أكدت مصادر عسكرية، تقدُّم الجيش السوداني على قوات الدعم السريع في عدد من محاور القتال بالعاصمة الخرطوم، وتجدَّد القصف الجوي، أمس الأحد، مستهدفاً قوات الدعم السريع، في عدد من المناطق بالخرطوم، فيما أعرب الأزهر عن شديدِ أسفه لما يشهده إقليم دارفور من أعمالِ عنف، ودعا إلى وقف النزاع والاقتتال في السودان، في حين أعلنت قوى الحرية والتغيير عن مشاورات مع الحزب الشيوعي وأحزاب أخرى لتكوين جبهة مدنية عريضة.

واستهدف سلاح المدفعية التابع للجيش أمس الأحد، نقاط تمركز قوات الدعم السريع في أحياء أركويت والمعمورة والجريف جنوب شرق الخرطوم.

وهاجمت المقاتلات التابعة للجيش تجمعات يُعتقد أنها تتبع الدعم السريع في منطقة سوبا.

كما شنَّ طيران الجيش غارات مكثفة حول محيط «سلاح المدرعات»، جنوب المدينة؛ لفك الحصار الذي تفرضه عليه قوات الدعم منذ نحو أسبوعين.

وقالت مصادر إن الطيران الحربي قصف ثلاثة مواقع للدعم في محيط منطقة المدرعات.

ودوت سلسلة انفجارات خلال تحليق متقطع لطيران الاستطلاع، والذي يُرجح أنها أسلحة المضادات الأرضية التابعة للدعم، خلال محاولتها التصدي لهجوم الطيران.

وجرت اشتباكات بين الطرفين في أم درمان وقصف الجيش مواقع للدعم في جنوبي المدينة.

وكان الجيش أعلن مساء أمس الأول السبت، تكبيد قوات الدعم السريع عشرات القتلى، وتدمير 10 مركبات عسكرية أثناء هجومها على مواقعه في محيط «سلاح المدرعات».

وقال متحدث الجيش نبيل عبد الله، في تسجيل صوتي نشره حساب الجيش على فيسبوك، إن قوات الدعم السريع «حاولت مهاجمة ارتكازات الجيش في محيط سلاح المدرعات واشتبكت مع قواتنا».

وأضاف: «استطاعت قوات الجيش دحر العدو وتكبيده خسائر كبيرة في الأرواح، عشرات القتلى والجرحى وتدمير 10 مركبات عسكرية».

وفي وقت سابق أمس الأول السبت، أعلنت «الدعم السريع» أنها «أحبطت محاولة لفك حصار سلاح المدرعات».

وأضافت في بيان أن قوات الجيش«حاولت فك الحصار المفروض عليها في محيط سلاح المدرعات واصطدمت بقواتنا التي أحبطت مغامراتهم وطاردتهم إلى داخل معسكرهم، مخلفين وراءهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد والأسرى».

في جهة أخرى، أرجأت قوى الحرية والتغيير إعلان رؤيتها الجديدة بتشكيل جبهة مدنية موسعة، لإجراء مشاورات مع الحزب الشيوعي وأحزاب أخرى باستثناء حزب «المؤتمر الوطني» المحلول، علي أن تشمل المشاورات كل من يقول «لا للحرب».

عملية سياسية لتأسيس الدولة

بدوره، كشف نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، عن خريطة طريق مقترحة لإنهاء الحرب، تبدأ بالفصل بين القوات المتقاتلة ثم التعجيل بإيصال العون الإنساني وضمان سلامة المواطنين، وقال «يتلو ذلك العملية السياسية والتي ترتكز على تأسيس الدولة وليس اقتسام السلطة».

وقال عقار عقب لقائه قيادة مبادرة «نساء ضد الحرب» إنه استمع خلال اللقاء لمحتوى المبادرة التي تعبر عن رغبة وعزم معظم نساء السودان في سعيهن لإيقاف هذه الحرب. وأكد اتفاقه التام مع أهداف المبادرة واستعداده للعمل معهن بشتى السبل لإيقاف الحرب، لاسيما وأن المتضرر الأول منها هن النساء.

الأزهر يدعو إلى وقف الاقتتال

علي صعيد آخر، أعرب الأزهر عن شديدِ أسفه لما يشهده إقليم دارفور من أعمالِ عنف، ودعا إلى وقف النزاع والاقتتال.

وجاء في بيان عن الأزهر: «أجبرت مئات الأسر على ترك مساكنهم وبلدانهم للفرار والنجاة بأرواحهم من ويلات الصراعات»، داعياً المولى إلى أن يحفظ شعب السودان، وأن يوحد كلمته، ويعجل بنهاية هذه المأساة، وأن يرزق السودان الأمن والأمان والسلامة والاستقرار.

ودعا حكماء السودان وأبناؤه إلى تغليب مصلحة وطنهم، والاحتكام لصوت العقل والحكمة، والرجوع إلى طاولة الحوار، ووقف النزاعات والصراعات التي لن ينتج عنها إلا مزيد من القتل والدمار.

وحث كافة المنظمات والهيئات الإغاثية الدولية لتسيير قوافل مساعدات إغاثية عاجلة للأقاليم المتضررة من الصراعات.

الخليج