أكدت وزارة الداخلية، ممثلة في إدارة الدعم الاجتماعي الاتحادي، أن النساء وكبار السن أكثر عرضة لحالات النصب من قبل المشعوذين، نظراً لأن هاتين الفئتين تغلبهما العاطفة، مشيرة إلى أن السحر والشعوذة يُعدّان من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تفتك بكثير من المجتمعات.
وقال العقيد سالم متعب سهيل العامري، مدير الإدارة: إن السحر والعوذة يعدّان من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تفتك بكثير من المجتمعات وليس في المجتمعات العربية فقط، كما يظن البعض، حيث إن هذه الظاهرة موجودة في العالم، ومنتشرة باختلاف الثقافات والأعراق والأديان والمساحات الجغرافية، وخطورتها تأتي من تأثيرها السلبي في الآخرين بقصد الإضرار بهم بقصد المال.
وأشار إلى أن أفعال السحر والشعوذة تعد من أخطر الأفعال التي يلجأ إليها بعضهم لإيذاء الآخرين، والتأثير عليهم عقلياً، ونفسياً وجسدياً ونظراً لما يترتب على هذه الأفعال من تأثيرات سلبية تمتد لتضر بالأسرة والمجتمع بأسره، الأمر الذي دعا إلى تجريم مثل هذه الأفعال في القوانين.
وأوضح أن أثر خطورة المشعوذين تظهر جلياً عند الأشخاص الذين يعانون من مرض بسيط، فقد يتطور إلى مرض خطر على يد المشعوذين، ومن مشكلة نفسية أو أسرية صغيرة، إلى تفاقم وتدهور الوضع بسبب اللجوء إلى شخص غير متخصص، يحاول استغلال حاجة الناس من خلال زيادة خوفهم وقلقهم واستثمار هذا الخوف لتحقيق مكاسب مالية، مشيراً إلى أن فاتورة اللجوء إلى المشعوذين باهظة، وقد تكلف الإنسان كل ماله، وأحياناً حياته، أو تدفعه لارتكاب جريمة ما، لاعتقاده أن هذا أو ذاك قام بعمل سحر ليجعل حياته جحيماً، ولا يدرك أن المشعوذ هو الشرير الوحيد في القصة.
وأضاف لمجلة مجتمع الشرطة التي تصدر عن وزارة الداخلية: بدل الذهاب لمشعوذ أو تصديق ساحر يجب طلب المساعدة والدعم من أي مركز من مراكز الدعم الاجتماعي لتلقي كل الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني والديني الذي يحتاج إليه، نحن هنا لخدمة المجتمع في الأساس من أي ظاهرة سلبية، أو مشكلة اجتماعية، وجودنا لخدمة المجتمع ومساعدته من أي ظاهرة اجتماعية سلبية تهدد سلامة النسيج المجتمعي.
وتابع: هناك حالة وصلت للمركز تقريباً من أربع سنوات، حيث جاء رجل يشتكي أن ساحراً عمل سحراً لزوجته واستغلها استغلالاً مالياً ومادياً كبيراً، وهي غير واعية لأفعالها، وفعلاً قدمنا كل الدعم للضحية وزوجها، وقابلنا الطرف الآخر الذي اعترف بأنه فعل السحر بسبب حاجته للمال، لهذا قدمنا بلاغاً إلى مركز الشرطة للتعامل القانوني معه.
وقال إن التهديد الأكبر الآن على حياة الأسر هو اتساع سوق المشعوذين والسحرة عبر منصات السوشيال ميديا، وإيجاد صفحات إلكترونية تحمل اسم مشعوذ ما، يعطي الكثير من الوعود لحل كل المشاكل، بجانب وجود قنوات فضائية متخصصة في نشر الجهل والحديث عن السحر والشعوذة والأعمال السفلية، ومستفيدين من أنهم خارج الدولة وصفحاتهم وقنواتهم تصل إلينا بسهولة، ويكسبون الكثير من تحويل أموال طائلة تجعلهم يستمرون في الجنون.
الخليج