الفجيرة اليوم – اختتمت الدورة الثانية من مهرجان البدر فعالياتها بجلسة حوارية مساء السبت باستضافة مبدعيْن عالميين لهما تأثير كبير في عالم الفنون البصرية، هما الخطّاطان “المصري شرين عبد الحليم” خطاط الحرم المكي و”السوري أحمد أمين شمطة” اللذيْن تحدثا عن سحر البدايات في تجربتيهما الشخصية مع فن الخط العربي وأنماطه، وأدار الجلسة الأستاذ محمد النوري.
أكد الخطّاطان على أهمية إبراز الخط العربي كواحدٍ من أهم الفنون البصرية التي تتجلّى إبداعاً وترتبط بالجمال والحس المرهف اللازم لتذوقها، كما استعرضا عددا من العناصر التي تشكل حقولاً إبداعية للفنان كإحساسه بجماليات كتابة الخط، وصناعة لوحته التشكيلية، إضافة إلى تنمية وتدريب الإحساس بالفنون وارتباطها ببعضها البعض.
من جانبه شدّد الخطاط شرين عبدالحليم على أهمية اكتساب المعرفة والمهارة ومعرفة أصول الفن، ثم تدريب العاطفة وأهمية الانفعال مع المنتوج الفني، لافتاً إلى أهمية التحام الخطاطين المبتدئين بكل الفنون البصرية وأن لا يعتمدوا على المشق فقط.
وأشار إلى أن الفن يعتمد على الإحساس وهو حالة إنسانية لا قواعد لها كون القاعدة ثابتة موضحا أن العمل الفني هو انعكاس لشخصية الفنان، أما الصنعة ففيها الفكرة تسبق العمل على عكس الفن، وحسب رؤيته الخاصة يرى أن الفن عنصراً متجدداً ويحتاج بمرور الوقت إلى خبرات متراكمة حتى تصل إلى انتاج خبرة جمالية عالية.
وعن بداياته مع الفنون ذكر عبدالحليم أنها تعود إلى عام 1990 على يد شيخ مصري يدعى محمد عبدالقادر، وهو الذي شجعه على تحويل اهتمامه من الرسم الذي كان يحترفه جيداً الى عالم الخط العربي، ومن هنا بدأت رحلته مع فنون الخط العربي.
وشكر إدارة المهرجان على اهتمامهم بالفنون البصرية وخصوصاً الخط العربي وتخصيص مساحة جيدة ضمن فعالياته، إلى جانب دعوة المهتمين بفنون الخط العربي الذين ساهموا في إثراء الفعالية بتقديم نماذج فنية ستساعد مستقبلاً على خلق جيل يتذوق ويجيد فن الخط العربي.
أما الخطّاط السوري أحمد أمين شمطة المتصوف والهائم في نبض الحرف المنمّق، تحدث عن بداياته التي تعود إلى أكثر من ثلاثين عاما عندما التقى بحلب السورية الفنان ماجد خياطة الفائز بمسابقة ارسيكا وبدأ يتردد عليه، وتعلم على يديه حتى احترف الخط وتحولت هوايته من عالم الرسم إلى فن الخط الذي أخذ الجانب الأكبر من حياته، وحصل على جائزة البردة ثلاث مرات، فيما فاز بمسابقة إريسكا 10 مرات.
وحول علاقة الخط العربي بالفن التشكيلي قال شمطة: “إن المحب للفن الحقيقي لا يتعصب لأي فن كون الفنون ترتبط ببعضها البعض وبإحساس واحد”.
إستعراض الخط العربي بنكهة صينية
وفي جانب آخر استهلّ عميد الخط العربي في الصين الحاج نور الدين مي قوانج جيانج حديثه في الورشة الأخيرة من المهرجان بعنوان “الخط العربي بالأسلوب الصيني”، بتعريف الخط العربي وانقسامه إلى خط تقليدي وآخر بأسلوب صيني، موضحاً أن الإسلام دخل إلى الصين قبل 1300 عام وبالتالي لديهم مخطوطات قديمة مكتوبة بالخط الصيني تعود إلى ذلك التاريخ.
واستعرض جيانج أدوات الكتابة الصينية مثل الحبر والأوراق الطبيعية المستخلصة من لحاء بعض النباتات الصينية بالإضافة إلى الأقلام، والفرش الصناعية، وأخرى مصنوعة من ريش الديك، وطبّق نماذج متنوعة لأكثر من 10 أنواع من تلك الأوراق وشاركها مع الحضور الذين تشكلوا من طلاب وطالبات المدارس وأكاديميات الفنون.
وتفنّن الحاج نور الدين في التنسيق بين التنقيط والتركيب والتخطيط في كتابة بعض الجمل والآيات القرآنية بأسلوب صيني منح فن الخط العربي صورة جمالية رائعة بنكهة عربية، كما منح الفرصة لجميع المشاركين بالتدريب والتنفيذ على كتابة أسمائهم أو عبارات وجمل بأسلوب الصيني.