أفاد رئيس جمعية الإمارات للأورام مقرر الجمعية الخليجية للأورام، البروفيسور حميد الشامسي، بأن قطع استهلاك «أسبارتام» – أكثر المُحليات الصناعية شيوعاً – تماماً هو أفضل خيار، لكن إذا لم يستطع الشخص فعليه تناوله بشكل معتدل وفقاً للكمية المسموح بها من هيئة الغذاء والدواء الأميركية وهي 50 ملليغرام لكل كيلوغرام من الجسم.
وأكد أن دراسات عدة أجريت على الفئران أوضحت أن استهلاك هذه المادة بكميات كبيرة وحدها هو الذي يسبب مرض السرطان، لافتاً إلى أن هذه المعلومات تتفق مع خلاصة دراسات أجريت في فرنسا قبل سنوات ربطت بين الاستهلاك المفرط للأسبارتام والإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات.
وكانت قد سادت حالة من القلق على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تعتزم تحديد مادة «أسبارتام»، أحد أشهر المُحليات الصناعية في العالم، على أنها مادة مسرطنة محتملة.
وقالت المنظمة في بيان لها، إن أحد أذرعها (الوكالة الدولية لأبحاث السرطان)، تستعد للمرة الأولى لتصنيف مادة «أسبارتام» على أنها مادة مسرطنة محتملة ابتداءً من يوليو الجاري.
وتابعت الصحة العالمية أن «الوكالة الدولية لأبحاث السرطان» ستقوم بتقييم التأثير السرطاني المحتمل لـ«أسبارتام»، ثم بعد ذلك ستقوم لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية بشأن المضافات الغذائية، بتحديث تمرينها المتعلق بتقييم مخاطر «أسبارتام»، بما في ذلك مراجعة الاستهلاك اليومي المقبول، وتقييم التعرض الغذائي لـ«أسبارتام».
فيما أكد الشامسي، أن المشروبات الغازية المحتوية على «أسبارتام» تحتوي على 200 ملليغرام تقريباً، وبالتالي حتى يصل للحد الأقصى المسموح به يومياً لابد أن يشرب 17 عبوة من مشروبات الدايت الغازية، وهذا بالطبع أمر شبه مستحيل، مؤكداً أن التحذير موجود، والإنسان يواجه خطورة حقيقية حينما يستهلك هذه الكميات بشكل عالٍ فترات طويلة تمتد سنوات غالباً.
وأضاف: «هذا الموضوع ليس بجديد علينا كمتخصصين». وطالب بعدم الاستسلام لحالة القلق لأن اللحوم الحمراء مصنفة أيضاً من قبل منظمة أبحاث السرطان العالمية ضمن فئة «أسبارتام»، مشدداً على ضرورة استهلاك كميات معتدلة من المادة المذكورة واتباع أنماط غذائية صحية.
من جانبه، قال استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سعيد سجواني، إن هناك دراسات تظهر يومياً، لكن كثيراً من أكلنا اليومي قد يحتوي على مواد مسرطنة، فحينما تتناول الدجاج أو اللحم ويتعرض للنار؛ فالشواء قد يكوّن مواد مسرطنة به، وكذلك اللحوم المصنعة، والقهوة التي يتم تحميصها بشكل كبير.
وأضاف سجواني: «نرجو الامتناع عن تلك الأشياء، لكن حال عدم الامتناع فيمكن تناولها باعتدال، فمثلاً لابد من تناول نحو 20 عبوة دايت غازية لتتعرض للضرر، أو تأكل كيلوغرام من اللحم بمفردك، وبالطبع تركها تماماً أفضل، لكن المشروبات غير الدايت المليئة بالسكريات قد تسبب أمراضاً كثيرة، كالسمنة التي تسبب السرطان، فلذلك يجب ألا نكون قلقين بصورة كبيرة».
الإمارات اليوم