعودي، توفيق الربيعة، أنّ بلاده تستعد لاستضافة «أكبر تجمع إسلامي عرفه التاريخ»، وقال في فيديو نشره حساب الوزارة على موقع «تويتر»، إنّ «السعودية، حكومة وشعباً، ترحب (بالحجاج) في أكبر تجمع إسلامي عرفه التاريخ بأكثر من مليونَي حاج قادمين من أكثر من 160 دولة».
ويمثل تنظيم الحج الذي يعد أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، في العادة، تحدّياً لوجستياً كبيراً، إذ تغصّ خلاله المرافق السعودية والمواقع الدينية بالحجاج، وقال مسؤول في الهيئة الملكية لمكة المكرمة، فضّل عدم كشف هويته لكونه غير مخول التحدث للإعلام، إنّ السلطات السعودية استحدثت مناطق خدمية جديدة بين مطاعم وحمامات عامة، و450 حافلة نقل عامة جديدة لخدمة الحجاج.
وأعلنت وزارة الحج والعمرة في فيديو نشرته على «تويتر»، أن استعداداتها تشمل 17 قطاراً مخصصاً لنقل الحجاج من وإلى المواقع المقدسة تصل قدرتها الإجمالية إلى 72 ألف راكب في الساعة، إضافة إلى 24 ألف حافلة.
وأطلقت السعودية في 2019 مبادرة «طريق مكة» الرامية لإنجاز كل إجراءات الحجاج في بلدانهم، من أجل تخفيف الضغط على مرافقها وتسهيل عبور الحجاج.
وأفاد مدير الجوازات السعودية الفريق سليمان اليحيي، بأنّ المبادرة هذا العام تشمل 7 دول، هي: إندونيسيا وباكستان وبنغلادش وماليزيا والمغرب وتركيا وساحل العاج، وقال اليحيي إن الهدف هو «إنهاء جميع إجراءات الحجاج المتعلقة بالأمتعة والصحة والتأشيرات في بلد المغادرة»، مضيفاً «حين يصعد الحاج إلى الطائرة يصبح كأنه في رحلة داخلية إذ ينزل من طائرته لسكنه».
وبدأ الكثير من الحجاج بالفعل، بأداء طواف القدوم حول الكعبة ثم السعي بين الصفا والمروة، قبل انطلاق المناسك بشكل رسمي، غداً الأحد، وينتقل الحجاج، بعد غد الاثنين، إلى منى، على بعد نحو خمسة كيلومترات من المسجد الحرام، قبل المناسك الرئيسية، وهي صعود جبل عرفات الثلاثاء.
الخليج