حرصت العديد من الجهات في شتى إمارات الدولة على تنظيم وإطلاق حملات التوعية؛ بهدف تعريف الأشخاص الذين تتطلب طبيعة أعمالهم التعرض لأشعة الشمس بالإجراءات الوقائية اللازمة، إلى جانب تشجيعهم على اتباع الممارسات الصحية السليمة لتجنب مخاطر الإنهاك الحراري، وحثهم على عدم التأخر في التعامل مع حالات الإصابة؛ لأن ذلك يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة وفق تأكيدات الأطباء وأكد مختصون وأطباء أن حملات التوعية بمخاطر الإنهاك الحراري تنبع من الحرص التام على سلامة العمال، وتهدف إلى الحفاظ على بيئة عمل خالية من المخاطر، وأن عدم اتباع إرشادات السلامة في مواقع العمل سيكون له تأثير سلبي بالغ، إضافة إلى تبعات صحية قد تؤثر بشكل كبير على حالة العامل.

فترة الظهيرة

وقال الدكتور عادل سجواني، أخصائي طب الأسرة: «يتعرض العديد من الأفراد للإنهاك الحراري نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية عند التعرض لدرجة حرارة عالية، خاصة في فترة فصل الصيف؛ لذا يتحتم على كل شخص تجنب التعرض لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة، وخاصة فئة العمال الذين يعملون في تلك الأوقات، والالتزام بحظر العمل وقت الظهيرة».

توعية

وأشاد الدكتور منصور أنور حبيب، أخصائي طب الأسرة والصحة المهنية، بإطلاق شتى الجهات المعنية والمعتمدة في الدولة حملات لتوعية العمال، لا سيما عمال الإنشاءات، بمخاطر الإجهاد الحراري أثناء العمل في درجات حرارة عالية، وتوعيتهم بالطرق السليمة لتفادي الإنهاك الحراري، إضافة إلى تقديم الإرشادات اللازمة لضمان بيئة آمنة للعمل، خاصة في درجات حرارة الصيف المرتفعة.

وليس هذا فحسب، إذ حرصت الدولة منذ سنوات طويلة على اتخاذ قرارات وإجراءات لحظر العمل وقت الظهيرة خلال أشهر الصيف، لتجنب مثل هذه الإصابات. وأضاف: أعراض الإنهاك تتمثل في الضعف والتعرق والدوار والغثيان وسرعة التنفس وجفاف اللسان والعطش وانخفاض ضغط الدم والبرود وانخفاض النشاط وحدوث تشنج وإعياء بالعضلات وفقدان الشهية والصداع والإجهاد العام.

وأكد أن الإنهاك الحراري ضمن الإصابات الخطيرة التي تحتاج إلى التدخل الفوري بالإسعافات الأولية، حتى لا يتطور الأمر ويشكل تهديداً على حياة المصاب، محذراً من التعامل مع الإصابة ببطء، حيث إنه يجب الإسراع في الإسعافات الأولية لتأمين سلامة المصاب إلى أن يعرض على الطبيب المختص.

إجراءات

وأشارت سارة الشملي، مديرة وحدة التمريض في «صحة»، إلى أهمية تعزيز إجراءات السلامة العامة ونشر الثقافة الوقائية بين أفراد المجتمع ومؤسساته عموماً، وتحقيق أعلى مستويات الصحة والسلامة المهنية في بيئة العمل.

ولفتت إلى أن حملات التوعية بالإنهاك الحراري تأتي فعلياً لتطبيق منظومة متكاملة للصحة والسلامة المهنية في الدولة، والتي تستهدف توفير وتعزيز بيئة العمل الآمنة للعاملين في سوق العمل بما يتلاءم مع أفضل الممارسات العالمية، وتجنيبهم مخاطر التعرض للإصابات، لا سيما الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة في أشهر الصيف.

البيان